الين يتراجع أمام الدولار بعد تثبيت بنك اليابان للفائدة وخفض توقعات النمو

شهدت الأسواق العالمية اليوم تراجعاً ملحوظاً لقيمة الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي، حيث انخفض بنسبة 0.85% ليصل إلى مستوى 144.28 ين للدولار الواحد. ويأتي هذا التراجع في أعقاب اجتماع بنك اليابان الذي حافظ على سياساته النقدية دون تغيير، بينما خفض توقعاته للنمو الاقتصادي بشكل كبير.

وكان البنك المركزي الياباني قد أبقى على أسعار الفائدة عند مستوياتها المتدنية الحالية، في خطوة متوقعة من قبل المحللين. لكن المفاجأة جاءت من التعديلات الكبيرة في التوقعات الاقتصادية، حيث خفض البنك توقعات النمو للعام المالي 2026 من 1.1% إلى 0.5% فقط، وهو ما يعكس مخاوف جدية بشأن تأثيرات الحرب التجارية العالمية على الاقتصاد الياباني.

كما أشار محافظ بنك اليابان كازو أويدا في مؤتمره الصحفي إلى أن التطورات التجارية الأخيرة، وخاصة السياسات الحمائية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأت بالفعل تؤثر سلباً على الأداء الاقتصادي لليابان. كما توقع البنك تباطؤاً في معدلات التضخم ونمو الأجور خلال الفترة المقبلة.

ومن الناحية الإيجابية، توقع بنك اليابان وصول معدل التضخم الأساسي إلى المستوى المستهدف البالغ 2% بحلول النصف الثاني من 2026. ويعزو البنك هذا التوقع جزئياً لارتفاع الأسعار الناتج عن الرسوم الجمركية الأمريكية. ومع ذلك، يبقى السؤال حول قدرة الاقتصاد الياباني على تحقيق نمو مستدام في ظل هذه الظروف الصعبة.

وعلى صعيد التوقعات، يشير تحليل السوق إلى أن الين قد يواصل ضعفه في المدى القريب، خاصة مع استمرار التفاوت في السياسات النقدية بين البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك اليابان. كما أن تدهور التوقعات الاقتصادية قد يزيد من ضغوط البيع على العملة اليابانية، مع توجيه المستثمرين نحو أصول ذات عوائد أعلى في ظل بيئة المخاطرة الحالية.