العزوف عن المخاطرة يطيح بالنيوزلندي ولكن الاسترالي يتصدر الأرباح، فما السبب؟

شهد افتتاح الجلسة الأمريكية لسوق العملات العالمي يوم الأربعاء خسائرا لستة من العملات الرئيسية الثمانية المتداولة بالسوق، في حين تمكنت عملتين فقط من تحقيق الأرباح، في ظل تراجع شهية المخاطرة بالسوق.

وعلى صعيد الخسائر، تصدر الدولار النيوزلندي خسائر العملات ، في حين كان اليورو ثاني الخاسرين، ليأتي بعد ذلك الجنيه الاسترليني بالمركز الثالث، ثم الدولار الكندي بالمركز الرابع، والدولار الأمريكي بالمركز الخامس، وأخيرا، جاء الفرنك السويسري بالمركز الأخير.

أما عن العملات الرابحة، فقد جاء الدولار الاسترالي على رأس القائمة، تلاه بعد ذلك، بفارق بسيط، الين الياباني.

وبالنسبة لحجم الخسائر والأرباح، فقد تراوحت ما بين 0.07% و 3.30%، وفيما يلي أبرز العوامل التي دفعت كل عملة نحو تكبد الخسائر أو تحقيق الأرباح:

الدولار الاسترالي يتصدر أرباح سوق العملات

افتتحت العملة الاسترالية جلسة سوق العملات الأمريكية محققة القدر الأكبر من الأرباح، حيث ارتفعت بنحو 3.22% مقابل العملات الرئيسية الأخرى.

وجاءت تلك الأرباح، رغم ميل المستثمرين نحو العزوف عن المخاطرة بتعاملات اليوم، مدفوعة ببيانات التضخم الصادرة في أستراليا صباح اليوم، والتي أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بقوة وبما يفوق توقعات الأسواق للشهر الثاني على التوالي خلال ديسمبر الماضي.

وأدى هذا لتعزيز التوقعات بأن بنك الاحتياطي الاسترالي قد يتجه لزيادة وتيرة رفع الفائدة خلال الاجتماع المقبل، بعد أن استمر برفعها بواقع 25 نقطة أساس للاجتماعات الثلاث الماضية.

الين الياباني ثاني العملات الرابحة

بفارق ضئيل عن الدولار الاسترالي، افتتح الين الياباني جلسة سوق العملات الأمريكية اليوم، محققا ثاني أكبر الأرباح، وارتفع بنحو 3.15% أمام نظائره من العملات الرئيسية الأخرى، خلاف العملة الاسترالية.

وجاءت تلك الأرباح مدفوعة بالعزوف الواضح للمستثمرين عن المخاطرة بسوق العملات اليوم، وتحولهم نحو زيادة حيازاتهم من الملاذات الآمنة.

الدولار النيوزلندي الأعلى خسارة بين العملات

كان الدولار النيوزلندي الأكثر تضررا بين العملات الثمانية من تراجع شهية المخاطرة اليوم، حيث تعرض لعمليات بيع لحساب العملات التي تعد أكثر أمانا.

وأوضحت البيانات الصادرة بوقت متأخر من مساء أمس تسجيل الناتج المحلي الإجمال لنيوزلندا نموا أعلى من المتوقع خلال الربع الرابع لعام 2022، ولكن النمو جاء أقل من التوقعات.

اليورو ثاني العملات خسارة

جاءت خسائر اليورو في سوق العملات اليوم مدفوعة بالتراجع الذي شهدته عوائد السندات الأوروبية، والذي وضع ضغوطا على العملة الموحدة للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي صرحت فيه ألمانيا رسميا بأنها قد أرسلت دبابات من نوعية ليوبارد المتطورة إلى أوكرانيا، بجانب الإمدادات الأمريكية.

وتراجع اليورو بنحو 1.35% مقابل العملات الأخرى، خلال الدولار النيوزلندي، وسط تزايد المخاوف من تفاقم الأوضاع الجيوسياسية في الوقت الذي تواجه فيه اقتصادات الكتلة مخاطر عديدة.

الجنيه الاسترليني ثالث العملات الخاسرة

جاء الجنيه الاسترليني كثالث الخاسرين في مستهل جلسة سوق العملات الأمريكية اليوم، حيث افتتح الجلسة متراجعا بنحو 1.06% أمام باقي العملات الرئيسية.

وكانت الخسائر مدفوعة بشكل أساسي بالتصريحات المبكرة عن مكتب الميزانية العمومية بالمملكة المتحدة اليوم، والذي صرح بأن تقديرات وزارة الخزانة البريطانية للنمو مبالغ فيها على المدى المتوسط، وهو ما غذى مخاوف المستثمرين من الركود المحتمل للاقتصاد البريطاني، ودفع الاسترليني نحو تكبد الأرباح.

الدولار الكندي رابع العملات تكبدا للخسائر

شهد الدولار الكندي خسائرا طفيفة خلال تعاملات اليوم، وتراجع بنحو 0.38% أمام العملات الأخرى، مع ترقب المستثمرين صدور قرار الفائدة لبنك كندا اليوم، وتضررت العملة من الخسائر التي شهدتها أسعار خام برنت أمس، حيث تعد كندا من كبار مصدريه.

الدولار الأمريكي خامس العملات خسارة

شهد الدولار خسائر هامشية خلال تعاملات جلسة سوق العملات الأسيوية صباحا، ولكنه استفاد من وفرة السيولة خلال التعاملات المبكرة، ولكن خسائره كانت محدودة جراء تراجع اليورو والنيوزلندي وكذلك الاسترليني، وافتتح الجلسة الأمريكية على تراجع 0.21%.

الفرنك السويسري يذيل العملات الخاسرة

رغم عمليات البيع الأخيرة التي تعرض لها الفرنك، إلا أن خسائره كانت محدودة اليوم، حيث انخفض بنسبة 0.07% فقط مقابل العملات الرئيسية الأخرى.

وكان هذا نتيجة لتراجع شهية المخاطرة بشكل حاد في سوق العملات ، فضلا عن تصريحات نائب محافظ البنك الوطني السويسري بأن التضخم المرتفع لا يزال صامدا ويسجل مستويات مرتفعة في سويسرا، رغم التراجع الأخير الذي شهده مؤشر أسعار المستهلكين.