هل يتدخل البنك المركزي الأوروبي في سعر اليورو ؟

 صرح " ألمونيا " المفوض بالاتحاد الأوروبي للشئون الاقتصادية و النقدية بأن منطقة اليورو ستناقش ارتفاع قيمة اليورو في اجتماع مجموعة السبع العظمى المقبل والمزمع انعقاده يوم السبت المقبل باسطنبول، الأمر الذي أدى إلى هبوط العملة بأكثر من 50 نقطة في بضع دقائق ببداية التعاملات بالفترة الأوروبية.

 وجاءت تلك التصريحات لتعبر عن نفس المعنويات التي أعرب عنها الرئيس الفرنسي " نيكولاس ساركوزى " في اجتماع محموعة العشرين والتي أشارت إلى قلق السلطات المالية الأوروبية المتزايد من ارتفاع اليورو. حيث ارتفعت العملة أكثر من 16% منذ انخفاضها إلى 1.2455  مقابل الدولار الأمريكي في بداية التعاملات في مارس. وعلى الرغم من الارتفاع الحاد لليورو، إلا أن منظور الانتعاش لمنطقة اليورو خلال النصف الثاني من عام 2009 يعد أقوى من نظيره الأمريكي. فنلاحظ بالأمس، هبوط البطالة الألمانية بنحو -12 ألف مقابل التوقعات بارتفاعها بواقع 20 ألف، لتشكل الانخفاض الثالث على التوالي لأعداد العاطلين مما يسلط الأضواء على استقرار سوق العمل بأكبر اقتصاد بمنطقة اليورو. ويمكن مقارنة ذلك بيانات البطالة الأمريكية المحبطة حيث توقع ADP  انخفاضاً آخر في الوظائف بواقع -250 ألف في شهر سبتمبر.

 وعلى صعيد آخر، مع ارتفاع أسعار النفط  فوق مستوى 60 دولار للبرميل،و تصاعد الطلب الصيني، فسيستطيع المصدرين الأوروبيين اختراق حواجز ارتفاع سع الصرف لإمداد أسيا و الشرق الأوسط بالسلع الرأسمالية لبناء البنية الأساسية لتلك البلاد. ومن ناحية أخرى، لم تحقق شركات التصنيع الأمريكية سوى نجاح محدود في الاستفادة من ميزة ضعف الدولار في الاقتصاد العالمي. وإذا مهدت البيانات المفاجئة السلبية لمؤشر PMI شيكاغو الطريق لضعف تقرير ISM التصنيعي، فمن المحتمل أن يزداد الانحراف  بين ظروف اقتصاد منطقة اليورو و الولايات المتحدة الأمريكية.

 ومع ذلك، على الرغم من القوة النسبية لاقتصاد منطقة اليورو، إلا أن المسؤولين الأوروبيين تنتابهم حالة من القلق بشأن ارتفاع اليورو، وتشير تحذيرات "  ألمونيا " اليوم إلى قرار السلطات باستباق أي محاولات في هذا السوق الجامح. كما تقلق السلطات الأوروبية من تحرك زوج ( اليورو/ دولار) فوق مستوى 1.50، وإن حدث ذلك الأمر فستحدث عمليات تسييل لصفقات شراء الدولار، الأمر الذي سيفتح المجال لاختبار اليورو لأعلى مستوى محقق منذ يوليو العام الماضي عند 1.6036. ومن المحتمل أن تعد تصريحات اليوم بداية لحملة تشنها السلطات للتدخل الشفهي من أجل تقليص ارتفاع العملة، خاصة في ضوء بيانات أخرى ضعيفة للوظائف المتوافرة بالقطاع غير الزراعي يوم الجمعة والتي ستؤدي إلى هبوط المعدلات  الأمريكية و جعل الدولار عرضة لمزيد من تدفقات الـ carry trade.

 من المشكوك فيه أن تقدم مجموعة الدول السبع العظمى بيان ختامي مخصص حول تحركات سعر الصرف، إذا أخذنا في الاعتبار تفضيل المجموعة عدم التدخل في نشاط السوق. ومع ذلك، من المحتمل أن تعد محاولات ألمونيا مقدمة لأشياء أخرى قادمة إذا استمر زوج (اليورو/ دولار) في الارتفاع ، ومن المحتمل أن تزداد حدة التصريحات مع تسارع وتيرة الارتفاع.