لماذا تراجع الدولار بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي وتصريحات باول؟

لماذا تراجع الدولار بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي وتصريحات باول؟
سعر الدولار USD

شهد الدولار الأمريكي تراجعا خلال تعاملات يوم الخميس، عقب قرار الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالليلة الماضية والتصريحات المتشائمة لمحافظ البنك جيروم باول بمؤتمر السياسة النقدية، مما دفع العملة الخضراء نحو مواصلة مسيرة خسائرها للجلسة السادسة على التوالي، وهي أطول سلسلة خسائر منذ نحو عام ونصف تقريبا.

وفي وقت مبكر من التعاملات، خلال الجلسة الجلسة الأسيوية، هبط الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته بأكثر من شهر ونصف، منذ يوم 3 فبراير الماضي، واقتربت خسائره خلال هذا الأسبوع ، حتى الآن ، من 2% تقريبا، وكان هذا بعدما تمكن الدولار من محو بعض خسائر التعاملات المبكرة.

كيف ساهم قرار الفيدرالي وتصريحات باول في إضعاف الدولار

قررت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتحة – لجنة صنع السياسة النقدية لدى الفيدرالي الأمريكي – الاكتفاء برفع أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس بعد نهاية اليوم الثاني من اجتماعها بالأمس، وقد جاء هذا بما يتوافق مع توقعات الأسواق بشكل كبير، مما لم يقد دعما يذكر إلى الدولار ، حيث كانت الأسواق قد سعرت القرار مسبقا بالفعل.

ولكن الأمر الذي زاد الضغوط الهبوطية على الدولار كان اللهجة المتشائمة للبيان الصادر عن الفيدرالي الأمريكي، والذي رغم رفعه لتوقعات التضخم عن الربع السابق، إلا أنه أبقى على توقعاته لمعدل الفائدة النهائي عند 5.1%، رغم إظهار معدلات التضخم مقاومة إزاء مجهودات البنك لخفضها.

وتشير تلك التوقعات الجديدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى أن لجنة صنع السياسة النقدية قد تقرر رفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس أخرى فقط هذا العام، خاصة بعد تصريحات البننك بأنه سينتظر ليقيّم الأثر التراكمي لقرارات رفع الفائدة على الاقتصاد، مما يعني أنه قد أصبح من غير المتبعد تعليقه لرفع الفائدة خلال الفترة القادمة.

ورغم تصريحات محافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بأن الاقتصاد قد لا يشهد ركودا هذا العام، إلا أن المخاوف إزاء الأوضاع الاقتصادية بالولايات المتحدة لا تزال مرتفعة، خاصة في ظل أزمات السيولة التي تعرضت لها البنوك الأمريكية خلال هذا الشهر، وما تبعها من انهيار للبنك السويسري العملاق كريدي سويس، قبل الاستحواذ عليه من قبل UBS، وهو ما عزز المخاوف حيال إمكانية تكرر الأزمة في بنوك أخرى بالولايات المتحدة.

وفغي الوقت الحالي يظل الدولار يواجه ضغوطا هبوطية قوية بفعل مخاوف الركود الاقتصادي بالولايات المتحدة وكذلك تزايد التوقعات بتكرر أزمة سيليكون فالي وبنك Signature، خاصة في الوقت الذي يراقب فيه المستثمرون عن كثب أحدث التطورات بشأن مشكلات السيولة التي يواجهها بنك First Republic بالفترة الأخيرة، والتي تنذر بشكل كبير باحتمالية تكرر سيناريو سيليكون فالي.

ومع ذلك، فقد أكد محافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول خلال المؤتمر الصحفي أمس على أن القطاع المصرفي بالولايات المتحدة قوي ومرن، ولكن تصريحات وزيرة الخزانة جانيت يلين في شهادتها أمام البرلمان أمس لم تساعد على تهدئة مخاوف الأسواق حيال الاضطرابات المحتملة لبنوك أخرى، حيث أكدت على أن الحكومة لن تقدم ضمانات على ودائع لبنوك غير مضمونة.

ومن ناحية أخرى، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية هامشيا خلال تعاملات اليوم أيضا بفعل تصريحات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أمس والمخاوف بشأن القطاع المصرفي بالولايات المتحدة، وهو ما زاد أيضا من الضغوط التي يتعرض لها الدولار اليوم.

بيان الفائدة الصادر عن الفيدرالي الأمريكي - مارس 2023

تغطية حية اليوم الثاني: شهادة محافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول​

جانيت يلين تدلي بشهادتها حيال أزمة البنوك أمام الكونجرس الأمريكي​

الدولار الآن

على صعيد التداولات، تراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – بنحو 0.19% ليسجل 102.36 نقطة.

أما بالنسبة لتداولاته بأزواج العملات، فقد ارتفع اليورو بواقع 0.15% مقابل الدولار، مسجلا 1.0870 دولارا، كما صعد الجنيه الاسترليني مقابل الدولار بنسبة 0.21% إلى 1.2287 دولارا.

وفي نفس الوقت، ومقابل الملاذات الآمنة، تراجع الدولار مقابل الين الياباني بنحو 0.08% ليصل إلى 131.40 ينكما تراجع الدولار مقابل الفرنك السويسري بنحو 0.10% ليسجل 0.9165 فرنك.

أما عن أدائه مقابل العملات السلعية، فقد ارتفع الدولار الاسترالي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 0.55% إلى 0.6719 دولار استرالي، كما صعد الدولار النيوزلندي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.84% إلى 0.6272 دولار نيوزلندي، وتراجع الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي بواقع 0.44% إلى 1.3670 دولار كندي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image