هل يؤكد اليوم اختراق الأمس؟ ( تعليق السوق)

موضوعات للمتابعة الفترة المقبلة:

• موافقات الرهن العقاري الأمريكية.
• حديث ايفانس عضو الاحتياطي الفيدرالي.
• بدايات الإسكان الكندية.
• حديث جونزالز بارامو عضو البنك المركزي الأوروبي.
• حديث فيشر عضو الاحتياطي الفيدرالي

تتعدد الأسباب وراء ضعف الدولار ببداية الفترة الأوروبية بالأمس، فنلاحظ ارتفاع أسعار الذهب، تزايد المخاوف اليابانية حول خطط الاقتصاد الكلي الأمريكي، ومطالبة الأمم المتحدة بعملة احتياطي نقدي جديدة. هذا، وقد كان هبوط الدولار على نطاق واسع وقد كان الأمركافيا لاختراق بعض العملات نطاقات التداول المحدودة.

ومن ناحية اخرى، ازداد الطلب على عملات السلع بسبب ارتفاع الأسعار و نمو شهية المخاطرة، مع اعتبار الدولار الأسترالي نجم الحفل. وفي الوقت ذاته، تراجع الدولار الكندي في أعقاب صدور بيانات تصاريح البناء الكندية في يوليو، لتنخفض بنحو 11.4% مقابل ارتفاع قدره 0.4%. أما عن الإسترليني فلم يخرج كثيرا عن نطاق المستويات التي بدأ عندها على الرغم من قوة بيانات الانتاج الصناعي الصادرة ذلك اليوم، ولكنه قفز لمستوى 1.65 بسبب تراجع الدولار. كما قدمت بيانات المعهد القومي للبحوث الاقتصادية والاجتماعية بعض الدعم للإسترليني، حيث أصدرت تقديراتها للناتج المحلي الإجمالي للممكلة المتحدة، والتي أشارت إلى احتمال خروج المملكة المتحدة من منطقة الكساد مع ارتداد تقديرات النمو إلى 0.2% من -0.3% سابقاً.

وما يعد سببا آخر في تحطم الدولار هى الأنباء الصادرة عن الفترة الأسيوية بالصباح، عندما أعلنت الصحافة المحلية عن مطالبة أكاديمي مشهور في الصين بتنوع الاحتياطي النقدي الصيني، حيث من المتوقع أن تؤدي الأزمة الاقتصادية على المدى الطويل إلى هبوط الدولار. كما أكد استمرار الدولار كعملة احتياطي نقدي من المقام الأول ولكن على المدى القريب، ومع الوقت سيصبح اليورو و الين و اليوان حتى الروبية من العملات الرائدة في هذا المجال.

ودارت الأحداث الرئيسة الأخرى خلال الجلسة الآسيوية حول أستراليا، وقدمت لنا تطلعات متضاربة وردود فعل متقلبة. وتمثلت أولى هذه الأحداث في القراءة المباغتة لمؤشر ويسباك لثقة المستهلك، والتي تجاوزت توقعات السوق على نحو كبير، إذ سجلت 5.2% مقابل ما كان متوقعًا بـ3.7%. وتمثل هذه القراءة المستوى الأكبر منذ عامين، ونجمت عن تقييمات المستهلك للتطلعات الاقتصادية. وعلى اعتبار بدء أسواق الأسهم في لم شعثها والنهوض من جديد، بدأت أسعار المنازل في الارتفاع. وكذا، طرأ تحسن عام على البيانات الاقتصادية (أو كذلك يعتقدون). وليس من المستغرب ارتفاع المؤشر على هذا النحو المذهل بمقدار 30.9% منذ شهر مايو. وقد أكدت البيانات هذا الاتجاه الصاعد الأخير، والتحرر بالنسبة للدولار الأسترالي، فضلاً عن أن العامدين على الشراء باتوا اكثر اطمئنانًا حاليًا. ولم يلبث الكثير، جتى جاءت قراءة مؤشر مبيعات التجزئة لتفض السامر، وبالتسليم بأن هذه البيانات تخص شهر يوليو، فقد انخفضت المبيعات بواقع 1.0%، ليفوتها بذلك تمامًا قطار التوقعات المتنبئ بارتفاعها بواقع 0.5%، وبناء عليه، انتكص الدولار الأسترالي، لتتحدى المستوى 0.86 مجددًا. ويمكن استياق قدر قليل من الراحة من المراجعة الصاعدة في بيانات شهر يونيو، وذلك بعد انخفاضها 0.8% فقط بدلاً من المسجلة سابقًا والبالغة 1.4%. ومع ذلك، يبدو أن الزيادة الأولية النابعة من طرح برامج التحفيزات المالية- والتي جعلت من مبيعات التجزئة تتأرجح داخل النطاق الإيجابي خلال الفترة ما بين مارس ومايو- قد بدأت في الأفول.

ودفع مثل هذا الانخفاض الحاد على إجراء مراجعة عامة على توقعات معدل الفائدة، إذ انخفضت التوقعات التي كانت تتنبأ بحدوث الارتفاع الأول خلال شهر أكتوبر قليلاً في الوقت الحالي. وأوضح البنك الاحتياطي الأسترالي أيضًا أنه يبتغي رؤية مبيعات تجزئة مستدامة دون أي خطط تحفيزات قبل أن يرفع من معدلات الفائدة. وحتمًا لم تعط البيانات الخاصة بشهر يوليو مثل هذا الانطباع، كما تراجعت الآن توقعات الارتفاع خلال شهر أكتوبر إلى 30% مقابل البيانات السابقة المتنبئة بارتفاع قوامه 50%، وثمة احتمالية في حدوث المزيد من الانتكاص. ومن المرجح أن تلعب بيانات البطالة غدًا دورًا بالغ الأهمية في تقرير المزيد من توقعات الفائدة، ومن ثم وضع الدولار الأسترالي.

وهل يعني هذا أن "التحرر" الأخير سيدحض من جديد زخم المتداولين، وبناء عليه سنعود أدراجنا من جديد إلى نطاقات التداول الأولى؟ وكما ذكرنا آنفًا بالأمس، فإن هناك عوامل أكيدة شككت في نهوض المخاطرة الأخير في أمريكا، ومنها: نتائج مزاد سندات الخزانة الأمريكية، وتصاريح البناء الكندية، وائتمان المستهلك الأمريكي، والآن فإننا نرى مبيعات التجزئة الأسترالية وهي تشكك في صحة نظرية النهوض الصحي. الفترة الأمريكية، فيما سينتظر مؤشر بدايات الإسكان الكندي حتى بدء الجلسة الأمريكية. وبات واضحًا أن ثمة خطر متزايد من أن تتقلص القوة الدافعة للاختراق، ومن ثم نعود مجددًا إلى صوامعنا؛ وهذا ما سنعلمه تحديدًا مع نهاية اليوم.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image