الدولار تحت الضغط مع اقتراب قرار الفيدرالي الأمريكي.. ما السيناريوهات المحتملة؟

تتجه أنظار الأسواق المالية نحو قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، والتي تشمل قرار الفائدة، وبيان الفائدة، والتوقعات الاقتصادية، إلى جانب المؤتمر الصحفي لرئيس البنك باول. ومن المتوقع أن يكون لهذه القرارات تأثير عميق على أداء الدولار والعملات الرئيسية، فضلاً عن انعكاسها على أسواق الأسهم والسلع، بما في ذلك الذهب والنفط.
وفي ظل التقلبات الحالية، تترقب الأسواق أي إشارات حول السياسة النقدية القادمة، حيث تؤثر قرارات الفيدرالي الأمريكي على تكلفة الاقتراض، مما ينعكس على سوق السندات، وأسعار الفائدة على القروض والرهون العقارية، وكذلك على الاقتصاد العالمي.
الاقتصاد الأمريكي وتأثيره على قرارات الفيدرالي الأمريكي
أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة أن التضخم الأمريكي يتباطأ بوتيرة أسرع من المتوقع، مما يزيد من التوقعات بأن الفيدرالي قد يفكر قريبًا في تخفيف سياسته النقدية. وفقًا لأحدث بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، سجل مؤشر أسعار المستهلك نموًا سنويًا بنسبة 2.8% في فبراير، وهو أقل من التوقعات عند 2.9%. كما تباطأ التضخم الأساسي ليسجل 3.1%، مما يدعم الرهانات على خفض الفائدة في المستقبل القريب.
على الجانب الآخر، يواجه سوق العمل الأمريكي إشارات متباينة، حيث أضاف الاقتصاد 151 ألف وظيفة جديدة في فبراير، وهو رقم أقل من التوقعات البالغة 160 ألف وظيفة، وفقًا لتقرير وزارة العمل الأمريكية. كما ارتفع معدل البطالة إلى 4.1%، مقارنة بـ 4.0% في الشهر السابق، مما قد يعكس تباطؤًا في النشاط الاقتصادي.
أما فيما يتعلق بالإنفاق الاستهلاكي، فقد ارتفع مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE)، الذي يُعد المقياس المفضل للتضخم لدى الفيدرالي، بنسبة 0.3% في يناير، متماشيًا مع التوقعات. هذه المؤشرات الاقتصادية قد تؤثر بشكل مباشر على قرار الفيدرالي المرتقب بشأن أسعار الفائدة.
وتعكس هذه البيانات الاقتصادية استمرار تباطأ الضغوط التضخمية ومؤشرات الانفاق الاستهلاكي، جنبا إلى جنب مع بداية ضعف أوضاع سوق العمل الأمريكي، مما يدفع الفيدرالي الأمريكي إلى اقتراب اتخاذ قرار بخفض الفائدة قريبا ولكن ذلك قد يكون مرهونا بصدور بيانات إضافية مستقبلا
توقعات قرار الفيدرالي الأمريكي وتأثيره على الأسواق
تشير توقعات الأسواق إلى أن الاحتياطي الفيدرالي لن يُقدم على خفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع الحالي، رغم تصاعد المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي وتأثير السياسات التجارية. وفقًا لأداة CME FedWatch، فإن احتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة عند نطاق 4.25% - 4.5% تصل إلى 99%، مما يؤكد استمرار السياسة النقدية المتشددة في الوقت الحالي.
وكتب محللو دويتشه بنك في مذكرة للمستثمرين أن الفيدرالي من المرجح أن يُبقي على أسعار الفائدة ثابتة للمرة الثانية على التوالي، مشيرين إلى أن البنك لن يُقدم سوى إرشادات محدودة حول مستقبل السياسة النقدية في ظل تصاعد حالة عدم اليقين.
من جانبهم، يرى محللو Wells Fargo أن الفيدرالي قد يتجه إلى خفض الفائدة مرتين خلال 2024، خاصة مع تقييم تأثير السياسات التجارية الأمريكية على التضخم والنمو الاقتصادي.
تصريحات مسؤولي الفيدرالي حول مستقبل الفائدة
اتسمت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة بالحذر، حيث شدد جيروم باول على أن البنك لا يحتاج إلى التسرع في تعديل أسعار الفائدة حاليًا، مشيرًا إلى أن نهج السياسة النقدية سيظل مرنًا بناءً على تطورات الاقتصاد والتضخم.
وأشار باول، خلال مشاركته في منتدى السياسة النقدية الأمريكية، إلى أن حالة عدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية لا تزال مرتفعة، خاصةً في مجالات التجارة والهجرة والتنظيم المالي، مما يستدعي نهجًا أكثر حذرًا.
السيناريوهات المتوقعة لقرار الفيدرالي الأمريكي
إذا قرر الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على الفائدة دون تغيير، مع الإشارة إلى ارتياحه لتباطؤ الضغوط التضخمية ومخاوفه من ضعف سوق العمل، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض الدولار، مما قد ينعكس إيجابيًا على الذهب والأسهم الأمريكية والعملات الرقمية.
أما إذا أكد الفيدرالي في بيانه على النهج الحذر ومتابعة البيانات الاقتصادية القادمة قبل اتخاذ أي خطوات جديدة، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع الدولار الأمريكي، مع تراجع أسعار الذهب والأسهم والعملات الرقمية، بما في ذلك البيتكوين.
كيف ستتفاعل الأسواق مع قرار الفيدرالي؟
مع اقتراب موعد الاجتماع، تبقى التوقعات غير محسومة بشأن التوجهات المستقبلية للفيدرالي. أي إشارة إلى خفض الفائدة قريبًا قد تؤدي إلى ارتفاع في أسواق الأسهم وانخفاض الدولار، بينما قد يُبقي الحذر المستمر الأسواق في حالة من التقلبات الحادة.
أخبار ذات صلة:
توقعات الأسواق: قرارات الفيدرالي وبنك إنجلترا.. هل تتغير خريطة العملات؟
الدولار ينخفض بعد بيانات صادمة واجتماع الفيدرالي في مرمى العيون