هل ينجح اليورو في كسر الحاجز النفسي 1.5000؟

استمر المتداولون في الاندفاع نحو التداولات والتعاملات القائمة على المخاطرة في أعقاب قراءة مؤشر الحساب الجاري النيوزيلندي، والتي جاءت على نحو أفضل من توقعات السوق المتنبئة بحدوث عجز في المؤشر النيوزيلندي، بالإضافة إلى التقرير الصادر عن بنك آسيا للتنمية، والذي حدث فيه توقعاته الإقليمية. وبناء عليه، ارتفع الدولار النيوزيلندي إلى أعلى معدل له على مدار العام، مسجلاً 7230، وذلك عقب تقلص عجز الحساب الجاري للبلاد إلى أقل مستوى له على مدار 4 سنوات. على صعيد آخر، ناهز زوج (اليورو/ دولار) أعلى مستوى له خلال عام 2009، مسجلاً 1.4800، في الوقت الذي تعثرت فيه عمليات بيع اليورو، متسببة في سلسلة من عمليات التوقف خلال الليل، في الوقت الذي غابت فيه حالة المخاطرة.

 

ومن جانبه، رفع بنك آسيا للتنمية من توقعاته للمناخ الاقتصادي الآسيوي بواقع 3.9% خلال هذا العام، و6.4% خلال عام 2010، إذ نوه "يونج وها لي"- كبير المحللين الاقتصاديين بالبنك: "على ارغم من الأوضاع المتردية في البيئة الاقتصادية العالمية، إلا أن آسيا النامية باتت في وضع تقود به التعافي العالمي للخروج من الكساد العالمي". وقد زاد البنك أيضًا من توقعاته لنمو الصين بواقع 8.2% خلال هذا العام، و8.9% خلال عام 2010.


كما تحسن الدولار النيوزلندي إلى حدٍ كبير معتمداً على التحسن الكبير في الحساب الجاري للربع الثاني إلى حدٍ فاق التوقعات حيث سجلت قراءة الحساب الجاري النيوزلندي فائضاً للمرة الأولى منذ أوائل 2003 وصل إلى 124 مليون دولار نيوزلندي علاوة على تراجع انكماش عجز الحساب الجاري النيوزلندي بعد مراجعة القراءة السابقة وهو ما يشير إلى تحسن مزدوج في القراءتين السابقة والحالية. نتيجة لما سبق، تراجع انكماش الحساب الجاري النيوزلندي إلى 5.9% مقابل 8.1%. ومن الواضح أن التحسن المشار إليه نتج عن تراجع الواردات نظراً لانحسار الركود مع هبوط في معدل تدفقات الاستثمار الأجنبي. وسواءً كانت استعادة نيوزلندا للتوازن على المستوى الخارجي محدودة أو على نطاق واسع تحيط بها الشكوك أم لا، فمن المؤكد أنها أضافت قدراً كبيراً من الأمل في تحسن قراءة النمو التي من المقرر أن تصدر يوم غد.


وفيما يتعلق بحركة سعر الليلة، فقد أدهشت جميع المتداولين حيث تخلو الساحة من محركات السوق خاصة في ضوء حالة الترقب التي تنتاب الأسواق أثناء انتظار نتائج اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة وقرارات قمة مجموعة العشرين. على الرغم من ذلك، تزامنت الأنباء الواردة عن الدولار النيوزلندي مع ظهور التقدير المتفائل الصادر عن بنك آسيا للتنمية والذي أشار إلى ما من شأنه تعزيز نظرية التعافي علاوة على عمليات شراء اليورو التي ألقت بظلالها على الساحة اليوم والتي فجرت المزيد من التفاؤل، إلا أنه هذه المرة تفاؤل مشوب بالحذر، حيث وصل اليورو إلى مستوى 1.4800 وهو ما يجعل الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام العملة لتتجاوز الحاجز النفسي عند مستوى 1.5000.


مع خلو الساحة من البيانات الأمريكية المحركة للسوق اليوم، نرى أن حركة السعر سوف تتحدد من خلال تدفقات أسواق الأسهم وهو ما يمكن تفسيره في ضوء اتجاهات المخاطرة. ومما لا شك فيه بهذا الصدد أن أصول وعملات المخاطرة سوف تشهد تشبع شرائي على نطاق واسع وهو ما يشير إلى أن الأسواق سوف تحتفظ باتجاهات الشراء لهذه الأصول والعملات نظراً لتوافر القوة الدافعة اللازمة لذلك حتى تتلقى الأسواق تهديداً صريحاً وخطراً واضحاً على استمرار سيناريو التعافي وحتى حدوث ذلك لا يمكن الأخذ في الاعتبار أي من الحركات التصحيحية التي من الممكن أن تحدثها أي من هذه الأصول وهو ما يجعلنا لا نعتد بهذه التصحيحات إلى حدٍ كبير لعدم إمكانية الاعتماد عليها في ظل خلو الأسواق من المحركات الحقيقة. كما تجدر الإشارة إلى أن التداول على أساس سيناريو التعافي وصل إلى أعلى مستويات النشاط في الوقت الحالي بسبب القناعة التي تتوافر لدى أغلب متداولي سوق المال بأن المرحلة الأسوأ على الإطلاق قد ولَّت وانتهت وهو ما يجعل ضغط الشراء على عملات وأصول المخاطرة في أحسن حالاته على الإطلاق في الوقت الحالي.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image