فشلت أسيا في مواصلة مكاسب وول استريت (تعليق السوق)

شهدت البيانات الاقتصادية بالأمس تأرجحا ما بين إيجابيا وسلبيا، وبالتالي تباينت تدفقات المخاطرة و نتيجة لذلك شهدت أسواق العملات تقلبا. حيث أظهرت البيانات خروج النرويج من مرحلة الكساد بالربع الثاني مع تحقيق معدل نمو قدره 0.3%، ليفوق التوقعات بـ -0.3%، و من قراءات الربع الأول عند -1%. مما أدى إلى ارتفاع الكرونا النرويجية، مع انخفاض زوج (اليورو/ كرونا) إلى أدنى مستوى منذ مارس، مما قد يدفع البنك النرويجي إلى التنافس مع البنك الاحتياطي الاسترالي ليكون على قائمة البنوك التي ستعمد إلى رفع معدل الفائدة، الأمر الذي أدى بدوره إلى رفع المعنويات الإيجابية في الفترة الأسيوية في أعقاب يوم آخر إيجابي للأسهم الصينية.

وبعد ذلك، صدرت أنباء قاتمة بالمملكة المتحدة عن دين القطاع العام بشهر يوليو ليتخطى كل التوقعات، ليصل الدين الحكومي إلى 8 مليار إسترليني مقابل 0.6 مليار المقدرة، ونتيجة لتلك البيانات تلقى الإسترليني ضربة موجعة، لم تستطع قراءة مبيعات التجزئة المستقرة أن تهدأ من روعته.

وفي الفترة الأمريكية، جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن، حيث ارتفعت إعانات البطالة الأمريكية بنحو 15 ألف لتصل إلى 576 ألف من 561 الأسبوع الماضي، في الوقت الذي جاء فيه إجمالي إعانات البطالة بأسوأ من المتوقع عند 6241 ألف من 6239 الأسبوع الماضي. وانخفضت الأزواج التقاطعية للين إلى أدنى المستويات بنطاق التداول.

أما على صعيد البيانات الإيجابية، فقد جاءت بيانات مبيعات الجملة الكندية و المخزونات بأفضل من المتوقع، ولكن ما دفع شهية المخاطرة بحدة هى قراءات مؤشر فيلادلفيا التصنيعي. حيث سجل المؤشر أول قراءة موجبة منذ سبتمبر 2008 في أغسطس، ليصل إلى 4.2% مقابل -3.3% المتوقعة، ومن القراءة السابقة عند -7.5، كما توافقت تلك القراءات مع قراءات مؤشر نيويورك التصنيعي الصادرة مسبقا. ومن الجيد مشاهدة ارتفاع الطلبات الجديدة و الشحنات إلى المنطقة الإيجابية، ولكن بشكل متوافق مع بيانات إعانات البطالة السابقة لايزال مكون التوظيف على الجانب السلبي، ولكنه يُظهر بعض التحسنات من يوليو -12.9 مقابل -25.3. هذا، وقد كانت الدفعة الأخيرة لارتفاع وول استريت من قبل تصريحات رئيس المجموعة المصرفية AIG والتي أعرب فيها عن نواياه بسداد أموال الحكومة. حيث انتعشت أسواق المال في أعقاب تلك التصريحات.

واليوم، نتساءل هل واصلت الفترة الأسيوية تلك المعنويات المنتعشة من وول استريت بالأمس؟، الإجابة لا. فنجد تعثر مؤشر نيكاي ببداية الجلسة ولكنه سرعان ما انتقل إلى المنطقة الحمراء مع تردد تعليقات حول ضعف قطاع السيارات. حيث تلقى قطاع السيارات ضربة من قبل تردد أنباء حول توقف برنامج " تخريد السيارات " يوم الاثنين، ومن ثم استمرار تلك النغمة لباقي الفترة الأسيوية.


أما عن البورصة الأسترالية فلم تأتي بأنباء جيدة، حيث يمكن النظر إلى انخفاض معدلات الإيجار على السفن خلال الثلاثة أيام الماضية كدليل على تباطؤ مشتريات الصين من الحديد الخام. علاوة على ذلك، حذرت وكالة موديز للتصنيف الائتماني من وقوع التصنيف الائتماني لأستراليا تحت ضغط نتيجة انخفاض العوائد الحكومية. كما تعثر القطاع المصرفي عقب إعلان ويستباك قائمة من المخاوف حول نمو القروض ومن ثم تباطؤ سوق الرهن العقاري. وبالتالي عانى الأسترالي كثيرا خلال الفترة الأسيوية.

ووسط حالة الصخب التي طغت على تداولات هذا الصباح ، جاءت أسهم شنغهاي لتواصل تراجعها، إلا أن التراجع هذه المرة لقى تجاهلاً من قبل الجميع . حيث ترددت أحاديث اليوم عن تخطيط الصين لتقييد متطلبات رأس المال بالبنوك، مما أدى إلى انخفاض الأزواج التقاطعية للين. هذا وقد أُرسلت لجنة التشريع المصرفية بالصين إلى البنوك يوم 19 أغسطس مسودة بالتغير المطلوب عمله، والذي يتطلب إزالة الديون الثانوية والمهجنة من رؤوس الأموال الإضافية. ولدى البنوك فرصة حتى 25 أغسطس لإبداء رأي بهذا الأمر.

وفي ظل خلو المفكرة الاقتصادية الأسيوية من البيانات الاقتصادية الهامة، تحكمت أسواق الأسهم الأسيوية في تحركات سوق العملات، على الرغم من عدم الالتفات اليوم إلى أسواق الأسهم الصينية. ومن المقرر أن يدلي برنانك اليوم بتصريحه في إطار مؤتمر جاكسون هول الاقتصادي حول " تبعيات الأزمة الاقتصادية خلال العام ". وإذا أخذنا في الاعتبار الحديث طويلا عن هذا الموضوع فهناك احتمال بعدم تقديم أي جديد ولكن يجب أن نتيقظ لأي شيء .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image