بيانات التضخم الأمريكية تفتح الباب أمام خفض الفائدة وتضغط على الدولار

بيانات التضخم الأمريكية تفتح الباب أمام خفض الفائدة وتضغط على الدولار
الدولار

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات الأربعاء، متأثرًا بتراجع بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت دون توقعات الأسواق، مما زاد من تكهنات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي خلال الأشهر المقبلة. وانخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.38% ليصل إلى مستوى 98.66 نقطة، في إشارة واضحة إلى تنامي الضغوط على العملة الأمريكية، وفيما يلي أبرز العوامل المؤثرة على تداولاته:

ضعف بيانات التضخم يعزز احتمالات خفض الفائدة الأمريكية

أظهرت البيانات أن مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 2.4% على أساس سنوي خلال مايو، مقارنة بـ2.3% في أبريل، بينما كانت التوقعات تشير إلى 2.5%. هذا التباطؤ النسبي في التضخم، رغم الضغوط السعرية التي تعاني منها بعض القطاعات، عزز من احتمالات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، حيث ارتفعت توقعات الأسواق إلى 70% مقابل 57% في وقت سابق، وفقًا لعقود الفائدة الآجلة.

هبوط عوائد السندات يزيد الضغط على الدولار

لم تقتصر الضغوط على الدولار على بيانات التضخم فقط، بل ساهم أيضًا انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية في زيادة ضعف العملة. حيث هبط العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.442%، وعلى السندات لأجل 20 عامًا إلى 4.950%، كما انخفض عائد السندات لأجل 30 عامًا إلى 4.933%. ويؤدي هذا التراجع عادة إلى تقليص جاذبية الدولار، نتيجة انخفاض الفارق العائد بين الأصول الأمريكية ونظيراتها في الأسواق العالمية.

الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين يخفف من خسائر الدولار

وعلى الجانب الآخر، تلقى الدولار بعض الدعم المحدود من الأنباء حول التوصل إلى اتفاق تجاري مبدئي بين الولايات المتحدة والصين. حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل لاتفاق جديد مع بكين، مشيرًا إلى أن الموافقة النهائية تتوقف على موافقته وموافقة الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وصرّح ترامب أن الاتفاق سيعود بمكاسب كبيرة للولايات المتحدة، من ضمنها حصولها على رسوم جمركية تصل إلى 55%، مقابل 10% فقط ستحصل عليها الصين، وهو ما اعتبره "انتصارًا" في الحرب التجارية الجارية.

الأسواق تترقب بيانات جديدة لحسم اتجاه الدولار

تتوجه أنظار المستثمرين حاليًا نحو صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي في وقت لاحق من هذا الأسبوع، والتي تُعد من المؤشرات المؤثرة على مسار التضخم وتوجهات الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة. ومن المتوقع أن تلعب هذه البيانات دورًا محوريًا في تحديد اتجاه الدولار خلال الفترة المقبلة، وسط ترقب واسع في الأسواق العالمية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image