البنك الاحتياطي الاسترالي الأول في رفع الفائدة

في إجراء مباغتة لسوق الأسهم قام البنك الاحتياطي الاسترالي برفع معدل الفائدة بواقع 25 نقطة خلال تداولات ليلة الأمس لترتفع بذلك من المستوى 3.00% إلى المستوى 3:25% لتصبح استراليا هى أولى دول مجموعة الـ 20 التي تقوم برفع معدل الفائدة لتتجه بذلك إلى السياسة النقدية المتشددة منذ الأزمة الاقتصادية العالمية . و في بيانه أعلن البنك الاسترالى أن الاقتصاد العالمي يمضي قدماً في استئناف مرحلة نموه . إلا أن السياسة النقدية التوسعية التي ينتهجها البنك المركزي من المرجح أن تستمر لبعض من الوقت ، و بالتالي فمن المتوقع أيضاً أن يواصل الانتعاش مسيرته خلال العام 2010 حيث تم مراجعة التوقعات لتشهد مزيداً من الارتفاع. إلا أن التوسع ربما يكون طفيفاً في معظم البلدان الكبرى الأخرى ، و ذلك نتيجة ما خلفته الأزمة الاقتصادية .فالتكهنات الخاصة باستراليا باعتبارها أحد الشركاء التجاريين الأساسيين لأسيا تبدو أكثر تحسناً . حيث أن النمو الصيني قد أصبح أقوى من ذي قبل ، مما سيكون له أثر ملموس على الاقتصاديات الأخرى للمنطقة و كذلك على أسواق السلع .و بالنسبة لمجموعة الشركاء التجاريين لاستراليا ، فإن النمو للعام 2010 من المرجح أن يكون قريب من هذا الاتجاه .

أما عن الأمر الذي أصبح أكثر وضوحاً من أى وقت مضى بالنسبة لمجموعة الدول الـ 20 ، هو أن اقتصاديات غرب كلٍ من ( الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة المتحدة) قد شهدت وهناً كبيراً من جراء الأزمة المالية، الأمر الذي قد يواصل عرقلة الانتعاش الاقتصادي ، في الوقت نفسه، فإن بعض الاقتصاديات ( كاستراليا و نيوزيلاندا) سوف تستفيد من حالة النهم الأسيوية على طلب السلع و التي سرعان ما عاودت اللحاق بركب النمو . أما عن قرار رفع الفائدة المُتخذ من قبل بنك الاحتياطي الاسترالي فهو اعتراف ضمني لحقيقة أن النشاط الاقتصادي في المنطقة الأسيوية عاد إلى طبيعته .

و يخلص الأمر في قرار البنك الاحتياطي الاسترالي أنه " في ظل النمو الحالي من المرجح أن يكون الاقتصاد قريباً من اتجاه التعافي بشكل تام، حيث يقترب التضخم من المستوى المستهدف له كما أن مخاطر الانكماش الاقتصادي في استراليا قد مرت بالفعل ، كما يرى مجلس إدارة البنك أنه من الحكمة الأن أن يتم البدأ تدريجياً في تقليل الخطط التحفيزية التي قامت لجنة السياسة النقدية بتوفيرها في وقت الأزمة.

هذا و قد قفز الدولار الاسترالي بشكل مفاجئ كردة فعل على الأنباء الاقتصادية التي ترددت حيث ارتفع فوق المستوى 8850 ليسجل ارتفاعاً جديداً خلال العام 2009 ليصل إلى المستوى 8867 . هذا و يتمتع الدولار الاسترالي الأن بكونه أكثر العملات ارتفاعاً بالنسبة للعائد في مجموعة الدول العظمى الـ 20 ، مما يعزز من تجارة الكاري تريد على الدولار الاسترالي و في حالة أن واصلت شهية المخاطرة دعمها للزوج فمن المرجح أن يصل إلى المستوى 9000 قبيل نهاية هذا الإسبوع.