الين الياباني يحتل الأضواء وسط حالة من ارتفاع شهية المخاطرة


ارتفعت العملات مرتفعة العائد مرة ثانية على مدار تعاملات الليلة ليسجل (اليورو / دولار) و(الأسترالي / دولار) إلى أعلى المستويات السنوية حيث يستهدف اليورو مستوى 1.4800 بينما يستهدف ثيران الدولار الأسترالي الوصول إلى مستوى 8800. كما تستمر أسواق الأسهم في تلقي المزيد من الدعم مع ارتفاع نيكاي ومؤشرات البورصة الأوروبية بواقع يزيد على 0.5%. ونظراً لخلو المفكرة الاقتصادية من الاحداث ذات التأثير القوي في سوق العملات، كانت تدفقات المخاطرة هي العامل الوحيد المؤثر في حركة السعر حيث كانت هي العوامل التي وفرت القوة الدافعة للسوق.


وعلى صعيد البيانات اليابانية، ترك بنك اليابان معدل الفائدة كما هو ووفقاً لما أشارت إليه التوقعات على نطاق واسع، إلا أن نبرة أكثر تطرفاً من المعتاد استخدمها البنك المركزي في إشارة إلى تحسن نشاط الشركات اليابانية وتأثير هذا التحسن على تقديرات النمو الاقتصادي. بصفة عامة، كانت النبرة المستخدمة من جانب بنك اليابان تشير إلى رسالة يرغب البنك في نقلها للأسواق تتمثل في مؤداها أن البنك ينطلق في سياسته النقدية بعد تولي الحكومة الجديدة من نقطة تحول من المتوقع أن يشهدها الاقصاد الياباني في المستقبل القريب يدل عليها التحسن في مناخ الأعمال الذي من المحتمل أن يساعد البنك على وقف بعض الإجراءات والبرامج التحفيزية التي تم اتخاذها بشكل مكثف في أعقاب الانكماش الحاد الذي تعرض له الناتج الإجمالي المحلي الياباني في الربع الأ ول من 2009 وهو ما يشير إلا أن الاهتمام الأول لبيان السياسة النقدية الصادر بالأمس عن بنك اليابان تمثل في إظهار قدر أكبر من ثقة البنك ف يالأداء الاقتصادي وإعلان اقتراب اليابان من الخروج بنظامها الاقتصادي والنقدي من دوامة التحفيز والتسهيل النقدي.


علاوة على ذلك، أشارت تصريحات شيراكاوا بأن "سياسة الين القوي سوف تدعم الاقتصاد على المدى الطويل" إلى أن السلطات النقدية اليابانية لا تتكون لديها أي مخاوف من القوة الت ياكتسبها الين الايباني مؤخراً وأنها سوف تسمح بهبوط (الدولار / ين) إلا مستويات تحت الـ 90.00. علا وة على ذلك، جاءت سياسة عدم التدخل في سعر الصرف التي أعلنتها السلطات النقدية اليابانية لتنهي مرحلة من الاهتمام بالين الياباني من جانب متداولي الـ (Carry Trade) مع التحول إلى الدولار الامريكي كعملة تمويل جديدة. ويعتبر هذا التحول المثير للاهتمام لتدفقات رؤوس الاموال من أهم العوامل التي نتج عنها تلاشي عمليات البيع التي كان من المتوقع أن يتعرض لها الين الياباني في أوقات تجنب المخاطرة.

وعلى الصعيد البريطاني، جاءت بيانات مبيعات التجزئة محبطة، إذ ظلت ثابتة مقابل توقعات السوق بحدوث ارتفاع قدره 0.2%، علاوة على المراجعة الهابطة للشهر الماضي والتي جاءت بواقع 0.2% مقابل القراءة الأولية البالغة 0.4%. ونبع هذا الهبوط المفاجئ في المقام الأول من انخفاض مبيعات الملابس، وبدا وكأنه يؤكد على شكوك بنك إنجلترا المتعلقة بقوة التعافي الاقتصادي البريطاني الوليد. فيما أوردت الأنباء انخفاضًا طفيفًا للجنيه الإسترليني، وظل عند مستوى التداول 0.6500، في الوقت الذي تدعمت فيه تدفقات المخاطرة. ومع ذلك، استمر ضعف التداول على الجنيه الإسترليني بشدة، وظلت العملات الرئيسة الأخرى عرضة لأي تصحيح في مسار الإحجام عن المخاطرة داخل السوق.

واتسمت الأخبار الواردة من منطقة اليور بأنها أفضل على نحو كبير، إذ حقق ميزان التجارة النيوزيلندي فائضًا قوامه 6.8 مليار دولار مقابل توقعات السوق بـ1.2 مليار دولار فقط، ومع ذلك أظهرت الوحدة رد فعل ضئيل للغاية للأخبار التي ذاعت قبل فترة لاحقة في الجلسة الأوربية بأنها ستصل إلى مستوى سنوي مرتفع جديد بواقع 1.4765. ويستمر (اليورو/ دولار) في الاستفادة من تدفقات المخاطرة واستمرار قوة تجارة التعافي، إذ يتوقع الكثير من المحللين حاليًا أن يكون مستوى 1.5000 هو مستوى الارتفاع التالي. وحتى الوقت الحالي، لم تجلب قيمة سعر الصرف المرتفعة أي ضرر على المنتجين الأوربيين، وهذا ما دللت عليه نتائج التداول الليلية. ومع ذلك، قد لا يكون تأثير سعر السوق الحالي واضحًا لشهور. وفي الوقت الحالي، يبدو أن البائعين قد كفوا عن المقاومة خلال الجلسات العديدة الماضية؛ وهي الديناميكية التي توضح لنا أنه يتعين توخي الحذر الشديد خلال عمليات الشراء الجديدة، وذلك على اعتبار أن التداول على أساس سيناريو الانتعاش قد دخل فعليًا مرحلة التلاشي، والتي يمكن أن يتبعها تصحيحًا سريعًا للاتجاه الهابط.

وفيما يتعلق بالبيانات الأمريكية، تتضمن بيانات أمريكا الشمالية اليوم مؤشر إعانات البطالة الأسبوعية، والذي لا يزال عصيًا فوق المستوى 550,000. بالإضافة إلى بيانات بدايات الإسكان، والتي من الممكن لها أن تقدم المزيد من الدعم للتداول على أساس سيناريو المخاطرة في حالة إذا ما تجاوزت توقعات السوق. وما من شك في أن سبيل الحد الأدنى من المقاومة بالنسبة للزوج (يورو/ دولار) في طريقه للصعود، ولكن شأنه شأن قطعة المطاط المتمددة بشدة، تعتبر التجارة على أساس سيناريو التعافي في مواجه مغبة الارتداد سريعًا مرة أخرى في أي لحظة.

 

 

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image