الدولار يشهد جلسة متذبذبة ويحوم حول مستوى 102.00 نقطة، فما السبب؟

الدولار يشهد جلسة متذبذبة ويحوم حول مستوى 102.00 نقطة، فما السبب؟
الدولار الأمريكي

شهد الدولار الأمريكي جلسة متذبذبة خلال تعاملات يوم الثلاثاء، حيث استمر بالتداول حول مستوى 102 نقطة، بعدما تعافى من خسائره بالتعاملات المبكرة خلال الفترة الأسيوية، مع ترقب المستثمرين صدور بيانات مؤشرات مديري المشتريات للقطاعين التصنيعي والخدمي بالولايات المتحدة، والمزيد من البيانات الهامة هذا الأسبوع، قبل اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.

أبرز العوامل التي أثرت على تحركات الدولار اليوم

شهد الدولار بداية ضعيفة لتعاملات اليوم خلال الفترة الأسيوية المبكرة، حيث أدى نقص السيولة، جنبا إلى جنب مع عطلة السنة القمرية في الصين، والممتدة حتى نهاية هذا الأسبوع، إلى تراجع مؤشر الدولار الأمريكي دون مستوى 102.00 نقطة، والذي حافظ الدولار على التداول دونه خلال جزء كبير من تعاملات أمس.

ويمر الدولار حاليا بفترة من عدم اليقين، دفعته للكفاح من أجل الحفاظ على التداول حول مستوى 102.00، وسط تزايد مخاوف المستثمرين من ركود الاقتصاد الأمريكي وهو ما تسبب بضغوط هبوطية على الدولار، ولكن تظل، على الجانب الآخر، المخاوف من كبرى اقتصادات أوروبا تقدم بعض الدعم لللعملة الخضراء، وهو ما مكن الدولار من الصمود عند هذا المستوى.

ومع انتهاء تصريحات أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع الماضي، ترقبا لاجتماع لجنة السياسة النقدية للبنك – اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة – الاسبوع المقبل، ينتظر المستثمرون المزيد من الإشارات للمضي قدما، مع ترقب صدور بعض البيانات الاقتصادية الهامة بالولايات المتحدة، والتي من شأنها التأثير على تحركات الدولار هذا الأسبوع.

ومن المقرر صدور بيانات مؤشرات مديري المشتريات للقطاعين التصنيعي والخدمي بالولايات المتحدة، والتي ستعكس النشاط بالقطاعين خلال شهر يناير الجاري، وقد تتمكن تلك البيانات من تقديم بعض الزخم الصعودي لمؤشر الدولار إذا جاءت إيجابية، حيث قد تقلل من تأثير البيانات السلبية للغاية التي سجلتها الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، ولكنها أيضا قد تدفع الدولار نحو الهبوط دون مستوى 101.00 في حال جاءت سلبية للغاية، حيث أنها قد تدعم حينها سيناريو الركود.

وفي نفس الوقت، يترقب المستثمرون أيضا صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة يوم الخميس، والذي سيعكس الأداء الفعلي للاقتصاد الأمريكي، فضلا عن مؤشر اللإنفاق الاستهلاكي الشخصي، والذي من المقرر صدوره يوم الجمعة، وسيؤثر المؤشران، على الأرجح، بشكل كبير على تداولات الدولار أيضا.

من ناحية أخرى، استمرت تصريحات أعضاء المركزي الأوروبي الأكثر تشددا من تلك الصادرة عن أعضاء الفيدرالي الامريكي الاسبوع الماضي بالتأثير على تحركات الدولار اليوم أيضا، حيث تشير توقعات الأسواق الآن إلى أن الفيدرالي الأمريكي قد يكتفي برفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس فقط باجتماعه المقبل، خاصة بعد دعوات عدد من أعضاء الفيدرالي، ولكن تظل هناك أيضا بعض التوقعات بأن البنك قد يرفعها بنفس الوتيرة السابقة بواقع 50 نقطة أساس.

سيتي بنك يخفض توقعاته لوتيرة رفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة

عضو الفيدرالي الأمريكي: أتوقع أننا في المجمل سنرفع الفائدة بهذا القدر!

وتأتي تلك التوقعات بشأن قرار الفيدرالي الأمريكي، في الوقت الذي يدعو فيه أغلب أعضاء المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة بواقع 50 نقطة أساس لخفض التضخم، الذي لا يزال مرتفع للغاية، وأعلى معدلات البنك بشكل كبير، وهو ما قدم دعما لليورو، ودفعه للصعود إلى أعلى مستوياته في 9 أشهر بوقت مبكر من التعاملات خلال الفترة الأسيوية.

ولكن رغم ذلك، فقد اليورو زخمه الصعودي مع تقدم الجلسة وافتتاح الجلسة الأوروبية لسوق العملات، حيث ألقت بيانات مؤشرات مديري المشتريات المتباينة للقطاعين الخدمي والتصنيعي بفرنسا وألمانيا بظلالها على أداء اليورو، وعززت عدم اليقين لدى المستثمرين، مما عرض اليورو لعمليات بيع مقابل الدولار ، خاصة مع توجه المستثمرين نحو بيع العملة الأوروبية لجني الأرباح، بعد وصول اليورو لهذا المستوى المرتفع.

عاجل: مؤشرات PMI في بريطانيا تظهر تدهور القطاع الخدمي وتحسن التصنيعي

عاجل - نمو مؤشر PMI التصنيعي في ألمانيا للمرة الأولى منذ 6 أشهر

وتزامنا مع ذلك، لم يتمكن الدولار من أن يحظى ببعض الدعم من سندات الخزانة الأمريكية، حيث شهدت عوائد السندات تراجعا خلال تعاملات اليوم، إثر مخاوف الركود المتزايدة، وهو ما ألقى بظلاله على أرباح الدولار.

الدولار الآن

على صعيد التداولات، ارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الامريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى - بشكل طفيف، بنحو 0.06% ليستقر تقريبا عند مستوى 102.084 نقطة.

أما عن تداولاته بأزواج العملات، فقد استقر اليورو مقابل الدولار عند 1.0864 دولارا، في حين تراجع الدولار مقابل الين الياباني بنحو 0.30% ليسجل 130.29 ين، بينما انخفض الجنيه الاسترليني مقابل الدولار بنحو 0.68% ليصل إلى 1.2295 دولارا، بعد البيانات السلبية لمؤشر مديري المشتريات للقطاع التصنيعي.

هذا في حين استقر الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي عند 1.3361 دولارا كنديا، بينما تراجع الدولار الاسترالي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.20% إلى 0.7015 دولارا أمريكيا، وتمكن الدولار الأمريكي من الارتفاع أمام الفرنك السويسري بنحو 0.28% مسجلا 0.9247 فرنك.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image