هل تلعب الوظائف المتوافرة بالقطاع غير الزراعي اليوم دوراً آخر مع الدولار؟

حركة السعر:

• زوج (الدولار/ ين): يتداول في نطاق محدد مع التحيز للهبوط مع تسلط الأضواء على مستوى 8800 نتيجة للبيانات اليابانية.
• زوج (الأسترالي/ دولار): تجنب المخاطرة بسبب منطقة 8600.
• زوج (الإسترليني/ ين): هبط إثر نشر مقالة بصحيفة التليجراف ولكنه معلق عند مستوى 1.5900.
• زوج (اليورو/ دولار): يستقر عند 1.4500

 سادت أسواق العملات الحركات العرضية قبيل صدور تقرير الوظائف المتوافرة بالقطاع غير الزراعي اليوم، مع ارتفاع الدولار وفقا لتدفقات تجنب المخاطرة في أعقاب هبوط نيكاى بنحو -2.5% تأثرا بالمخاوف حول تأثير قوة الين الياباني على المصدرين اليابانيين. ومن ناحية أخرى، أشارت تويوتا اليوم بأنها ستعاني من هبوط ربع سنوي آخر إذا ظل زوج (الدولار/ ين) دون مستوى 92.00. وكما أشرنا مسبقا، كلما ظل الزوج دون مستوى الـ 90 لفترة أطول، كلما تضرر المصدرين اليابانيين مما سيؤدي إلى قيامهم بالمزيد من عمليات التحوط تخوفا من ارتفاع الين الياباني إلى أبعد من ذلك ولكن تلك العمليات ستؤدي إلى هبوط زوج (الدولار/ ين).

 وعلى الرغم من انخفاض أسواق الأسهم، جاءت البيانات الاقتصادية اليابانية على نحو مفاجئ مع زيادة عدد الوظائف الجديدة بنحو 260,000 في أغسطس لأول مرة منذ شهر يناير من العام حيث تراجع معدل البطالة من أعلى مستوى له عند 5.7% ليصل إلى 5.5%. علاوة على ذلك، ارتفع إنفاق القطاع العائلي إلى 2.6% من -0.1% المتوقعة، ويرجع السبب وراء ذلك إلى الحوافز التي قدمتها الحكومة لشراء السلع الإلكترونية. وترسم تلك الظروف الاقتصادية المتحسنة صورة جيدة للحزب الديمقراطي المنتخب الجديد للحفاظ على سياسة الين القوي، حيث سيؤدي ارتفاع الين إلى دعم القوة الشرائية للمستهلكين اليابانيين وسط تلك الأجواء التي تتسم بتدني مستويات النمو. وتقدم بيانات اليوم دليلاً ملموسا على أن أثر التحسن في طلب الشركات اليابانية قد  بدأ  أخيرا في الوصول إلى المستهلكين، وإذا استمرت تلك الاتجاهات فمن المحتمل أن يصل زوج (الدولار/ ين) إلى مستوى 85.00 قبل نهاية العام.

وفي الوقت ذاته، شهد زوج (اليورو/ دولار) ارتفاعاً على خلفية تقارير انطوت على نوع من التحيز إلى تقييد السياسة النقدية من قبل البنك المركزي الأوروبي ، حيث ارتفع 30 نقطة عقب الأنباء. وعلى الرغم من النبرة الملاحظة للبنك المركزي الأوروبي من التطرف، إلا أننا نتشكك أن يستقبل البنك تلك الفكرة بترحاب في الوقت الحالي. كما أن أي تحرك نحو التقييد قبل الآوان سيؤدي إلى تفاقم ارتفاع زوج (اليورو/ ين). وإذا أخذنا في الاعتبار تصريحات المسؤولين بالأمس والتي حاولت التسبب في تخفيض اليورو، فسيعد ذلك التحرك من قبل السياسة النقدية مخالفاً تماما لما تم التعبير عنه بشكل علني حول الحاجة إلى دولار قوي. وفي الواقع يعد ارتفاع اليورو خلال 6 أشهر الماضية أمرا واقعا مما أدى إلى التشدد الملاحظ حول السياسة النقدية. ومن ناحية أخرى، سجل مؤشر أسعار المنتجين بمنطقة اليورو 0.4% مقابل التوقعات بتسجيل 0.5%، الأمر الذي يشير إلى عدم وجود ضغوط أسعار بمنطقة اليورو.

وفي الولايات المتحدة اليوم، تترقب الأسواق بشدة تقرير الوظائف المتوافرة بالقطاع غير الزراعي. ومن المتوقع أن تأتي تلك القراءات بشكل أقوى من المتوقع إذا أخذنا في الاعتبار التحسن في قراءات إعانات البطالة و هبوط مؤشر تشالنجر لتسريح العمالة. من المتوقع أن تسجل قراءة الوظائف المتوافرة بالقطاع غير الزراعي -175 ألف، وإذا جاءت القراءة بالقرب من -100 ألف، ستكون النتيجة إيجابية للدولار ليس فقط للخمس دقائق الأولى من الرد الفعلي المتوقع للأسواق ولكن لفترة التداول بأكملها. وعلى الرغم من أن النمط التقليدي عقب صدور تلك البيانات هو تلاشي رد الفعل الأولي بمرور الوقت، إلا أننا نعتقد أن حركة السعر ستكون مختلفة إذا جاءت البيانات إيجابية للغاية.

ومن المتوقع أن تنتاب الدولار حالة من الضعف لأن الأسواق تعتقد أن البنك الإحتياطي الفيدرالي سوف  يثبت سعر الفائدة حتى عام 2010 على الأقل، مما جعل الدولار الأمريكي عرضة لتدفقات الـ carry trade. وتعتمد هذه الظنون في الأساس على حقيقة أن البنك الإحتياطي الفيدرالي لم يرفع الفائدة حتى بلغت البطالة قمتها. وفي حالة أن يكشف تقرير التوظيف اليوم عن عودة معدل فقد الوظائف إلى مستوى معتدل، فسوف يفسر التجار ذلك على أنها الضوء الذي ظهر في نهاية النفق، حيث يقومون بتعديل توقعاتهم وفقاً للمعدلات قصيرة المدى - وهو ما سيكون أمراً إيجابياً للغاية بالنسبة للدولار. ولكن في حالة ارتفاع معدل فقد الوظائف فسوف تصاب حركة السعر بحالة من الاضطراب حيث تصطدم قوى تجنب المخاطرة التي كانت تدعم الدولار بالحقيقة القائلة أن الاقتصاد الأمريكي قد يكون هو أخر اقتصادات دول مجموعة العشرين انتعاشاً وبالتالي سوف يستمر ضعف الدولار لفترة من الوقت.