بيانات الأمس و مصير الدولار ؟ ( تعليق السوق)

دعمت البيانات الأمريكية التي صدرت يوم الأمس شهية المخاطرة . لكن ماذا عن الدولار ؟

والاسترليني لا يزال يشهد تدهوراً في أعقاب انزلاقة الأمس .

تعليقات السوق :

عادت القوة الدافعة إلى شهية المخاطرة من جديد يوم الأمس في ظل تقرير مبيعات التجزئة الأمريكية الذي شهد ارتفاعاً في أغسطس ، حتى و إن نحينا جانباً تأثير برنامج إقراض السيارات . حيث سجلت مبيعات التجزئة في مجملها ارتفاعاً حاداً بواقع 2.7% في أغسطس ، ليسجل المؤشر بذلك أسرع وتيرة ارتفاع في ثلاثة أعوام ، و ذلك مقابل التوقعات التي سجلت 1.9% ، أما عن مبيعات التجزئة باستثناء مبيعات السيارات فقد ارتفعت بواقع 1.1% .أما عن السبب الرئيسي وراء الارتفاع الحاد في بيانات مبيعات التجزئة فيعود إلى موسم العودة إلى المدارس ( حيث مشتريات الملابس و التبضع بشكل عام و المبيعات من الكتب و الأدوات الرياضية ) . أما عن مؤشر نيويورك التصنيعي فقد سجل ارتفاعاً مذهلاً بواقع 18.88 مقابل التوقعات التي سجلت 12.08 ، كما ارتفعت قراءة مؤشر أسعار المنتجين مما يشير إلى أن معدل الطلب ربما أصبح أكثر استقراراً .

أما عن ردة فعل أسواق العملات فقد سجل الدولار الأمريكي انخفاضاً جديداً خلال العام 2009 ، ليقترب من المستوى 76.40 في ظل مؤشر الدولار الذي أعطى الضوء الأخضر لبعض العملات كاليورو و الفرنك السويسري و الدولار الاسترالي لتسجل ارتفاعاً جديداً خلال العام 2009 . باستثناء الاسترليني الذي شهد تراجعاً حاداً في أعقاب تصريحات ميرفن كينغ محافظ البنك المركزي البريطاني و الذي أكد على أن البنك ينظر ملياً في خفض الفائدة على الوادئع المصرفية و ذلك في محاولة لتشجيع البنوك على الإقراض ( إلا أن هذه الخطوة لم تأت مباغتة حيث توقعت الأسواق بالفعل مثل هذا الإجراء من البنك و خصوصاً في أعقاب قراراته الأخيرة ). ليواجه الاسترليني موجة بيع عنيفة ، و بالتالي فمن المرجح أن تشهد العملة البريطانية مزيداً من التدهور .

و على الصعيد الأمريكي ، فقد أعلن بن برنانك رئيس البنك الفيدرالي أن أسوأ ركود عالمي مر على البلاد منذ الكساد الكبير ربما قد يكون انتهى بالفعل . و مع ذلك فحتى و إن انتهت مرحلة الركود هذه إلا أنه من المحتمل أن البلاد سوف تظل تعاني من تدهور اقتصادي حاد لبعض من الوقت . معرباً أن ما يؤكد على تصريحه هي تلك البيانات المتفائلة لشهر أغسطس مما يشير إلى أن هناك احتمالا كبيرأً بعودة النمو من جديد . هذا و قد جاءت تصريحات البنك المركزي الأوروبي مطابقة لتصريحات برنانك حول الاقتصاد الأوروبي حيث أعلن ستارك أن الانتعاش الاقتصادي من المرجح أن يتم بشكل تدريجي ، في ظل عودة النمو خلال الربع الثالث من السنة المالية . كما حذر من أن العوامل الداعمة للنمو هى مجرد عوامل مؤقتة و بالتالي فإن التعافي الاقتصادي قد لا يتم بشكل مباشر .

أما عن جلسة التداول الأسيوية لليلة الأمس فقد شهدت هدوءاً نسبياً ، و ذلك على الرغم من أن البورصات المحلية قد شهدت ارتفاعات حادة بما يتجاوز 1% في ظل العملات التي واصلت ارتفاعها خلال يوم الأمس . حيث ارتفع اليورو من جديد ليصل إلى مستوى المقاومة 1.4680-00 إلا أنه فقد قوته الدافعة للمضي قدماً . في حين شهد الاسترليني انخفاضاً في ظل موجة بيع لكنه سرعان ما عكس اتجاهه . و فيما يتعلق بالبيانات الاقتصادية الاسترالية نجد أنه على الرغم من ارتفاع قراءة مؤشر ويستباك الرائد بواقع +1.1% في يوليو مقابل القراءة السابقة التي سجلت +0.9% ، إلا أن الدولار الاسترالي لم يشهد ارتفاعاً خلال معظم جلسة التداول الأسيوية ،لكنه عاود محاولات الارتفاع .

و بصدد البيانات الأوروبية لهذا اليوم ، فمن المزمع صدور تقرير مبيعات التجزئة السويسري و معدل البطالة للمملكة المتحدة و مؤشر أسعار المستهلكين لمنطقة اليورو و كذلك مؤشر ZEW السويسري . أما عن جلسة التداول الأمريكية فسيكون هناك حالة من الترقب لصدور مؤشر الحساب الجاري و مؤشر أسعار المستهلكين و تدفقات صافي مشتريات الأوراق المالية طويلة الأجل وكذلك تقرير الإنتاج الصناعي و معدل استغلال القدرات . و على الجانب الكندي فمن المقرر صدور تقرير مبيعات التصنيع.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image