الدولار الأمريكي في المنطقة الرمادية بين التخفيف والتقييد

الدولار الأمريكي في المنطقة الرمادية بين التخفيف والتقييد بالسياسة النقدية

أدى ضعف الدولار إلى انخفاضه لمستويات هامة وعندما تنكسر تلك المستويات بالفعل، فتتزايد فرص مواصلة الانخفاض. وهو ما يعد من الأسباب وراء خسائر الدولار مقابل اليورو و الإسترليني والين. هذا وقد هبط الدولار إلى مستويات جديدة خلال العام مقابل اليورو والدولار الأسترالي والنيوزيلندي، وكذلك إلى أدنى مستوى منذ 6 أشهر مقابل الين الياباني. وترجع تلك القوة إلى ارتفاع أسواق الأسهم الأمريكية إلى أعلى المستويات خلال العام. فالعملات تسير الآن كما لو أننا على الطريق الصحيح للانتعاش الاقتصادي، ولكن تلك التحركات مبالغ فيها، كما يجب أن نندرك أننا لانزال في المنطقة الرمادية البينية بين سياسة نقدية مقيدة و سلسة.


متي نخرج من تلك المنطقة الرمادية البينية؟


انصب الاهتمام خلال الـ 24 ساعة الماضية على قرارات الفائدة من نيوزيلندا و المملكة المتحدة وكندا. وقد كان القرار بالثلاثة بنوك هو الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، وأصبح المنظور العام هو " على الرغم من اقتراب بدأ الخروج من دائرة التسهيلا النقدية، إلا أنه ليس بالوقت المناسب لتغيير السياسات. فقد انطوى كل تصريح يتسم بالتفاؤل على نبرة من الحرص. ويرجع السبب في ذلك إلى اعتقادهم بأن الارتفاع الحالي لأسواق السلع والعملات لايتناسب مع البيانات الأساسية. كما سيؤدي مزيد من الارتفاع لتلك العملات إلى إخماد النمو وهى المعضلة التي تقف أمام البنوك. ومع اقتراب مرحلة الخروج من دائرة التسهيلات فسيوقف قدر الدولار على إرسال رسائل صحيحة للأسواق. فإذا بالغ البنك المركزي في التفاؤل، فيعني ذلك تعريض سمعتهم بل الانتعاش الاقتصادي بالدولة للخطر. لذلك فالتقليعة الجديدة لرؤساء البنوك المركزية ووزراء المالية هى التفاؤل الذي ينطوي على نبرة من الحرص. هذا، وأشار كل من جيثنر و لوك هارت اليوم إلى الاستعداد نحو المضي قدماً. فمن ناحية جيثنر وزير الخزانة الأمريكي، فهو يعتقد بأنه قد حان الوقت لبدء تخفيف الدعم غير التقليدي المتبع سابقا، وكذلك التطوير التدريجي للاستراتيجيات وذلك لأننا ننتقل من طور الأزمة إلى طور الاستجابة للانتعاش، ومن مرحلة إنقاذ الاقتصاد إلى مرحلة إصلاحه و التأسيس للنمو المستقبلي. ولا يعني جيثنر بتلك التصريحات انتهاء الأزمة ولكنه يرى أن التقدم ملموس. أما عن لوكهارت عضو الاحتياطي الفيدرالي فقد صرح باحتمال عدم شراء الفيدرالي لكل الأوراق المالية المدعومة عقاريا والمصرح بها مسبقا، مما يوحي بتقلص الحيادية في تصريحات بعض المسؤولين على الرغم من عدم التأكد من الانتعاش بعد.


تحديات الدولار

عادت من جديد التحديات التي واجهت الدولار في مرحلة ما قبل الأزمة. وفي وقت مبكر من هذا الأسبوع، حيث أدى الحديث عن تنوع الاحتياطي النقدي إلى انخفاض الدولار بحدة اليوم، كما ارتفع عجز الميزان التجاري بنحو 16.3% خلال شهر أغسطس ليصل إلى 32 مليار دولار من 27.5 مليار. وصعدت الواردات بنسبة 4.7% لتسجل أكبر تقدم شهرى. وهو مايعد سلبيا للدولار رغم انخفاضه في يوليو. ومع استمرار الانتعاش الاقتصادي، سيتزايد الحديث عن الاحتياطي و العجز. علاوة على استمرار التحسن في سوق العمل مع ارتفاع إعانات البطالة الأمريكية بأقل وتيرة منذ يوليو، و انخفاض إجمالي إعانات البطالة إلى أدنى المستويات منذ أبريل. ومن المقرر غدا صدور بيانات ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان لشهر سبتمبر. وفي ظل انخفاض إعانات البطالة و ارتفاع أسواق الأسهم فمن المحتمل أن تتحسن ثقة المستهلك.


زوج (اليورو/ دولار): إخفاق تصريحات البنك المركزي في خفض مكاسب اليورو


ارتفع اليورو مقابل الدولار لليوم الخامس على التوالي. ولم تدرج بالمفكرة الاقتصادية أحداث اقتصادية هامة ولكن كان هناك عدد من الأحاديث الصحفية والتقرير الشهري للبنك المركزي الأوروبي. وكررت معظم التصريحات الصحفية موقف تريشيه والذي قلل من أهمية مراجعة توقعات النمو عن طريق التحذيز بأن الطريق نحو الانتعاش سيكون تدريجا و أنه مازال وعراً. وأشارت جميع التصريحات اليوم إلى أن الاقتصاد قد توقف عن التدهور ولكن الانتعاش غير مستدام طالما تستمر معدلات البطالة في الارتفاع. فالوقت الآن ليس بالملائم للخروج من سلسلة التدابير غير التقليدية ولكن إذا ارتفع معدل التضخم، فسيقوم البنك المركزي الأوروبي بالخروج في أقرب وقت ممكن. فلن يفعل البنك ذلك إلا عندما يتسم الاستقرار بالاستدامة، وحتى الآن تعد أسعار الفائدة ملائمة. وعلى صعيد آخر، تخلو المفكرة الاقتصادية غدا من أحداث أوروبية هامة تحرك الأسواق لذلك فسيتحرك زوج (اليورو/ دولار) وفقا لمعنويات الأسواق نحو الدولار الأمريكي. وتشير حركة السعر الحالية للزوج إلى بدء ضعفه وإذا ثبت هذا الأمر فمن المحتمل أن يتلقى الزوج دعم عند 1.4425.
زوج (الإسترليني/ دولار) : بنك إنجلترا يًبقى على برنامج التسهيل دون تغيير


ارتفع الإسترليني بنهاية الفترة الأمريكية في أعقاب إعلان بنك إنجلترا الإبقاء على برنامج التسهيل دون تغيير. فلقد كان هناك احتمال بأن يقوم البنك في التوسع ببرنامج شراء الأصول نظرا لتفضيل بعض أعضاء اللجنة الاجتماع السابق قدر أكبر من التوسع في البرنامج. ولكن كان توسع شهر أغسطس بنحو 50 مليار إسترليني كافيا لإتخاذ البنك موقف التريث. وكعادة بنك إنجلترا لايقدم تفاصيل كثيرة عن موقفه، لذلك سنترقب نتائج اجتماع البنك في 23 سبتمبر. وكل ما قدمه لنا البيان هو توقعات اللجنة بشأن بامتداد أجل برنامج شراء الأصول لشهرين آخرين. أما عن نطاق البرنامج فهو سيظل تحت النقاش. الأمر الذي يشير إلى أن قرار اليوم بعدم التوسع في البرنامج لا يعني الانتهاء من سلسلة التوسع. ولاتزال هناك فرصة جيدة لتتسم نتائج الاجتماع بالحيادية حيث لايزال الانتعاش بالممكلة المتحدة غير مستقر. ومن المتوقع أن تنطوى النتائج على نوع من التشجيع لثيران الإسترليني ومساعدة العملة في زيادة مكاسبها أمام اليورو.


زوج (الدولار/ ين): هبط إلى أدنى مستوى منذ 6 أشهر


انخفض الزوج دون مستوى 92.00 ليصل إلى أدنى مستوى منذ 6 أشهر، على الرغم من البيانات السلبية الصادرة عن الدولة. ويقترب الزوج الآن من الحاجز النفسي عند 90.00 ولكن سيتطلب الأمر انتعاش العزوف عن المخاطرة حتى يتجه الزوج إلى ذلك المستوى. علاوة على ذلك، هبطت طلبات المصانع إلى أدنى المستويات بسبب انخفاض الانفاق الرأسمالي. الأمر الذي يشير بدوره إلى تراخي أثر الخطط التحفيزية وبالتالي عودة المخاوف من جديد. ومن ناحية أخرى هبطت أسعار مبيعات الجملة مما يوحي بتعمق مخاوف الانكماش. وعلى الرغم من البيانات السلبية، ارتفعت الأسهم اليابانية على خلفية مكاسب الأسهم الأمريكية.

زوج (الإسترليني/ دولار) اللاعب الرئيسي خلال الـ 24 ساعة المقبلة


من المقرر غدا صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين بالمملكة المتحدة، كما ستقوم الولايات المتحدة بإصدار بيانات أسعار الواردات وثقة المستهلك لجامعة ميشيغان.
أدى قرار بنك إنجلترا اليوم إلى دخول زوج (الإسترليني/ دولار) في منطقة الشراء في نطاق البولينجر. وعلى الرغم من بقاء الزوج بالقرب من الانحراف المعياري الثاني لنطاق البولينجر، إلا أن قوة الحركة اليوم توحي بالمزيد من الاستمرار. هذا، ويواجه الزوج مقاومة عند 1.6750، وإذا انكسر هذا المستوى، فمن المحتمل أن يرتفع الزوج إلى أعلى المستويات خلال العام عند 1.70. ومع ذلك، إذا فقد الارتفاع القوة الدافعه له وإذا كسر الزوج الانحراف المعياري الأول لأسفل على الاتجاه الصاعد، فمن المحتمل أن يختبر الزوج مستوى الدعم عند المتوسط الحسابي لـ 50 يوم عند 1.6450.

 

""


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image