لاجارد تدافع عن مكانة اليورو كعملة احتياطية وتحدد الإصلاحات المطلوبة لتحقيق ذلك

تسعى رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد إلى تعزيز مكانة اليورو كبديل احتياطي عالمي للدولار الأميركي، في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة. وفي مقال نُشر في صحيفة فايننشال تايمز، سلطت لاجارد الضوء على نقاط القوة والضعف في اليورو، موضحةً ما يجب على أوروبا فعله لكي يتمكن اليورو من منافسة الدولار في النظام المالي العالمي.

تحولات جذرية في النظام العالمي

تحدثت لاجارد عن تحول عميق في النظام العالمي، مشيرة إلى أن الأسواق المالية والتجارة العالمية تمر بمرحلة تغير غير مسبوقة. وأشارت إلى أن هذا التغيير بات يُحركه تصاعد الحمائية الاقتصادية، وتفشي التفكير الصفري، وتصاعد النزاعات الثنائية، وهو ما بات يؤثر بشدة على شكل التجارة الدولية.

نقاط قوة وضعف اليورو

رغم أن اليورو هو ثاني أكبر عملة احتياطية في العالم بعد الدولار، فإن لاجارد اعترفت بأن هناك تحديات هيكلية تحد من انتشاره عالمياً. وفي المقابل، رأت أن العملة الأوروبية الموحدة تمتلك أسسًا متينة تؤهلها للعب دور أكبر، لكنها تحتاج إلى إصلاحات سياسية واقتصادية أعمق لتعزيز جاذبيتها على المدى الطويل.

الإصلاحات المطلوبة لتقوية مكانة اليورو

لاجارد أوضحت أن تعزيز دور اليورو كعملة احتياطية يتطلب إجراءات جريئة، أهمها:

• استكمال الاتحاد المصرفي والمالي الأوروبي: لضمان استقرار أكبر في النظام المالي الأوروبي.
• تعميق أسواق رأس المال الأوروبية: لتسهيل تدفقات الأموال وزيادة السيولة.
• تعزيز الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي في التجارة والطاقة والتكنولوجيا.
• تعزيز الثقة الدولية في المؤسسات الأوروبية، بما في ذلك البنك المركزي الأوروبي.

منافسة الدولار

ورغم أن الدولار لا يزال يهيمن على النظام المالي العالمي، فإن لاجارد أكدت أن التحولات الجيوسياسية، وزيادة تعددية الأقطاب، والانكفاء الأميركي التدريجي، تفتح المجال أمام عملات بديلة للعب أدوار أكبر.

وختمت لاجارد بالتأكيد على أن نجاح اليورو في لعب هذا الدور يتطلب إرادة سياسية أوروبية جماعية، وتعاونًا أوثق بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن هذه الفرصة قد لا تتكرر وسط التحولات المتسارعة في المشهد العالمي.