سوق العملات و جولة جديدة لبرنانك كرئيس للبنك الفيدرالي الأمريكي


وفقاً لما ورد عن أحد كبار مسئولي إدارة الرئيس أوباما الأمريكية فإن برنانك سوف سيتم تنصيبه للمرة الثانية على التوالي كرئيس للبنك الفيدرالي الأمريكي اليوم الثلاثاء . و من الجدير بالذكر أن السيد برنانك (الذي يتوقع أن يقره مجلس الشيوخ رئيسا لفترة جديدة للينك الفيدرالي ) قد شغر منصب رئاسة الفيدرالي خلال فترة مالية عصيبة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية منذ ما يعرف بفترة الكساد الكبير.

فالإعلان السابق من قبل الرئيس أوباما جاء إشارة على أن إدارته تريد الاطمئنان إلى استمرار سيناريو أسواق رأس المال الأمريكية في ظل الاقتصاد الذي يمضي قدما في سبيله للانتعاش . فالسيد برنانك و الذي يبلغ من العمر 55 عام تم تعينه من قبل سلف أوباما الرئيس جورج بوش و ذلك خلفاً لألان غرينسبان و بالتالي فإن إعادة تولية فترة جديدة على الرغم من حقيقة انتمائه للحزب الجمهوري تعد دليلاً على ثبات سياسة الحزبين منذ أمد بعيد و ذلك عندما يتعلق الأمر برئاسة بنك الاحتياط الفيدرالي . هذل و قد عمل السيد غرينسبان أيضاً تحت لواء كلٍ من الجمهوريين و الديموقراطيين.

أما عن أوباما فمن المتوقع أن ينوه اليوم الثلاثاء قائلاً :" إن الرجل الواقف بجواري الأن ، و هو بن برنانك قد قاد البنك الفيدرالي خلال فترة من أسوأ الفترات المالية التي شهدتها البلاد و التي شهدها العالم أجمع .فقطاع السيارات لبلادنا قد دبت فيه الحياة من جديد وشهدت استثمارات مؤسسات الأعمال استقراراً ، كما نجا كلاً من سوق الإسكان و أسواق الائتمان من انهيار محقق. و كخبير في أسباب الكساد الكبير، فأنا على تمام الثقة بأن بن برنانك لم يتخيل أبداً أنه قد يكون جزءاً من الفريق المسئول عن الحيلولة دون حدوث كساد أخر".
لقد بات واضحاً أن قرار أوباما جاء بدافع إدراكه بأن الولايات المتحدة و الأسواق المالية العالمية في حاجة ماسة إلى الاستقرار في وقت لا يزال فيه النظام المصرفي عرضة لمزيد من التراجع و تقلص الائتمان .و على كلٍ فقد أصبح السيد برنانك معروفاً من قبل معظم المتعاملين بالسوق أو حتى هؤلاء الذين يعرفونه نسبياً مقارنة بتعين جانيت يلين على سبيل المثال التي قد تحتاج أسواق رأس المال بعد تنصيبها إلى فترة إعادة توازن قد ينتج عنها بعضاً من التقلبات .
إذن فماذا قد يعني إعادة تولية برنانك لفترة جديدة من رئاسة الفيدرالي لسوق العملات ؟ فالتحليل المباشر الذي يمكن أن نتوصل إليه هو أن السياسة النقدية سوف تواصل منطقها المحايد كما أن معدلات الفائدة سوف تظل عند مستوى 25 نقطة لفترة أطول من التوقعات التي خلصت لها الأسواق.و في الوقت الراهن نجد أن مستقبليات معدل الفائدة قد تكون المعوق لارتفاع أسعار الفائدة في فترة أقرب كشهر فبراير المقبل إلا أننا نتوقع أن الفائدة الأمريكية سوف تظل على وضعها الحالي في معظم العام 2010.

و على الرغم مما تردد حول برنانك منصب رئيس الفيدرالي لفترة جديدة إلا أنه لم يدل بشيء عن ارتفاع معدل الفائدة حيث أنه معروف جيداً بميله نحو السياسة المالية السلسة خلال أوقات من الأزمة المالية العصيبة و بالتالي من المرجح ألا يبقي على لجنة الاحتياطي الفيدرالي في قائمة أولوياته حتى يكون القائمون على السياسة النقدية على يقين تام بأن الانتعاش قد حدث بالفعل . و على أقل تقدير فإن البنك الفيدرالي قد لا ينتهج أى إجراءات متشددة بخصوص معدلات الفائدة حتى تتحسن أوضاع العمل الأمريكية .

و على الرغم من التصريحات المعروف بها برنانك حول الدولار القوي ، إلا أن إجراءاته حيال العملة يمكن تلخيصها على نحو أفضل بكونها إهمال .فبرنانك يختار دائماً التركيز على سياسات التحفيز المالي أكثر من خلق بيئة مناسبة لجعل العملة أكثر انتعاشاً و نحن نتوقع أن تواصل السياسة النقدية موقفها الحالي . و بالتالي فإن أمر تولية برنانك منصب رئيس البنك الفيدرالي لفترة جديدة في حد ذاته يشير إلى المزيد من تدهور الدولار الأمريكي خلال الأونة المقبلة ، حيث من المؤكد أن سياسته لن تقدم دعما جديداً لثيران الدولار ( المشترين ) .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image