تداولات الإسبوع ... إلى أين ؟

على الرغم من حقيقة أن معظم المتعاملين في السوق الأمريكية سيكونون في عطلة حتى يوم الاثنين القادم ، إلا أن هذا الإسبوع سيكون الأكثر زخماً في البيانات الاقتصادية لسوق العملات مما قد يسفر عن تراجع ملموس في شهية المخاطرة خصوصاً و نحن نقترب من موسم الخريف.و من الجدير بالذكر أن شهية المخاطرة في أسواق رأس المال قد بدأت في فقد زخمها . ففي الإسبوع الماضي تراجعت الأسهم دون 0.5% . في الوقت نفسه فشل الزوج ( يورو /دولار) في تسجيل أعلى مستوى له في العام 2009 على الرغم من الارتفاع الهائل الذي شهده الزوج يوم الخميس الماضي . و من ثم فقد توقفت حركة السعر الأن تماما في ظل المفكرة الاقتصادية لهذا الإسبوع و التي قد تكون بمثابة تحدياً لثيران الانتعاش .

إلا أن ثيران الانتعاش هؤلاء يواجهون تساؤلين أساسيين خلال هذا الإسبوع .

• الأول : حتى إذا جاءت بيانات القطاع التصنيعي و الخدمات على غرار توقعات السوق لترتفع مقابل الشهر السابق فهل معدل التحسن هذا فب تقارير الانتعاش الاقتصادي سوف تبدأ في التراجع من جديد ؟
• أما ثاني هذه التساؤلات فهو، هل سيبلغ الطلب على السلع الاستهلاكية ذروته ليوفر مزيداً من الدعم لفرضية الانتعاش ؟

فالمفكرة الاقتصادية لهذا الإسبوع تحمل في جعبتها بيانات مؤشر PMI سواء للقطاع الخدمي أو التصنيعي لكلٍ من منطقة اليورو و المملكة المتحدة و كذلك مؤشر ISM الخدمي الأمريكي . و الأسواق تتوقع أن ترتفع المؤشرات في مجملها فوق المستوى 50 ، مما يشير إلى أن الانتعاش لا يزال يشهد توسعاً . و مع ذلك ، فعلى الرغم من البيانات الاقتصادية التي جاءت على الجانب الإيجابي كما كان متوقعاً ، فإن الزيادات في جميع التقارير الأساسية يجب أن تكون كبيرة من أجل دفع عملات المخاطرة لأن يكون لها ردة فعل قوية . ففي الإسبوع الماضي شهد سوق العملات عرضاً مسبقاً لحركة السعر المحتملة في المستقبل ، و في ظل البيانات الاقتصادية التي جاءت مرتفعة على غير المتوقع من قبل قطاع الشركات و التي شهدت متابعة متضائلة جداً في أصول المخاطرة.

عوضاً عن ذلك فقد ينتقل التركيز نحو المستهلك . تزامناً مع الانتعاش الذي شهده قطاع الشركات ، إلا أن الثيران سوف يحتاجون أن يروا تحسناً في إنفاق المستهلك من أجل دعم شهية المخاطرة . و من الجدير بالذكر أن بيانات الدخل الشخصي و الإنفاق الشخصي الأمريكية كانت إحدى العوامل الأساسية وراء تدهور الأسهم و عملات العائد المرتفع في ظل انتهاء الإسبوع الاقتصادي. و عن البيانات الاقتصادية لهذا الإسبوع فمن المزمع أن يصدر تقرير مبيعات التجزئة الألمانية يوم الثلاثاء و مبيعات التجزئة لمنطقة اليورو يوم الخميس مما قد يكون سبباً محورياً في شهية المخاطرة . ففي حالة أن جاءت قراءة الإنفاق الاستهلاكي لتشهد مزيداً من الارتفاع فإن الثيران ( المشترين ) قد يجدوا مبرراً بأن الانتعاش قد ترسخ بالفعل و من ثم يمكن ترجمة ذلك إلى ارتفاع في معدل النمو في النصف الثاني من العام 2009 . أما إذا جاءت قراءة الإنفاق الاستهلاكي دون جديد فإن الدببة ( البائعين ) يمكنهم ادعاء أن الانتعاش لا يزال بعيداً و لم يدعمه سوى خطط تحفيز مالية هائلة مؤقته و برنامج إقراض للسيارات في جميع أنحاء أوروبا و أمريكا .

و أخيراً و ليس بأخر فإن الأسواق ليس لديها توقعات واضحة بصدد معدل البطالة سواء الألمانية أو الأمريكية . إلا أنه في حالة أن جاءت القراءات مخيبة للأمال فمن المرجح أن يتسبب ذلك في تراجع شهية المخاطرة في ظل الأسواق التي تبدأ في تهدئة توقعاتها حول قوة و سرعة الانتعاش الاقتصادي . أما عن الاسترليني فقد كان أكثر العملات تدهوراً خلال الإسبوع الماضي و بالتالي ففي حالة أن بدأت شهية المخاطرة في التراجع فإن سيكون لذلك أثره على الزوج ( استرليني /دولار) و الذي قد يتراجع ليختبر مستوى الدعم النفسي 1.6000 قبل نهاية الإسبوع.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image