تباين الآراء بالمنتدى الاقتصادي حول حدوث كساد آخر (تعليق السوق)

جاءت بيانات مبيعات المنازل القائمة الأمريكية لتزيد من حماسة الأسواق في أعقاب القراءات الإيجابية للغاية لمؤشرات PMI بمنطقة اليورو و ألمانيا خاصة مؤشرات القطاع الخدمي. حيث ارتفعت المبيعات بنحو 7.2% لتسجل أكبر ارتداد على الإطلاق، الأمر الذي أدى بدوره إلى انتعاش شهية المخاطرة بالأسواق و تعزيز وول استريت بقوة.

وعلى الرغم من تلك الأنباء الإيجابية، أخفقت أسواق العملات في اختراق نطاقات التداول. حيث فشل اليورو في تخطى مستوى 1.44 و بالتالي يصبح مستوى 1.45 بعيد المنال، وفي الوقت ذاته، لم يستطع زوج (الدولار/ ين) في أعقاب صدور تلك الأنباء أن يخترق مستوى 95.0. هذا، وقد كان من المتوقع أن يرتد الدولار بقوة، ولكن رغم ظهور تلك البيانات الإيجابية المقنعة إلا أنه من المحتمل أن يشير ارتفاع معدلات الإخفاق في سداد الرهن العقاري و انخفاض متوسط الأسعار إلى استمرار هبوط المبيعات. ويبدو أننا في حاجة إلى الانتظار للأربعاء المقبل حيث من المقرر صدور بيانات مبيعات المنازل الجديدة التي يُحتمل أن تقدم لنا تأكيد على ما إذا كان سوق الإسكان الأمريكي في وضع انحدار أم لا؟.

وفي وقت آخر خلال الفترة الأمريكية يوم الجمعة، تحدث بيرنانك بمنتدى جاكسون الاقتصادي. وقد كانت نبرة حديث بيرنانك تتسم بالتفاؤل، حيث صرح قائلاً " يمكن القول بأن منظور العودة إلى النمو "جيد" وأن من المحتمل أن يتسم أي ارتداد بالتباطؤ ". كما أضاف بأن أي تحسن بظروف العمل والبطالة سيأخذ منعطف تدريجي. علاوة على ذلك، تبنى آخرون نبرة الحرص في حديثهم ، حيث صرح " نوتوني " عضو البنك المركزي الأوروبي بأنه لا يرى الاقتصاد من منظور " كساد ذو قاعيين " أي كساد آخر في أعقاب فترة قصيرة من الانتعاش ، ولكنه حذر من خروج البنوك المركزية مبكراً من دائرة التسهيل النقدي، كما يرى من غير المحتمل أن نرى انتعاش مستدام بمنطقة اليورو قبل بداية عام 2010. أما عن تريشيه فقد أعرب في حديثه عن نفس النظرة ولكنه فند الانتقاد القائل بأن البنك المركزي الأوروبي متأخر في خفضه لسعر الفائدة، حيث ذكر أن النهج التدريجي هو العلاج الأفضل لمخاطر الأسعار.

وعلى النقيض لرأي " نوتوني " صرح " روبيني " اقتصادي بصحيفة الفاينانشيال تايمز بأن هناك خطر كبير من معاناة الاقتصاد من كساد اقتصادي آخر في أعقاب حدوث انتعاش. كما توقع بأن يتوقف الاقتصاد عن التدهور بالربع الثاني من العام، بل وتوقع أن تعاني الولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة اليورو من معدلات نمو دون المستويات المحققة قبل الأزمة لمدة عامين . كما سلط الأضواء على نمو أسعار السلع بأسرع مما تُمليه الأوضاع الأساسية.

وعلى صعيد آخر، اتسمت التعاملات اليوم ببداية الأسبوع في الفترة الأسيوية بالهدوء. حيث عكست أسواق الأسهم الأسيوية الخسائر التي حققتها يوم الجمعة لتتماشى مع المكاسب التي حققتها وول استريت لترتفع بنحو 2 -3 %. واختلف أداء بورصة شنغهاي عن باقي الأسهم الأسيوية حيث افتتح المؤشر في المنطقة الحمراء ليتأخر بذلك عن باقي البوصات الأسيوية خلال الفترة الأسيوية. هذا، وقد استقرت أسواق العملات، ولكن يبدو أن عملات المخاطرة قد اختبرت مستويات مقاومة مرتفعة. و أوضحت تقارير وجود عروض بيع عند تلك المستويات مما أدى إلى تقييد النشاط، وبالتالي انتقلت " نطاقات التداول المحدودة " إلى الفترة الأوروبية.

وتخلو المفكرة الاقتصادية اليوم من الأحداث الهامة، حيث لم تصدر سوى بيانات من الدرجة الثانية حول مبيعات السيارات الجديدة بأستراليا، وعلى الرغم من عدم أهمية تلك البيانات في الوقت الحالي إلا أن من المحتمل أن تعتبر بمثابة إشارة إلى بيانات أخرى قادمة. وعلى الرغم من عدم تبني أستراليا لبرنامج مماثل لبرنامج تخريد السيارات في أمريكا، إلا أنها قامت بتبني العديد من الخطط التحفيزية ومن ثم ضخ أموال كثيرة بالاقتصاد الأسترالي. ولكن كانت المفاجأة في مبيعات السيارات كالأتي: انخفضت المبيعات في يوليو بنسبة 6.9% و 10.4% على أساس سنوي، ليعد الانخفاض الشهري الأول منذ أربعة شهر، مما قد يشير إلى تقلص تأثير الخطط التحفيزية و خفض معدلات الضرائب. وفي ظل انتهاء فترة برنامج " تخريد السيارات " اليوم ، يبقى السؤال، هل ستشهد مبيعات السيارات الأمريكية انخفاض مماثل؟.

ومن المقرر اليوم في الفترة الأمريكية، صدور بيانات مبيعات التجزئة الكندية. وبالتطلع إلى بقية الأسبوع، سنترقب بيانات ثقة المستهلك الأمريكي يوم الثلاثاء، وبيانات طلبات السلع المعمرة و المنازل الجديدة و الناتج المحلي الإجمالي بالربع الثاني بالولايات المتحدة الأمريكية يوم الخميس. وماذا عن الممكلة المتحدة؟ جاءت القراءات الأولية للناتج المحلي الإجمالي محبطة في يوليو، ولكن هل سيتم مراجعة تلك القراءات إلى الأفضل يوم الخميس؟. ومن المحتمل أن تُزيل تلك القراءات واحدة من الضغوط السلبية على الجنيه الإسترليني، مما يوقظ المعنويات الإيجابية بأن الأسوأ قد مضى.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image