موجة من الهدوء تنتاب الأسواق عقب صخب تداول الأمس

شهدت سوق أسواق العملات حالة من الهدوء النسبي خلال التداولات الأسيوية و الأوروبية في أعقاب يوم عنيف من التداول. حيث شهد الدولار حركة عكس اتجاه حادة ليتراجع عقب الارتفاع الذي شهدته السلع و الأسهم و التي لم يقابلها انتعاشاً في أسواق الأسهم الأسيوية . هذا و قد عاود الدولار الأمريكي تسجيل تراجع جديد مقابل الفرنك السويسري ليصل إلى المستوى 1.0530 ليقع تحت وطأة ضغط حاد خلال فترة التداول . أما عن عملات السلع فاستحقت و بجدارة يوم الأمس لقب الفائز الأكبر حيث لا تزال في مستويات مستقرة حتى الأن على الرغم من مواصلة الأسهم الصينية مسيرة انخفاضها لليوم الثاني على التوالي لتتراجع بأكثر من -2.4% .أما عن الاسترليني فلا يزال أكثر عملات التداول تدهوراً.

و بصدد البيانات التي صدرت تباعاً يوم الأمس عن اليابان ، فقد شهد مؤشر أسعار المستهلكين مزيداً من التراجع ليسجل -2.2% على أساس سنوي في يوليو ، لتتوافق تلك القراءة مع التوقعات ، كما سجل مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية تراجع على أساس سنوي بواقع -2.2% . لتسجل بيانات تضخم الاستهلاك تراجعاً للشهر الثالث على التوالي و لتتراجع القراءة السنوية للبيانات للمرة الخامسة على التوالي. في الوقت نفسه ارتفع معدل البطالة مسجللاً 5.7% في يوليو و انزلق أيضاً مؤشر إنفاق الأسر بنحو -2% . فالبيانات تشير إلى أن خطة التحفيز التي قامت بها الحكومة اليابانية قد فشلت في دعم معدلات الطلب مما سيؤدي بدوره إلى تعمق الانكماش الاقتصادي.

و على الصعيد البريطاني ، لم تحمل قراءة مؤشر GFK لثقة المستهلك جديداً حيث سجلت قراءة الشهر السابق نفسها -25 في أغسطس مقابل التوقعات التي سجلت -24. أما عن الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من السنة المالية فقد ارتفع مسجلاً 0.7% و ذلك مقابل القراءة السابقة و التي جاءت متوافقة مع التوقعات بنحو -0.8% في حين تراجعت قراءة مؤشر الخدمات لتسجل -0.6% لتتوافق تلك القراءة تماماً مع التوقعات إلا أنها جاءت دون قراءة الشهر السابق و التي سجلت -0.1% . و عن بيانات مؤشر الثقة لمنطقة اليورو فقد شهدت مزيداً من التحسن حيث سجلت قراءة بلغت -22 مقابل التوقعات التي سجلت -21 و كذلك مقابل قراءة الشهر السابق و التي سجلت -23. هذا و قد شهد مؤشر مؤشر KOF السويسري للنشاط الاقتصادي تحسناً في أغسطس مسجلاً قراءة بلغت -0.04 مقابل التوقعات و التي سجلت -0.59.

و عن جلسة التداول الأمريكية لهذا اليوم ، فإن هناك ترقباً من قبل المستثمرين لبيانات الدخل الشخصي و كذلك تقرير الإنفاق حيث من المتوقع أن يرتفع مؤشر الدخل الشخصي في يوليو بواقع +0.1% على أساس شهري و ذلك في أعقاب التراجع الذي شهدته قراءة الشهر السابق بواقع -1.3% حيث جاء ذلك التراجع كنتيجة الارتفاع الذي شهدته قوائم الوظائف الإسبوعية في يوليو و الذي بلغ +0.2% ( لتسجل بذلك أول ارتفاع لها منذ أغسطس للعام 2008 ) . و على الرغم من التدهور الذي مُنيت به مبيعات التجزئة في يوليو إلا أن برنامج إقراض السيارات جاء ليدعم مبيعات السيارات بواقع +16% في يوليو و من ثم فإن ذلك ينبغي أن يؤدي إلى ارتفاع مؤشر الدخل الشخصي بواقع +0.2% خلال هذا الشهر . أما عن مؤشر أسعار الانفاق الاستهلاكي الشخصي بقيمته الأساسية فمن المتوقع أن يرتفع بنحو +0.1% على أساس شهري و +1.3% على أساس سنوي .

و بالنظر إلى مؤشر الدولار ، فنجد أنه قد شهد تراجع حاد يوم الأمس مما أدي إلى كسر لمستوى الدعم 78.12 مما يشير إلى أن ارتداد المؤشر من المستوى 77.76 قد اكتمل بالفعل عند المستوى 78.83 . و عن توقعات النموذج التصحيحي لمثل هذا الارتداد فلا يزال يشهد اضطراباً على المدى القريب . أما عن سيناريو الصعود للمؤشر ، ففي حالة اختراقه لمستوى المقاومة 78.83 فإن ذلك سوف يؤكد من جديد على أن مؤشر الدولار قد ارتفع بالفعل عند المستوى 77.43 ليستكمل ارتفاعه إلى مستوى المقاومة 79.51 إلى ما بعد ذلك .إلا أنه في حالة قيام المؤشر بكسر الدعم دون المستوى 77.76 فإن ذلك يعني أنه سوف يواصل مرحلة جديدة من التراجع ليختبر المستوى 77.43 قبل أن يرتفع من جديد .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image