استمرار ضعف الدولار

استمر سيناريو هبوط الدولار اليوم، مع استمرار وتيرة تعاملات الأسواق المالية بصورة عامة على ما كانت عليه البارحة. هذا، وقد حلقت أسواق المالية الآسيوية عاليًا تأثرًا بارتفاع مؤشر داو بنحو 1.12%. كما حاز مؤشر نيكي على دعمًا إضافيًا من خط الاتجاه متوسط الأجل، صاعدًا اليوم بواقع 1.68%. واستمر الذهب في ارتفاعه ليحلق هو الآخر عاليًا، حيث وصل حاليًا إلى مستوى 1025.8. واستمر النفط الخام في نهوضه ليصل إلى مستوى 72.70. وبات واضحًا أن مؤشر الدولار يواصل شق طريقه للوصول إلى مستوى 76. ومن بين العملات الرئيسة، ارتفع الدولار الأسترالي والكندي واليورو مقابل الدولار، ولا يزال من المتوقع استمرار الاتجاه الصاعد لهذه العملات على المدى القريب. من ناحية أخرى، لا يزال الدولار الإسترليني الأضعف بصورة عامة بين العملات الرئيسة.

 

وأبقى بنك اليابان على معدل الفائدة بنحو 0.1%، وذلك على أساس تصويت جماعي كما كان متوقعًا بشدة. ولم يتغير أيضًا برنامجي شراء الأصول وإقراض الطوارئ للبنوك والشركات. وفي بيان مصاحب لإعلان الفائدة، جدد بنك اليابان لتقييمه بأن الاقتصاد انتقل من "التوقف عن التدهور" إلى "إظهار بشائر التعافي" وعى إلى بدء النمو خلال النصف الثاني من العام المالي 2009. ونوه البنك إلى أن النهوض في الصادرات والإنفاق العام يعد ركيزة من ركائز التعافي، ثم عاد وأشار مرة أخرى إلى المخاطر النابعة من ضعف الإنفاق الاستهلاكي، وارتفاع البطالة.

 

على الصعيد الأوربي، تتجه جميع الأنظار صوب إعلان بنك سويسرا الوطني لبيان الفائدة والسياسة النقدية اليوم. ومن المتوقع ألا يدخل البنك أي تغيير على معدل الفائدة الخاص به والثابت منذ ثلاثة شهور عند نسبة 0.25% خلال اجتماعه ربع السنوي اليوم. ومن المتوقع أيضًا ثبات سعر الفائدة حتى نهاية العام، بالإضافة إلى جزء كبير من عام 2010 للمساعدة في استدامة التعافي، في الوقت الذي سيخرج فيه البنك الوطني السويسري من برنامج التحفيزات المالية الخاص به. وثمة حاجة إلى أن يكون هناك تركيز كبير على أي تغير في السياسة النقدية. هذا، وقد كان البنك يشتري العملة بغرض إضعاف الفرنك السويسري، وتعزيز الصادرات. ويرمي البنك الوطني إلى الحيلولة دون حدوث فترة طويلة من الانكماش، ومن المحتمل أن يظل البنك في وضعًا دفاعيًا للتدخل إذا لزم الأمر في أسواق العملة إذا بدأ الفرنك السويسري الارتفاع من جديد.

 

من جهةٍ أخرى، من المتوقع أن ترتفع مبيعات التجزئة البرطانية إلى حدٍ ما بنسبة 0.1% في أغسطس. كما من المتوقع أن يشهد الفائض التجاري لمنطقة اليورو ارتفاعاً طفيفاً ليصل إلى 1.2 مليار يورو في يوليو. كما يجتمل أن تسجل قراءة مؤشر أسعار المستهلك الكندي ارتفاعاً إلى 0.2% مع تراجع القراءة السنوية لأسعار المستهلك بنسبة 0.6-%. كما ننتظر قراءة بدايات الإسكان الأمريكية التي أشارت معظم التوقعات إلى إمكانية ارتفاعها إلى حد ٍ ما. بينما تشير التوقعات أيضاً إلى إمكانية تحقيق مؤشر فيلادلفيا التصنيعي لمزيد من الارتفاع إلى 7.8 في سبتمبر.


في نفس الوقت، استمر مؤشر الدولار في الانخفاض ليصل إلى مستوى 76.03، بينما تشير أغلب توقعات تعاملات اليوم إلى المزيد من الهبوط الذي يصل بالمؤشر إلى 75.89 الذي يمثل مستوى الدعم الأساسي للمؤشر. ولا زلنا في حاجة إلى التأكيد على هذه مستويات الدعم القوي للمؤشر حتى نتمكن من الجزم بأن الاتجاه السائد للمؤشر هو الاتجاه الهابط. من ناحيةٍ أخرى، يعتبر اختراق المقاومة عند مستوى 76.57 من أهم ما يحتاجه المؤشر لإظهر أول علامات الاستقرار، وإلا أصيب المؤشر بالمزيد من الهبوط.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image