الجنيه الاسترليني يهبط ويتصدر الخسائر بسوق العملات ، فما السبب؟

شهد افتتاح الجلسة الأمريكية لسوق العملات العالمي ليوم الثلاثاء خسائرا لأربعة من العملات الرئيسية الأربعة المتداولة في السوق.

وجاء الجنيه الاسترليني على رأس العملات الخاسرة، تلاه بفارق بسيط اليورو بالمركز الثاني، ليأتي بعدهما الدولار الأمريكي كثالث العملات الخاسرة، وأخيرا الدولار النيوزلندي الذي تكبد أقل الخسائر بين العملات الأربعة.

وتراوح حجم خسائر العملات الأربعة ما بين 0.83% و 2.92%، وفيما يلي توضيحا لأبرز العوامل التي دفعت كل عملة نحو تكبد الخسائر:

الجنيه الاسترليني الأعلى خسارة بين العملات

افتتح الجنيه الاسترليني الجلسة الأمريكية لسوق العملات اليوم على تراجع حاد، دفعه نحو أدني مستوياته في شهر أمام الدولار الأمريكي، وتراجعت العملة البريطانية بواقع 2.92% مقابل العملات الرئيسية الأخرى في مستهل الجلسة.

وجاء هذا نتيجة عمليات البيع التي تعرض لها الاسترليني على خلفية اللهجة الأقل تشددا لبنك إنجلترا باجتماعه الأخير بالأسبوع الماضي، وهو ما دفع المستثمرين نحو بيع العملة البريطانية، خاصة في ظل استمرار الضغوط التضخمية القوية بالبلاد.

وصرح عضو بنك إنجلترا هوو بيل صباح اليوم بأن مخاطر ترسخ التضخم المرتفع في بريطانيا تفوقها في منطقة اليورو، وأكد على أن بنك إنجلترا على استعداد لفعل المزيد لخفض التضخم، ولكنه حذر للغاية حتى لا يتسبب التأثير المتأخر لقرارات رفع الفائدة السابقة بصدمة للاقتصاد البريطاني.

هذا كما أوضح أنه يتوقع تراجع التضخم بشكل كبير نتيجة للتحسن في جانب الطلب، ويستمر الجنيه الاسترليني بالتعرض لضغوط هبوطية بالوقت الحالي وسط ترقب المستثمرين صدور بيانات النمو يوم الجمعة المقبل.

اليورو ثاني العملات تكبدا للخسائر

بفارق ليس بكبير، افتتحت العملة الموحدة للاتحاد الأوروبي جلسة سوق العملات الأمريكية متراجعة أيضا مقابل نظائرها من العملات الرئيسية الأخرى، حيث انخفض اليورو بنحو 2.87%.

وجاء هذا التراجع الحاد لليورو نتيجة البيانات السلبية للغاية التي صدرت في ألمانيا صباح اليوم، والتي أوضحت انكماش الإنتاج الصناعي للبلاد بشكل حاد فاق توقعات الأسواق، وهو أسوأ انكماش يشهده المؤشر منذ مايو الماضي، مما عزز مخاوف المستثمرين من ركود أكبر اقتصادات منطقة اليورو، وأدى لتراجع العملة بشكل كبير بتعاملات اليوم.

الدولار الأمريكي ثالث العملات الخاسرة

رغم الزعم الصعودي الكبير الذي شهده الدولار الأمريكي منذ يوم الجمعة الماضي، نتيجة بيانات سوق العمل الأمريكي القوية للغاية والتي فاقت التوقعات، إلا أن العملة الخضراء قد تراجعت بواقع 1.17% مقابل العملات الرئيسية الأخرى في مستهل الجلسة الأمريكية اليوم.

وجاء هذا مدفوعا بحذر المستثمرين وسط ترقبهم لخطاب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بوقت لاحق من اليوم، والذي قد يعطي المزيد من الإشارات حول توجها البنك باجتماعاته المقبلة.

وكانت أغلب خسائر الدولار الأمريكي مقابل نظيره الاسترالي الذي استفاد بشكل كبير من رفع بنك الاحتياطي الاسترالي أسعار الفائدة اليوم، هذا بجانب الخسائر الكبيرة التي تكبدها الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بعدما أعلن وزير مالية اليابان سوزوكي صباح اليوم بأن بنك اليابان قد تدخل بالفعل لدعم الين في سوق العملات العام الماضي، مما دفع زوج الدولار ين نحو الهيوط بشكل واضح.

الدولار النيوزلندي أقل العملات خسارة

تأثر الدولار النيوزلندي بشكل واضح من تراجع شهية المخاطرة اليوم في سوق العملات، فضلا عن نقص البيانات الاقتصادية ذات الصلة، وهو ما أدى لخسائر واضحة للدولار النيوزلندي مقابل العملات الرئيسية، بلغت نحو 0.83%.