تقلب في جلسة التداول الآسيوية (تعليق السوق)

تعليقات السوق:


تركت بيانات إعانات البطالة الأولية الأمريكية طابعًا على الأسواق العالمية، وهذا ما اتضح من حشود المشترين المقبلين على الدولار الأمريكي خلال جلسة التداول الآسيوية بالأمس. ومع ذلك، أخفقت فورة الشراء هذه في الاستمرار، وتراجعت شهية الإقبال على الدولار الأمريكي من جديد، عقب ظهور البيانات المحبطة لمبيعات المنازل الكائنة.

هذا و قد شهد الدولار المزيد من الدعم عقب مزاد سندات الخزانة الأمريكية ذات الـ 7 سنوات، والتي بات واضحًا منها أن المزايدين  كانوا شديدي الثقة بمجرد عدم تدخل لجنة الاحتياطي الفيدرالي. واتسم الاكتتاب على إصدار سندات الخزانة البالغة 29 مليار دولار بالكثافة الشديدة (وارتفعت نسبة الطلب على السندات بواقع 2.79 مرة)، مما  أسفر عن عائد بلغ 3.005% مقابل التوقعات التي أجمعت على انه قد يصل إلى  3.047%. وساهم التراحع في أسعار السلع  في ارتفاع وتيرة الشراء على الدولار، تزامناً مع تراجع الذهب إلى ما هو أدنى من المستوى 1000، بالإضافة إلى تراجع النفط إلى ما هو أدنى من 66 دولارًا للبرميل.

وأخيرًا، جاء بيان الاحتياطي الفيدرالي بأنه بصدد تخفيض برنامجين من برامج التسييل النقدي (وهما: المزاد المرفق، وتسهيلات إقراض سندات الخزانة قصيرة الأجل) خلال الأشهر المقبلة. وترجم البعض هذه الخطوة على أنها خطوة أخرى صوب إرساء أسس استراتيجية للخروج من دائرة التسهيل النقدي، ويشير البعض إلى أن ذلك نادرًا ما تعكس تحسن الحال داخل الأسواق المالية.

ومن جديد يصبح الجنيه الإسترليني الخاسر الكبير داخل هذه الحلقة، إذ تعرض للضغوط مبدئيًا إثر الحديث عن "اجتماع أزمة" للاقتصاديين من المزمع عقده خلال الأسبوع المقبل لمناقشة أسباب هبوط الجنيه الإسترليني، إلا أنه تعرض لضربة أخرى بعد ذلك بعدما صرح ميرفين كينج- محافظ بنك إنجلترا أن: "الهبوط في سعر الصرف سيكون مفيدًا" لإعادة موازنة الاقتصاد البريطاني، ونوه إلى أن القطاع البنكي البريطاني لم يكن في حالته الأفضل، في حين أنه بإمكان الاقتصاد تسجيل "نموًا صغيرًا" فقط بعد هبوط دام طويلاً للغاية.

وشهدت التداولات في جلسة التداول الآسيوية في الغالب نوعًا من النجاح، إذ أدت عمليات إيقاف الخسائر في الزوج (إسترليني/ ين) إلى ارتفاع الزوج (إسترليني/ دولار) إلى مستوى 1.60 بسهولة، وعما قريب سنشهد الهبوط الدائم على مدار أربعة أشهر تقريبًا والبالغ 1.5920. على صعيد آخر، توقفت سلسلة البيانات النيوزيلندية في تسجيلها قراءات أفضل من توقعات السوق هذا الصباح، وذلك عقب صدور بيانات التجارة لشهر أغسطس على نحو محبط. وفي الوقت الذي ظهرت الواردت على نحو أكبر قليلاً (مسجلة 3.5% على أساس شهري)- مما يعكس تحسنًا في الطلب، تراجعت الصادرات خلافًا للتوقعات بواقع 13.6% على أساس شهري،  و على الرغم من الوضع الداخلي الأفضل حالاً، إلا أن ثمة احتمالية في أن تكون الصدارات هى ضحية للتراجع الأخير للدولار النيوزيلندي.

وظهرت أول التصريحات الصادرة على هامش قمة مجموعة العشرين من الصين هذا الصباح، والتي بدت أنها تتحدث عن الدولار. وأعلن البنك المركزي الصيني أن استقرار العملات الاحتياطية الرئيسة سيظل بحاجة إلى دعم، مضيفًا أن الولايات المتحدة سيتعين عليها أن تبقي في خلدها وضع احتياطي العملة الأمريكية أثناء تحديد السياسة. هذا، وقد ذكر وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جيثنر نفس الموضوع لدى قوله أنه لا تزال هناك "أهمية شديدة" لبقاء الدولار قويًا بالنسبة للولايات المتحدة، في الوقت الذي تتوقع فيه استمرار الدولار في كونه عملة الاحتياطي الرئيسة في العالم. من ناحية أخرى، بات واضحًا أن ثمة خبر لم يحظ بالقدر الواف من الانتباه ليتصدر الكثير من عناوين الصحف، وجاء هذا الخبر من وزير المالية الياباني، والذي قيل أنه عارض إبان اجتماعه مع جيثنر التخفيض العمدي من قيمة الين الياباني أو أي عملة أخرى تحقيقًا لهذا الغرض. ولدى سؤاله في مؤتمر صحافي إذا ما كان التحول إلى الين القوي من حيث القيمة سيدعم الطلب المحلي ترخيصه او تقليله من قيمة السلع والبضائع المستوردة، أجاب موضحًا أنه لا يميل إلى تحويل العملة بهذه الطريقة أيضًا، بل أنه يتعين تركها لقوى السوق، مضيفًا أنه لا يتعين على القطاع العام التدخل في السوق.

وتوضح التقارير الأولى المتعلقة بمسودة البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين أن السلطات لا تتطلع إلى سحب مبكر للمعايير التحفيزية، تفاديًا لحدوث اختناق مبكر للاقتصادات التي لا تزال تستعيد عافيتها. وشهدت جلسة التداول الآسيوية تجددًا في شهية المخاطرة، وفيها تراجع الدولار عن ارتفاعه خلال الصباح الباكر، وذلك مع مغادرة اللاعبين الأوربيين ممن دخلوا إل هذه المرحلة. وبالنظر إلى الأمام، فمن المرتقف صدور توقعات KOF الاقتصادية السويسرية في أوربا، في الوقت الذي تترقب جميع الأنظار صدور مؤشر السلع المعمرة الأمريكية ومبيعات المنازل الأمريكية الجديدة (فهل ستكون سيئة هي الأخرى على غرار مبيعات المنازل الكائنة؟) وأخيرًا، من المرتقب أيضًا صدور مؤشر ميتشيجان لثقة المستهلك. ويبقى السؤال الرئيسي، هل يعتبر النشاط الحالي للدولار ليس أكثر من قراءة ثانوية مؤقتة، أم أنه بداية لأن يكون أكثر تنظيمًا، وحركة تصحيحية أشد عمقًا. حيث من المتوقع أن نشهد جلسة تداول شديدة التقلب.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image