لماذا هبط الدولار بتداولات اليوم قبيل صدور البيانات الأمريكية المرتقبة؟

تراجع الدولار الأمريكي خلال تعاملات يوم الثلاثاء بشكل ملحوظ، مدفوعا بانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية؛ تزامنا مع صدور بيانات التضخم الأمريكية بوقت لاحق من اليوم.

وبالتطرق لتعاملات اليوم؛ نلاحظ بأن مؤشر الدولار الأمريكي، والذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلة مكونة من ست عملات، سجل انخفاضا كبيرا بحوالي 0.36% ليستقر قرب 102.97 نقطة.

وتتمثل أبرز أسباب انخفاض الدولار بتداولات اليوم فيما يلي:

1.تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية

قدم انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعض الضغوط لتداولات الدولار ؛ حيث سجل عائد سندات الولايات المتحدة لأجل 10 سنوات انخفاضا بنحو 0.88% تقريبا، كما تراجع عائد سندات الولايات المتحدة لأجل 20 سنة بما يقرب 0.81%، بما عزز إحجام المستثمرين عن شراء الدولار.

2.ترقب بيانات التضخم الأمريكية

تراقب الأسواق عن كثب صدور بيانات التضخم الأمريكية، أو ما يسمى بمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، والمزمع صدوره بوقت لاحق من اليوم، بما قد يؤثر بشكل بالغ على تداولات الدولار القادمة مقابل العملات الرئيسية الأخرى؛ حيث تتابع الأسواق بيانات التضخم لامكانية تحديد تحركات البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المحتملة خلال الفترة المقبلة فيما يتعلق بتشديد سياسته النقدية وما ينطوي على رفع الفائدة.

وهذا الأمر قد يؤثر على تحركات الدولار بشكل واضح سواء إيجابا، في حال تجاوز التضخم توقعات الأسواق بما يعني احتمالية رفع الفائدة بشكل أكبر ومن ثم ازدياد الطلب على الدولار ، والسيناريو المعاكس إذا ارتفع التضخم لمستوى أقل من توقعات الأسواق.

3.تنامي احتمالات تباطؤ التضخم على مستوى العالم

وكذلك، انخفض الدولار بتعاملات اليوم نظرا لتصاعد توقعات الأسواق حيال تباطؤ التضخم الأمريكي وهو ما قد يدفع الفيدرالي الأمريكي للتوقف عن رفع الفائدة، حيث رجّح عدد من البنوك الاستثمارية الكبرى تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة مقارنة بالمستويات المحققة مسبقا؛ بما يوفر بعض الزخم الهبوطي لتداولات الدولار ؛ بسبب تزايد احتمالات قرب توقف الفيدرالي الأمريكي عن نهجه التشديدي والذي اعتزمه الفيدرالي الأمريكي منذ العام الماضي سعيا لاحتواء التضخم المرتفع.

أبرز توقعات البنوك العالمية الكبرى لبيانات التضخم الأمريكية

4.التصريحات الأخيرة لصندوق النقد الدولي

يرجع انخفاض الدولار الأمريكي أيضا لتصريحات المدير العام لصندوق النقد الدولي بوقت سابق من هذا الأسبوع؛ حيث رجحت مسؤول المنظمة الدولية انتهاء دورة التشديد النقدي العالمية بحلول العام المقبل مدفوعا باحتمالية تراجع معدلات التضخم المرتفعة على مستوى العالم.

صندوق النقد الدولي: تفاؤل الأسواق المالية له مبررات قوية، أبرزها أمريكا!

توقعات بعض البنوك الاستثمارية الكبرى لتحركات الدولار المقبلة بعد صدور بيانات التضخم

أفاد اقتصاديو البنك الألماني كوميرز بتوقعاته الإيجابية حيال ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية؛ بالاستناد إلى أن البنك الفيدرالي الأمريكي لن ينتهج سياسة أقل تقييدا في الوقت الحالي؛ بجانب قوة سوق العمل الأمريكي.

كما أوضح خبراء البنك الماليزي OCBC، بأنه من المتوقع أن تقدم بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، بعض المؤشرات حول تحركات الدولار الأمريكي المقبلة على المدى القريب، فإذا أظهرت البيانات تباطؤ التضخم حتى لو كان بشكل مؤقت؛ فقد يحظى الدولار الأمريكي بمزيد من الدعم بفعل الضعف المحتمل لشهية المخاطرة.

أحد البنوك: إذا ترسخ التضخم في الولايات المتحدة، ماذا سيحدث للدولار؟

ومع ذلك، إذا تم إثبات أن التضخم قد ترسخ في الولايات المتحدة بدلا من أن ينخفض بشكل متوافق إلى حد كبير مع توقعات الفيدرالي الأمريكي بشأن التضخم؛ فإن ذلك قد يؤدي لضعف الدولار الأمريكي بشكل واضح.