الين الياباني وصناديق الاقتراع

قبل ذهاب الناخبين اليابانين إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد القادم ، جاءت البيانات الاقتصادية الأخيرة لتشير إلى أن التغير السياسي في ثاني أكبر اقتصاديات العالم أصبح أمراً مرغوباً فيه أكثر من أى وقت مضى . فالاقتراع قبيل الانتخابات يشير إلى أن هناك احتمالات كبيرة بأن يكتسح الحزب الديموقراطي الياباني المعارض الانتخابات- لأول مرة في أكثر من 50 عاماً - لينتصر على منافسه الحزب الليبرالي الحاكم و الذي حكم اليابان منذ عام 1955.

هذا و قد جاءت الأنباء الاقتصادية يوم الأمس لتكشف عن أن كلاً من البطالة و الانكماش قد سجلاً أعلى مستوياتهما مما قد حفز ايدولوجية التغيير السياسي لدى الناخبين . حيث ارتفع معدل البطالة مسجلاً 5.7% مقابل التوقعات التي سجلت 5.%% ليسجل المؤشر بذلك أعلى مستوى له منذ الحرب العالمية الثانية . في الوقت نفسه ، هوى مؤشر أسعار المستهلكين مسجلاً -2.2% مقابل التوقعات التي سجلت -2.1% في الوقت نفسه تراجع إنفاق الأسر ليسجل -2.0% مقابل التوقعات التي سجلت -0.5% .

فالقتامة التي شهدتها البيانات الاقتصادية من المرجح أن تقدم للحزب الديموقراطي المعارض فوزاً محققا في الانتخابات على طبق من ذهب . حيث من المتوقع أن يفوز الحزب في الانتخابات بأكثر من 320 مقعداً انتخابياً من 480 مقعداً انتخابياً على أقل تقدير و ذلك وفقاً ما أوردته صحيفة أساهي اليابانية .هذا و قد تعهد الحزب في حالة فوزه بالانتخابات بزيادة الإنفاق المحلي و التركيز على نمو الصادرات .مما سيترتب عليه ارتفاع هائل في النفقات المالية حيث يتوقع الكثيرون من الاقتصاديين أن يرتفع عائدات الخزانة اليابانية على المدى البعيد في ظل سعى الحكومة إلى الاستدانة من أجل تمويل هذه المبادرات .

أما عن ارتفاع عائدات الخزانة فسوف يضع بدوره المزيد من الضغوط على كاهل الين الياباني في ظل المستثمرين المحللين و الأجانب الذين يهرعون إلى الاستثمار في أسواق الدخل الثابت اليابانية .ومن الجدير بالاهتمام ترقب ما إذا كان التحول السياسي الجديد نحو الطلب المحلي سيسهم في إحياء الاقتصاد الياباني أم لا . فنحن لا نزال نعتقد أن اليابان لا تزال معتمدة و بشكل كبير على النمو الذي تقوده الصادرات و كذلك الاستفادة من المزيد من الارتفاع بالنسبة للين الياباني من حيث القوة الشرائية من قبل المستهلك الياباني و التي سيقابلها ضغط أرباح في ظل قطاع الشركات اليابانية و الذي نجم عنه تراجع حاد في النمو الاقتصادي.و على الرغم من ذلك ، إلا أن الانتخابات التي ستأتي في عطلة هذا الإسبوع سوف تكشف النقاب عن تغير هائل في مسيرة الاقتصاد الياباني و التي سينعكس تأثيرها على المدى القريب على سوق العملات حيث من المرجح أن يتم رفع قيمة الين الياباني تزامناً في الزوج ( دولار/ين) و الذي من المحتمل أن يستهدف المستوى 9000 بحلول الخريف .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image