الدولار الأمريكي يواصل الهبوط لليوم الثاني، فما الأسباب؟

الدولار الأمريكي يواصل الهبوط لليوم الثاني، فما الأسباب؟
الدولار

انخفض مؤشر الدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي، متأثرًا بسلسلة من الضغوط السياسية والمالية المتصاعدة، في مقدمتها إعلان وكالة موديز خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، مما أثار قلق الأسواق بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي، ليسجل المؤشر تراجعًا بنسبة 0.11% ويستقر عند 100.27 نقطة، وهو ما يعكس حالة من الضعف المتزايد في أداء الدولار الأمريكي عالميًا، وفيما يلي أبرز المؤثرات على تحركاته:

توقعات بتدهور الدولار مع تزايد الاتفاقيات التجارية

الدولار الأمريكي واجه ضغوطًا قوية جراء التوقعات المتزايدة حول تأثير الاتفاقيات التجارية الجديدة التي تسعى الولايات المتحدة لتوقيعها مع شركائها الدوليين، حيث أوضح محللو سيتي بنك أن هذه الاتفاقيات، التي تهدف إلى خفض الرسوم الجمركية، قد تؤدي إلى تآكل قوة الدولار على المدى المتوسط، رغم أن الإدارة الأمريكية لا تعلن نيتها المباشرة لخفض قيمة العملة. ومع تزايد هذه التوقعات، يتصاعد القلق من تراجع الطلب على الدولار الأمريكي كعملة احتياطية مهيمنة.

خفض التصنيف الائتماني من موديز يفاقم الضغوط على العملة الأمريكية

أدى قرار وكالة موديز بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من الدرجة الممتازة Aaa إلى Aa1 إلى توسيع نطاق التوتر في الأسواق وزيادة الضغط على العملة الأمريكية لليوم الثاني على التوالي، حيث أشارت الوكالة إلى تصاعد الدين العام الأمريكي وتضخم تكلفة الفائدة، التي باتت تفوق مستويات الاقتصادات ذات التصنيف المماثل. ولا يزال هذا القرار ينعكس على حركة الدولار الأمريكي، حيث فقد المستثمرون جزءًا من ثقتهم في استقرار العملة، مما دفعهم للبحث عن ملاذات آمنة مثل الذهب والفرنك السويسري.

عوائد السندات الأمريكية تقدم دعمًا جزئيًا للدولار

ورغم استمرار الضغط السلبي، تلقى الدولار الأمريكي دعمًا محدودًا من ارتفاع عوائد السندات الحكومية. حيث صعد العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.489%، ولأجل 20 عامًا إلى 5.002%، فيما ارتفع العائد على السندات لأجل 30 عامًا إلى 4.981%. وتُعد هذه المستويات المرتفعة للعوائد حافزًا لبعض المستثمرين الباحثين عن عائد مرتفع، مما منع انهيار الدولار الأمريكي بشكل كامل.

الأسواق تترقب إشارات جديدة من الفيدرالي الأمريكي

يُولي المستثمرون اهتمامًا بالغًا بالبيانات الاقتصادية المنتظر صدورها هذا الأسبوع، بالإضافة إلى تصريحات مرتقبة لأعضاء الفيدرالي الأمريكي، والتي قد تكشف عن ملامح السياسة النقدية المقبلة. وتُعد هذه المؤشرات بالغة الأهمية لتحديد ما إذا كان الدولار الأمريكي سيواصل الهبوط أو يحقق بعض التعافي المؤقت، في ظل استمرار التشاؤم حول الاقتصاد الأمريكي وتصاعد المخاطر المالية.

أخبار ذات صلة:

بنك سيتي جروب: الدولار قد يواصل التراجع مع تخفيف الرسوم الجمركية الأمريكية

هل ينجو الدولار من العاصفة؟ خفض التصنيف الائتماني يشعل المخاوف!


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image