بنك ING: الدولار تحت ضغط من اتجاهين متضادين

ارتفعت قيمة الدولار لفترة وجيزة بعد صدور تقرير سوق العمل الأمريكي الأقوى من المتوقع، إلا أن هذه المكاسب لم تدم طويلاً، وبالرغم من أن البعض قد يجادل بأن البيانات لم تكن بالقوة التي توحي بها العناوين، فإن سوق السندات الأمريكي تعامل مع الأرقام بإيجابية، وارتفعت عوائد السندات الأمريكية بمقدار يتراوح بين 10 إلى 12 نقطة أساس على امتداد منحنى العائد، بحسب ما أفاد به محلل العملات في ING، كريس تيرنر.
وفي هذا الصدد، أضاف تيرنر أنه عادةً ما يكون هذا مصحوبًا بارتفاع في قيمة الدولار ولكن اليوم بالكاد تعافى الدولار من مستوياته المنخفضة الأخيرة، حيث يبدو أن السوق يستعد لمزيد من التقلبات المرتبطة بالرسوم الجمركية.
والدليل على ذلك، أنه لا تزال تقلبات زوج اليورو دولار مرتفعة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، قبل أن تبدأ في التراجع تدريجياً لبقية العام.
تركّز الأسواق حالياً على ما ستكون عليه الخطوة التالية من جانب واشنطن في حربها التجارية، وهو ما قد يؤثر بالتبعية على تداولات الدولار الأمريكي، ووفقاً للسياسات المُعلنة، فإن الدول التي لم توقّع اتفاقًا تجاريًا مع الولايات المتحدة بحلول 9 يوليو، ستواجه عودة الرسوم الجمركية المرتفعة لما يُعرف بـ"تعريفة يوم التحرير".
ومن المرجح أن تكون قد ارتفعت من المستويات المُخفضة الحالية البالغة 10% إلى نطاق يتراوح بين 20% و30%، وقد أشار الرئيس ترامب إلى أن خطابات بهذا الخصوص ستُرسل إلى الشركاء التجاريين خلال الأيام المقبلة لإبلاغهم بمعدلات التعريفات الجديدة.
ومن الواضح أن هذه الفترة ستكون شديدة التوتر بالنسبة لأسواق العملات، إذ تعاود الإدارة الأمريكية إطلاق تهديدات قوية في محاولة لدفع الدول نحو توقيع الاتفاقات التجارية.
وللتذكير، فإن أفضل العملات أداءً من بين عملات مجموعة العشر الكبار خلال أسوأ فترات تقلب الأسواق في أبريل كانت الفرنك السويسري، ثم اليورو، ثم الين على الترتيب، وكان الدولار عُرضة للبيع على نطاق واسع، وتشير تحركات أسعار الصرف الأخيرة إلى أن المستثمرين والشركات لم يترددوا في بيع الدولار عند كل موجة صعود.
وتشير التوقعات إلى أن الدولار ربما يظل ضعيفًا حتى تداولات الأسبوع المقبل، ومن المرجح أن يتداول مؤشر الدولار (DXY) ضمن نطاق هذا الأسبوع بين 96.35 و97.45 نقطة.