نيوزلندا تطلق الألعاب النارية والولايات المتحدة تنتظر أولى إشارات التضييق (تعليق السوق)

موضوعات للمتابعة - الفترة القادمة:
- مبيعات التجزئة الكندية.
- مؤشر ريتشموند التصنيعي للولايات المتحدة.
- مؤشر أسعار المنازل للولايات المتحدة.


يبدو وأن تعافي الدولار الأمريكي الذي بدأته العملة أول الأسبوع بدأ يفقد القوة الدافعة اللازمة للاستمرار وهو ما يتضح من خلال تعاملات فترة التداول الأسيوية التي بدأت صباح اليوم. كان الارتداد الذي تمتع به الدولار الأمريكي والمشار إليه أعلاه يتسم بالقوة أول الأسبوع الجاري، على الرغم من ذلك، بدأت العملة في تحقيق مستويات غير مرضية بالمرة بإغلاق فترة التداول الأمريكية بالأمس مع تراجع ملحوظ لسندات الخزانة الأمريكية. ومن الغريب أن الهبوط في العملة والتراجع في سندات الخزانة جاء بالتزامن مع تحسن كبير في قراءة المؤشرات الرائدة الأمريكية لشهر أغسطس والتي سجلت 0.6% وهو ما لم يسجل انخفاضاً كبيراً مقابل التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع بنسبة 0.7%، إلا إنه جاء أقل من مراجعة القراءة السابقة التي سجلت 0.9% ارتفاع. وعلى الرغم من الانخفاض مقارنةً بالقراءة السابقة، يعتبر ارتفاع القراءة الحالية إلى 0.6% هو الارتفاع للشهر الخامس على التوالي وأعلى المستويات في 18 شهر.


كما كانت معنويات السوق (اتجاهات المخاطرة) تميل إلى بيع الدولار الأمريكي بشكل مكثف خلال تعاملات فترة التداول الأسيوية كما سبقت الإشارة إلى ذلك وهو ما نتج عنه هبوط مؤشر الدولار بواقع 0.3% بحلول منتصف يوم تداول أمس. وجاءت بيانات صباح اليوم لتعمل على إحداث المزيد من التراجع للدولار الأمريكي بتحسن الدولار النيوزلندي إلى حدٍ كبير معتمداً على التحسن الكبير في الحساب الجاري للربع الثاني إلى حدٍ فاق التوقعات حيث سجلت قراءة الحساب الجاري النيوزلندي فائضاً للمرة الأولى منذ أوائل 2003 وصل إلى 124 مليون دولار نيوزلندي علاوة على تراجع انكماش عجز الحساب الجاري النيوزلندي بعد مراجعة القراءة السابقة وهو ما يشير إلى تحسن مزدوج في القراءتين السابقة والحالية. نتيجة لما سبق، تراجع انكماش الحساب الجاري النيوزلندي إلى 5.9% مقابل 8.1%. ومن الواضح أن التحسن المشار إليه نتج عن تراجع الواردات نظراً لانحسار الركود مع هبوط في معدل تدفقات الاستثمار الأجنبي. وسواءً كانت استعادة نيوزلندا للتوازن على المستوى الخارجي محدودة أو على نطاق واسع تحيط بها الشكوك أم لا، فمن المؤكد أنها أضافت قدراً كبيراً من الأمل في تحسن قراءة النمو التي من المقرر أن تصدر يوم غد.


هذا ولم يمر الكثير من الوقت حتى أعلنت فونتيررا التعاونية، أكبر شركات الألبان في نيوزلندا، مراجعة توقعات سعر الجملة المدفوع للمزارعين للعامين 2009 / 2010 للارتفاع بواقع 55 سنت للكيلو جرام وهو ما نتج عن ارتفاع معدل الطلب والارتداد الذي حققته أسعار الألبان. كان الأثر المباشر على الدولار النيوزلندي أن ارتفعت العملة إلى عنان السماء مسجلةً مستوى 0.71 مع استمرار الارتفاع إلى مستوى 0.7185 بافتتاح التعاملات الأوروبية هذا الصباح لتبقى الأهداف التالية للعملة هي 0.7215 و 0.7375. وبينما ينتقل الدولار النيوزلندي من قوة إلى أخرى، أعلنت وكالة الدراسات الاقتصادية، بيرل في إطار أحد المقالات المنشورة في الصحف النيوزلندية، أن أي ارتداد في الصادرات النيوزلندية سوف يواجه تهديداً خطيراً متمثلاً في ارتفاع الدولار النيوزلندي وهو الارتفاع الذي من الممكن أن يؤدي إلى إجهاض أي أمل في تعافي الصادرات النيوزلندية. جدير بالذكر أن أغلب التوقعات تشير في الوقت الحالي إلى تسجيل قراءة النمو النيوزلدني لـ 0.2% في الربعين الثالث والرابع من العام الجاري مع ارتفاع المعدل السنوي للنمو إلى 1.2% بحلول 2011 وهو ما يعتبر أدنى المستويات مقارنةً بتوقعات النمو الصادرة عن بنك الاحتياطي النيوزلندي التي أشارت إلى 3.1% عن نفس الفترة الموضحة أعلاه.


وسوف توفر لنا البيانات التي من المقرر أن تصدر على مدار النصف الثاني من هذا الأسبوع صورة واضحة عن اتجاهات المخاطرة على المدى القصير. يأتي على رأس القائمة بين هذه البيانات نتائج اجتماع التي من المقرر صدورها يوم الأربعاء القادم حيث تشير أغلب التوقعات إلى أن لجنة السوق الفيدرالية لن تحرز أي تقدم يذكر على صعيد التقدم للأمام بالسياسة النقدية نحو المزيد من التضييق والخروج من دوامة التسهيل النقدي وذلك في أعقاب سيطرة التوقعات على الأسواق الأسبوع الماضي بأن أغلب أعضاء مجلس إدارة الفيدرالي سوف يدعون في إطار هذه النتائج إلى رفع معدل الفائدة. يؤيد ذلك ما يشهده الاقتصاد الأمريكي من تباطؤ الارتداد إلى االمنطقة الإيجابية وهو ما يمكن أن يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى الحفاظ على معدل الفائدة عند مستويات منخفضة لفترة ممتدة. يشير ما سبق إلى أننا نقترب من النقطة الفاصلة التي من المقرر أن يعلن الفيدرالي عندها التراجع عن مخططات وإجراءات تحفيز الاقتصاد، خاصةً في ضوء اقتراب عمليات شراء الأصول بقيمة 300 مليار دولار من الانتهاء وهو ما يشجع على القول بأن الإشارات من جانب البنك المركزي إلى استراتيجية الخروج سوف تبدأ في الظهور في وقت قريب جداً.


وعلى صعيد البيانات التي من المقرر إصدارها اليوم، ننتظر مبيعات التجزئة الكندية ومؤشر ريتشموند التصنيعي ومؤشر أسعار المنازل للولايات المتحدة وهي المؤشرات التي من المتوقع على نطاق واسع أن يحققا ارتفاعاً محدوداً بسبب حالة الترقب التي تنتاب الأسواق قبيل إصدار نتائج اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image