الفوضى تعم الأسواق الآسيوية مع الضغوط الشديدة على عمليات بيع الين الياباني

تعليق السوق:
بصورة عامة، خلى يوم الجمعة من تعاملات المخاطرة، ونبع هذا نتيجة ضعف البيانات الاقتصادية والتي تمثلث في بيانات السلع المعمرة الأمريكية ومبيعات المنازل الجديدة. وحجبت هذه البيانات الضعيفة الرؤية على الجوانب الإيجابية الأخرى التي كان من الممكن ملاحظتها في قراءة مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميتشيغان، والذي ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ طليعة عام 2008.

هذا، وقد استمرت فعليًا حالات بيع الين الياباني، التي كانت قد بدأت في أسواق المال الآسيوية، وتهادى زوج (الدولار/ ين) إلى أدنى من مستوى الدعم الذي كثيرًا ما يتم الحديث عنه والبالغ 90.0. وينم هذا عن أن هذه الخطوة ليست خطيرة أو مغامرة على نحوة مفرط طالما انخفض المستوى، وبلغ أدنى مستوى له 89.51. وبناء عليه، كان لزامًا علينا الانتظار حتى تفتتح الفترة الآسيوية تعاملاتها اليوم لرؤية المزيد من ردود الفعل الدراماتيكية.

ومع نهاية الأسبوع الماضي، صدر البيان الختامي لقمة مجوعة العشرين، ولم يحمل بين طياته أي شيء ملموس للأسواق المالية. ومن المؤكد، أن هناك بعض إيجابيات المخاطرة التي يتعين الإشارة إليها من أهداف الإبقاء على خطة المحفزات المالية حتى يتأكد اتجاه الانتعاش الاقتصادي في مساره الصحيح، وتفادي االتراجع المبكر لهذه المحفزات حتى الإعداد لاستراتيجيات الخروج الدقيقة، والإبقاء على هدف المحافظة على معدلات رأس المال البنكية المحكمة موضع التنفيذ حتى نهاية عام 2012. ومع ذلك، لم يتم طرح أي شيء ثابت للدراسة، ومن ثم ستُنتقص هذه الإيجابيات على المدى القريب بين رحى السوق الذي يظهر ميل شديد نحو تجنب المخاطرة.

وعاد هذا الموضوع لينتاب متداولي الفترة الآسيوية على نحو مفرط، وذلك على أساس أن أوضاع السيولة شهدت اتجاهات سريعة ومغالى فيها، وكان للدولار الأمريكي اليد العليا، فيما تعرض الين الياباني للضغط للدرجة التي دفعته للتهادي. وتلقى اليورو دفعة بسيطة بعد إعلان انتزاع الحزب الديمقراطي المسيحي- بزعامة ميركل- للأصوات الكافية اللازمة لتشكيل حكومة ائتلافية جنبًا إلى جنب مع شركائها المفضلين من الحزب الديمقراطي الحر. ومع ذلك، لم يُكتب لهذا عمر طويل، حيث ارتفع (اليورو/ دولار) 25 نقاط فقط، ليصل إلى مستوى 1.4720 مع إغلاق بورصة نيويورك لتعاملاتها يوم الجمعة.

ومع المزيد من عمليات بيع الدولار مما وجه ضربة موجعة إلى زوج (الدولار/ ين) ليصل إلى مستوى 88.25، وهو المستوى الأدنى على مدار 8 أشهر، إلا أنه سرعان ما أصبح مشترين الدولار الأمريكي في موضع السيطرة. كما استمر الجنيه الإسترليني في هبوطه الأخير الحاد ليصل أيضًا إلى أدنى مستوى له على مدار أربعة شهور بواقع 1.5772 مقابل الدولار الأمريكي، وأدنى مستوى له على مدار ستة أشهر مقابل اليورو، وذلك على الرغم من التعليقات الصحافية الصادرة من بنك إنجلترا نهاية الأسبوع والتي أشارت إلى أنه قد أسيء فهم ميرفين كينج- محافظ بنك إنجلترا، وأنه ما من سياسة حالية للدفاع العمدي عن الجنيه الإسترليني الضعيف. ونجم ضغط البيع على نحو مهيمن من عمليات تسييل بيع زوج (الإسترليني/ ين)، واتسمت عمليات التسييل هذه بالقوة الكافية للتغلب على البيانات الإيجابية القليلة للجنيه الإسترليني، وجاءت هذه البيانات بعدما أظهر مؤشر هومتراك لأسعار المنازل ارتفاعًا للشهر الثاني على التوالي خلال شهر سبتمبر.

وجاء المسمار الأخير في نعش عمليات بيع الين الياباني من تصريحات وزير المالية الياباني فوجي، والتي تصدرت العناوين الرئيسة، إذ أوردت الصحف على لسانه أن تحركات زوج (دولار/ ين) الأخيرة لم تكن "غريبة" (وجاءت هذه التصريحات يوم الجمعة بعدما قيل أنه كان ضد أي إضعاف عمدي للين الياباني، أو أي عملة أخرى). ومع وصول زوج (الدولار/ ين) أخيرًا إلى 88.23، فإن هناك ثمة عنصر تراجع من وزير المالية والذي صرح بأنه "يراقب الين" حاليًا، وأن "تحركات العملة الثابتة بات أمرًا مرغوب فيه". ورأى أيضًا أن اتجاهات العملة باتت "أحادية الاتجاه". وهو ما أجبر على الارتداد إلى مستوى 89.30.

وجاء تصريح مغالى فيه للغاية على لسان ستيفانز- محافظ البنك الاحتياطي الأسترالي- حول حالة الاقتصاد (وتأثيره على الدولار الأسترالي) لدى إدلائه بشهادته أمام اللجنة البرلمانية. وقال في معرض حديثه، أن انكماش الاقتصاد الأسترالي كان معتدلاً، وأن المعايير التحفيزية المالية والنقدية المفروضة في وقت لاحق من العام لن يتم المساس بها مع ارتفاع الطلب. وأضاف أيضًا أن البنك المركزي سيعمل على رفع معدلات الفائدة المنخفضة على نحو قياسي في الوقت الذي سيبدو فيه أن هناك نوع من اختلال التوازن العالمي إذا ما بقت معدلات الفائدة منخفضة لفترة طويلة.

 

ومع اتجاهنا نحو جلسة بيانات هادئة نسبيًا، لا يزال هناك سؤال يلوح في الأفق إذا ما كانت الجلستان الماضيتان لم يكونا سوى تصحيح للسوق أكثر مما رأينا أخيرًا، أو أنه بداية لمرحلة تعزيز خالية من المخاطر ودائمة لفترة طويلة. وبالتأكيد، وصلت بعض الأزواج إلى بعض الأهداق قريبة الأجل (حيث وصل إلى زوج (يورو/ دولار) إلى 1.5750، و(الدولار/ ين) إلى 88.0، و(اليورو/ ين) إلى 130.0) وأن الاتجاهات الحادة في آسيا تجعل من المناسب حدوث ضغط في الاتجاه الآخر بمجرد دخول أوربا هذا المعترك. من ناحية أخرى، نعتقد أن ثمة خطورة كبيرة من أن تمتد وتيرة شراء الدولار الأمريكي (وكذا الين الياباني).

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image