الدولار الأمريكي يتسفيد من تزايد مخاوف تدخل اليابان في سوق العملات

واصل الدولار الأمريكي استفادته من تزايد المخاوف من إمكانية تدخل اليابان في سوق العملات بالإضافة إلى تعليقات المسئولين بالبنك الإحتياطي الفيدرالي وعمليات إعادة الأوراق المالية إلى موطنها في نهاية الربع الحالي بالإضافة إلى تزايد المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي. ففي يوم الأثنين الماضي، أعرب "تريشيه" رئيس البنك المركزي الأوروبي عن دعمه لقوة الدولار مما دفع الدولار إلى مواصلة الصعود مقابل جميع العملات الرئيسية بالإضافة إلى تعليقات "فوجي" وزير المالية الياباني والتي ترجح أنه يقع تحت ضغوط  سياسة قوية حتى يتراجع عن موقفه بدعم الين. ففي بداية توليه منصب وزير المالية قال "فوجي" أن قوة الين ليست بالضرورة أمراً سلبياً وأن التحركات للعملة الأخيرة ليست غريبة، ولكن بالأمس تغيرت كل هذه الأقوال رأساً على عقب حين قال أن " هناك احتمالات بالتدخل في سوق العملات في ظل هذه الظروف المتفاقمة وأن التحركات التي يشهدها سوق العملات حالياً مفاجئة للغاية". ومما لا شك فيه أن هذه التعليقات أدت إلى سوء أداء الين الياباني مقابل الدولار اليوم. ولكن الإسترليني كان هو أكثر العملات مرونة حيث ارتفع بقوة في أعقاب تعليقات بنك أنجلترا. كما أن هناك بعض التوقعات بإمكانية تدخل البنك المركزي السويسري في سوق العملات خلال الأربعة وعشرون ساعة القادمة والتي سوف يتم متابعتها على مدار اليوم.

بيانات التوظيف الأمريكي تدق الأبواب

هذا ومن المقرر غداً صدور تقرير ADP للتوظيف بالولايات المتحدة الأمريكية حيث تتجه أنظار الأسواق نحو تقرير الوظائف المتاحة بالقطاع  غير الزراعي "NFP" المقرر صدوره يوم الجمعة المقبل. وتشير التوقعات إلى أن بيانات ADP سوف تؤكد الاعتقاد بتباطؤ وتيرة فقد الوظائف. كما أن هناك فرصة جيدة بأن تصدق هذه التكهنات بسبب انخفاض عدد المتقدمين للحصول على إعانات البطالة الأسبوعية. على الرغم من ذلك، وفي ظل مخاوف البعض من مضاعفة عمق الركود تقع الخطورة الأن في ضعف بيانات التقرير. من ناحية أخرى شهد صباح اليوم مفاجئة انخفاض ثقة المستهلكين الأمريكية مما يرجح أن هناك تحسن طفيف للغاية في سوق العمالة. ومن الضروري توخي الحذر من هذه مخاطر، ولكن هناك عدة أسباب تدعم التفاؤل بشأن تقرير NFP. ويوضح الرسم البياني التالي مدى العلاقة القوية بين معدل البطالة الأمريكي والاختلاف بين تقدير المستهلكين لأوضاع الأعمال الحالية. فلقد قمنا بطرح عدد الأشخاص الذين يعتقدون أن أوضاع الأعمال لا زالت سيئة من عدد الأشخاص الذين يعتقدون أن أوضاع الأعمال الحالية جيدة وقمنا بمقارنتها بمعدل البطالة في عام 1966. وكما ترون أن التشاؤم الحاد تجاه أوضاع الأعمال تصادف مع ارتفاع معدل البطالة. جدير بالذكر أن مؤشر أوضاع الأعمال بدأ يتحسن مما يرجح تحسن أوضاع التوظيف بالمثل. وبالإضافة إلى تقرير ADP للتوظيف، من المقرر غداً صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي بالولايات المتحدة الأمريكية للربع الثاني من العام الحالي وبيانات مؤشر PMI  بشيكاغو.

 ""

زوج (اليورو/دولار) يتجاهل البيانات الإيجابية والفرنك يواجه مخاوف تدخل سويسرا في سوق العملات

استمرت عمليات بيع اليورو مقابل الدولار على الرغم من البيانات الإيجابية التي صدرت اليوم بمنطقة اليورو. ويعتقد السوق حالياً أن تعليقات تريشيه بشأن الدولار في بداية هذا الأسبوع تمثل تدخلاً لفظياً في سوق العملات. وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، هناك العديد من المبررات ترجح هبوط الدولار وارتفاع اليورو. فقد ارتفع مؤشر PMI للتجزئة من 47.1 إلى 48.6 في سبتمبر مسجلاً أعلى قراءاته خلال 16 شهر . وعلى الرغم من استمرار انكماش إنفاق المستهلكين إلا أنه ينكمش بتباطؤ شديد. على الرغم من ذلك فإن العقبة الوحيدة تتمثل في أن فرنسا هي التي تقود تحسن إنفاق المستهلكين حيث انخفض الاستهلاك في كل من إيطاليا وألمانيا. على الرغم من ذلك، فإن إمكانية حدوث مفاجئات سلبية في تقرير الوظائف الألماني المقرر صدوره غداً سوف تلقي بالضغوط على اليورو. ووفقاً لتقرير PMI الأخير نلاحظ ارتفاع عدد فقد الوظائف في قطاع التصنيع. في الوقت ذاته، شهد الفرنك السويسري عمليات بيع مكثفة مقابل الدولار واليورو في ظل المخاوف من تدخل البنك المركزي السويسري في سوق العملات. ولم تكن هناك أية تحذيرات أو تهديدات من البنك كما لم يسجل الفرنك السويسري مستويات مرتفعة ولكن يذكر أن المرة الأخيرة التي تدخل فيها البنك المركزي السويسري في سوق العملات كانت عندما قدم البنك المركزي الأوروبي عطاءه السنوي الأول. ومن المقرر أن يقدم البنك عطاؤه الثاني غداً لذلك يترقب التجار بسويسرا إمكانية تخل البنك. ووفقاً لمؤشر UBS الذي تراجع مسجلاً أدنى قراءاته في خمسة أعوام تراجعت خطط إنفاق المستهلكين بسبب ارتفاع البطالة الذي يدفع المستهلكين إلى خفض مشترياتهم.

تعليقات بنك أنجلترا تدعم زوج (الإسترليني/دولار)

بدأت مصداقية بنك أنجلترا في التلاشي بسبب التصريحات المختلفة من قبل المسئولين بالينك. ففي صباح اليوم أعلن بنك أنجلترا أنه لا يخطط لخفض الفائدة على الإيداع قريباً، وهو ما أشار إليه البنك في بداية الشهر الحالي. هذا وأعلن أيضاً  أن السوق أساء تفسير وتصرف بشكل مبالغ فيه لتعليقات "كينج" رئيس البنك التي ورد فيها قوله أن ضعف الإسترليني أمراً جيداً. فإذا لم تتغير سياسة بنك أنجلترا وإذا هبط الإسترليني بقوة فسوف يزيد ذلك من مخاوف الأسواق. في الوقت ذاته، أشار تقرير الناتج المحلي الإجمالي بالمملكة المتحدة إلى انكماش النشاط الاقتصادي بنسبة 0.6% في الربع الثاني، مما دفع القراءة السنوية للاستقرار عند 5.5%. هذا وقد ازداد عجز الحساب الجاري من -4.1 مليار إسترليني إلى -11.4 مليار إسترليني في الربع الثاني من العام الحالي مما يدعم الاعتقاد بأن المملكة المتحدة بحاجة إلى ضعف عملتها. من ناحية أخرى، أكد تقرير الإسكان أن أوضاع الإسكان لا تزال جيدة. كما استقرت موافقات الرهون العقارية بينما ارتفع صافي الإقراض للإسكان.

تعليقات فوجي تدفع الين إلى الهبوط

لا يزال الحزب الجديد في اليابان يتحثث طريقه إلى سوق العملات. على الرغم من أنه يرغب إقرار بعض الإصلاحات و التعبير عن رؤيته بشفافية، إلا أنه لا يزال يتعلم أنه عندما يتعلق الأمر بالسياسة قد يترتب على التعبير عن الرؤية الشخصية عواقب وخيمة. هذا وقد ارتفعت أزواج الين في أعقاب تعليقات وزير المالية الياباني "فوجي" الذي يحذر الأن من إمكانية التدخل في سوق العملات في ظل الظروف المتفاقمة في الوقت الراهن. ويعد ذلك تحول تام عن دعمه السابق للين مما يدفعنا إلى الاعتقاد بأنه وقع تحت ضغوط سياسية قوية. وعلى صعيد البيانات الاقتصادية فقد انخفضت أسعار المستهلكين بأكثر من المتوقع بينما تحسنت ثقة الأعمال الصغيرة. ومن المقرر صدور مؤشر PMI التصنيعي والإنتاج الصناعي وبدايات الإسكان اليوم.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image