مؤشر المراقبون الاقتصاديون و عثرة في سبيل التعافي الآسيوي

للمرة الأولى على مدار 7 أشهر، ينخفض مسح ثقة المراقبين الاقتصاديين الياباني، إذ سجل 41.7 مقابل توقعات السوق و التي سجلت43.1. كما انخفض مؤشر الانتشار أيضًا- والذي يقدم تطلعًا لشهرين أو ثلاثة إلى الأمام-  للشهر الثاني على التوالي، مسجلاً 44، مقابل قراءة الشهر الماضي و التي سجلت 44.9. هذا، ويعتبر مؤشر مراقبي الاقتصاد- والمنوط به استفتاء النادلين، وسائقي سيارات الأجرة، والحلاقين- واحدًا من أكثر المعايير والمقاييس المفضلة بالنسبة للنشاط الاقتصادي الياباني، وهذا مرده إلى حساسيته المفرطة تجاه الطلب الاستهلاكي.

تجدر الإشارة إلى أنه خلال شهر يناير، ارتفع مؤشر ثقة المراقبين الاقتصاديين بشكل ملحوظ مقابل أدنى مستوى له بعد أن كان مسجلاً 15.9. ومع ذلك يومئ الهبوط غير المتوقع خلال هذه الأيام بحقيقة مفادها أن التعافي الاقتصادي الياباني قد يكون في مرحلة من التواني، في الوقت المحتمل فيه أن يتسم مضي النمو قدمًا بالضعف. وبات واضحًا مدى تدهور أوضاع العمل باليابان- إذ بلغ معدل البطالة هناك المعدل الذي كانت عليه البلاد بعد الحرب  العالمية الثانية بواقع 5.7%- مما أثر سلبياً على الاستهلاك وثقة المستهلك، في ظل استمرار الاقتصاد في معاناة الأمرين من معضلتي انخفاض قيمة العملة اليابانية، بالإضافة إلى ضعف الطلب العالمي على قطاع الصادرات الحيوي بالبلاد.

وسواء كانت القراءة الحالية لمؤشر المراقبين الاقتصاديين تمثل نقطة تحول في سبيل التعافي الياباني، أو  أنها ليست إلا مجرد وقفة في ظل استمرار تحسن الأوضاع و لكن ببطء ، و بالتالي فلن يتسنى لنا إلا أن نقف موضع المراقبين وننتظر حتى نهاية العام لنشاهد ما سيؤول إليه المآل. ومع ذلك، ظل سعر الين في وضع جيد مع بداية التعاملات الأوروبية، حيث تراجع الزوج (الدولار/ ين) مسجلاً 92.65 في ظل تفاقم التخوفات حيال موجة الإحجام عن المخاطرة. جدير بالذكر، أن الزوج شهد وقتًا عصيبًا بالفعل وهو يحاول استجماع قواه للنهوض إلى ما يزيد على المستوى 93.00 على مدار الجلسات الماضية، إلا أنه ظل دون المستوى  95.00، وهو ما يشير إلى أنه حتى الوقت الحالي لا يزال المستثمرون حذرون من مغبة الافتراض، والترويج للتعافي رغم الأداء الجيد لعملات السلع . وحتى وقتنا الحالي، لا يزال مستوى 92.00 هو مستوى الدعم الحرج بالنسبة للزوج، حيث من المتوقع انم يوقم الزوج بكسر هذا المستوى خلال هذا الأسبوع، إذ يمكن لهذا أن يفتح الطريق أمام اختبار حاجز الـ90.00 النفسي الأساسي.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image