الإسترليني يقع فريسة لمخاوف القطاع المصرفي وحالة من الهدوء وسط غياب البيانات الأمريكية

هبط الإسترليني على مدار تعاملات الليلة تأثراً بالمخاوف التي تجددت حيال القطاع المصرفي للمملكة المتحدة مع استمرار تعرض العملة لضغط شديد حتى افتتاح تعاملات فترة التداول الأوروبية صباح اليوم. كما توافرت الأنباء التي تشير إلى أن هيئة الخدمات المالية البريطانية منعت مجموعة ليودز المصرفية من الانسحاب من سمخطط التأمين ضد الخسائر علاوة على إفادة المؤسسة بأن لها الحق في الانسحاب من المخطط الحكومي لتأمين الأصول في حالة واحدة فقط هي رفع معدل رؤوس الأموال الجديدة الداخلة إلى المجموعة المصرفية. ونظراً لعدم قدرة المجموعة المصرفية، ليودز، على الوفاء بشرط هيئة الخدمات المالية البريطانية لضخامة المبلغ المراد تأمينه، بدأت الأخبار في التسرب فيما يتعلق بأزمة جديدة للقطاع المصرفي البريطاني مما انعكس سلباً على الإسترليني الذي تعرض لضغط بيع مكثف عقب الإعلان عن هذه الأخبار. يُذكَر أن العملة تعرضت في وقت سابق من هذا الأسبوع لضغط بيع مماثل في أعقاب تصريحات كينج، رئيس بنك إنجلترا التي أعلن في إطارتها أن البنك المركزي يعتزم خفض الفائدة على ودائع الاحتياط الخاصة بالبنوك التجارية البريطانية والمودعة لدى البنك المركزي.


ومن وجهة النظر الفنية، يرجح كسر (الإسترليني / دولار) الدعم عند مستوى 1.6402 أن الهبوط الأخير من مستوى 1.6740 يواصل تقدمه ليتفق مع الرؤية قصيرة الأجل التي تركز على المزيد من الهبوط للزوج ليعيد اختبا مستوى 1.6111 كسمتوى دعم يتلقاه الزوج فيما بعد. ونظراً لحال الضعف التي تنتاب الإسترليني في الوقت الراهن، ارتفع (اليورو / إسترليني) إلى مستوى 0.8934 ليواجه المقاومة عند هذا المستوى مستهدفاً مستوى 0.9264 بعد اجتياز الحاجز النفسي للزوج وهو 0.9. بعد ذلك، هبط زوج ( الإسترليني / فرنك) من مستوى 1.8087 إلى 1.6848 ولا زال في انتظار الدعم القوي عند مستوى 1.6620 مع ملاحظة أن الهبوط الحالي يعتبر استئناف للاتجاه الهابط على المدى الطويل الذي بدأه الزوج في يوليو الماضي ليقلع عن المستويات المرتفعة مثل 2.4964 حيث من المنتظر أن ينزل الزوج هدف 1.5111 في أعقاب الهبوط إلى 1.6620.


وبالانتقال إلى الولايات المتحدة نجد الدولار الأمريكي في محاولات مستمرة للتعافي في أعقاب الهبوط الملحوظ لكل ٍ من الذهب والنفط الخام بالأمس والتراجع الحاد في الأسهم الأسيوية اليوم. ونلاحظ أن أزواج الدولار تعاني جميعها من أوضاع انفراجية نراها واضحة في (اليورو / دولار)، ( الدولار / فرنك)، (الأسترالي / دولار) و (الدولار / دولار كندي) مما يرجح بالنسبة لنا اختفاء الاتجاه الهابط للدولار الأمريكي، على الرغم من ذلك، لا يمكن الجزم بأن الدولار قد وجد طريقه إلى التعافي بالفعل. ولكن يمكننا تأكيد أن هناك ثمة دعم قوي ينتظر مؤشر الدولار تلقيه عند مستوى 75.89 للتأكيد على أن الهبوط متوسط الأجل من مستوى 89.62 سوف يقع بالفعل ومن ثم تقل فرص هبوط المؤشر. على الجانب الآخر، من المتوقع أن يؤدي كسر المقاومة عند مستوى 77.8 سوف يمثل الإشارة الأولى إلى ارتداد إيجابي لتطلعات المؤشر نحو الإيجابية والصعود من جديد واختبار مستوى 78.93 كمقاومة أساسية.


وعلى صعيد البيانات الاقتاصدية، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين ليتجاوز التوقعات مسجلاً 0.4% في أغسطس الماضي . بينما تحسنت قراءة الحساب الجاري إلى 6.6مليار مقابل القراءة السابقة التي أشارت إلى 4.3- مليار يورو. كما انخفضت قراءة المعروض النقدي غير المصرفي (M4) إلى 0.1% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 1.3% بعد المراجعة. ولا يتبقى لنا اليوم سوى بيانات أمريكا الشمالية التي تقتصر على قراءة مبيعات الجملة الكندية التي من المتوقع أن ترتفع بنسبة 0.7% مقارنة بقراءة يوليو.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image