الربع الأخير و بداية سيئة للأسهم ( تعليق السوق)

الدولار يستقر في ظل تراجع شهية المخاطرة قبيل صدور البيانات الأمريكية .

تعليق السوق :

مع قدوم الربع الأخير من السنة المالية شهدت الوول ستريت تراجعاً في ظل تدهور قراءة مؤشر إعانات البطالة الأمريكية و مؤشر ISM التصنيعي و التي طغى تأثيرها على القراءات الإيجابية لمؤشر الإنفاق الشخصي و مبيعات المنازل المعلقة . حيث سجلت إعانات البطالة الأمريكية تراجعاً فاق التوقعات بواقع 551 ألف مقابل 535 ألف ، كما جاءت قراءة مؤشر ISM التصنيعي مخيبة أيضاً للأمال بواقع 52.6 مقابل 54.0 . في حين سجلت قراءة مؤشر الدخل الشخصي في الربع الثاني ارتفاع بواقع 0.2% مقابل التوقعات التي سجلت 0.1% ، كما ارتفع مؤشر الإنفاق الشخصي مسجلاً +1.3% مقابل 1.1% . فالتدهور الذي مُنيت به الوول ستريت جاء نتيجة ارتفاع الدولار و استقرار السندات الأمريكية ، إلا أن عائدات سندات الخزانة ذات الـ 10 سنوات قد تراجعت بواقع 13 نقطة خلال تدولات اليوم .

أما عن بيانات مؤشر ISM ، فإن تدهور قراءته لم تكن مفاجأة بقدر كبير في ظل التدهور السابق الذي شهده مؤشر PMI تشيكاغو ، إلا أننا لا نزال على قدر من التفاؤل في ظل استقرار قراءة المؤشر فوق المستوى 50 و هو الحد الفاصل بين توسع المؤشر أو تراجعه .

هذا و قد صرح برنانك ليلة الأمس حول الدولار ، أنه لا يرى خطر كبيراً في أن يفقد الدولار الأمريكي لقب عملة الاحتياطي العالمي ، و بالتالي فإن إدراك حقيقة وضعه هذا يملي على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية المزيد من المسئوليات . بما يشتمل على ضرورة قيام الولايات المتحدة بتسوية وضعها المالي بمجرد حدوث انتعاش و إلا فإن الأخطار سوف تظل محدقة بالدولار المتدهور ( و هذا لم نشهده حتى الأن ؟) . كما نوه وزير الخزانة أيضاً على الأمر نفسه مؤكداً على أن انتعاش الدولار أحد أهم الأمور بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية .

و نظرأً لأن الدولار جاء ليلحق بأخر الركب إلا أن الأرباح التي جناها جاءت ملحوظة بشكل كبير مقابل عملات السلع و التي سجلت أرباح كبيرة خلال الجلسة السابقة ، الدولار الكندي و الدولار الاسترالي على سبيل المثال . أما عن التراجع الذي أصاب اليورو في وقت سابق عقب تصريحات ألومنيّا عن انتعاش اليورو و عن إدراج هذا الأمر في جدول أعمال قمة الـ 7 القادمة فقد جاء ليتزامن مع موجة الإحجام عن المخاطرة في الوقت نفسه ارتفع الاسترليني في ظل تقرير مؤسسة M&A عند معدلات الطلب إلى أنه عاود التراجع من جديد .

و على صعيد جلسة التداول الأسيوية فقد شهدت موجة من الإحجام عن المخاطرة ، تزامناً مع الدولار الذي جنى أرباح عرضية خلال جلسة التداول ، متقدماً على مستويات الدعم الأساسية قبيل افتتاح جلسة التداول الأوروبية على بعض الضغوط على الدولار. هذا و قد جاءت البيانات اليابانية التي صدرت يوم الأمس لتشهد ارتفاع قوي على غير المتوقع ( إلا أن ردة فعل السوق كانت مفاجئة بشكل لا يمكن وصفه ، سواء على صعيد الأسهم أو العملات ) . حيث سجل معدل البطالة تراجع بواقع 5.5% مقابل أعلى قراءة للمؤشر عقب مرحلة الحرب العالمية خلال الشهر السابق بواقع 5.7%، و كذلك مقابل التوقعات التي سجلت 5.8% ، و على الرغم من ذلك التحسن إلا أن معدلات التوظيف لا تزال عند أدنى مستوياتها بواقع 0.42. كما ارتفع مؤشر إنفاق الأسر بواقع 1.9% على أساس شهري و 23.6% على أساس سنوي في أغسطس.

في الوقت نفسه ، ترددت بعض الأنباء أنه من المزمع صدور تقرير غير رسمي في ختام اجتماع مجموعة الـ 7 من أجل تعزيز دور قمة الـ 20 باعتباره منبر استراتيجي اقتصادي هام ، أما عن تصريحات المفوض الأوروبي ألومنيّا بالأمس و التي حذرت من أن بعض الأمور في سوق العملات و قيمة الدولار قد تتم مناقشتها بالإضافة إلى المخاطر المتزايدة من بعض التصريحات و الملاحظات التي تصدر بشكل غير رسمي . فالسوق يجب عليها توخى الحذر من ذلك مما يفسر حالة الحذر الشديدة للأسواق في عطلة نهاية الإسبوع.

و على الجانب الأمريكي ، فسيكون هناك حالة من الترقب الشديد لبيانات التوظيف الأمريكية في القطاع غير الزراعي . حيث أشارت بعض المسوح التي تم إجرائها في وقت سابق ان السوق تتوقع أن تسجل وتيرة فقدان الوظائف 175 ألف خلال هذا الشهر . و نظراً للتراجع الذي انتاب كلٍ من تقرير الـ ADP و الذي صدر يوم الأربعاء و كذلك تقرير إعانات البطالة الأمريكية و الذي صدر يوم الأمس ، فمن المتوقع أن يدفع ذلك ببيانات التوظيف الأمريكية الذي سيصدر اليوم إلى المزيد من الارتفاع بواقع 250 ألف . من المتوقع أيضاً أن يسجل معدل البطالة ارتفاع طفيف التراجع بنحو 9.8% في سبتمبر مقابل قراءة أغسطس و التي سجلت 9.7% و على الرغم من ذلك الارتفاع الطفيف إلا أنه يقترب بكل تأكيد من مستوى الحاجز النفسي 10% ، و الذي يدرك الجميع أن معدل البطالة قد يتجاوزه في نهاية المطاف.

و في النهاية نتمنى لكم حظ موفق وأجازة سعيدة.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image