الدولار الأمريكي بأدنى مستوياته منذ يونيو .. وتوقعات بمزيد من التراجع

الدولار الأمريكي بأدنى مستوياته منذ يونيو .. وتوقعات بمزيد من التراجع
الدولار الأمريكي

استمر الدولار الأمريكي بتعميق خسائره خلال تعاملات يوم الخميس، حيث حافظ على تداوله قرب أدنى مستوياته منذ يونيو الماضي، والتي وصل إليها أمس، بعد صدور بعض البيانات الاقتصادية السلبية بالولايات المتحدة، فضلا عن استمرار اليورو والاسترليني بتوسيع أرباحهما، وبدء تعافي الين الياباني من خسائر أمس.

تأثير بيانات مبيعات التجزئة وأسعار المنتجين على الدولار

أوضحت البيانات الصادرة بالولايات المتحدة أمس الأربعاء تراجع مبيعات التجزئة – التي تعد أحد مقاييس النشاط الاقتصادي – قد تراجعت خلال ديسمبر الماضي بأكبر وتيرة لها منذ عام، في نفس الوقت الذي شهد فيه الإنتاج الصناعي أكبر نسبة تراجع في نحو عامين، وانكمش فيه أيضا مؤشر أسعار المنتجين بأكبر وتيرة منذ أغسطس الماضي.

وأدت تلك البيانات إلى إثارة مخاوف العديد من المستثمرين من أن أكبر اقتصاد بالعالم أصبح يتجه بالفعل نحو الركود، خاصة في ظل التباطؤ الذي شهده سوق العمل الأمريكي خلال الفترة الأخيرة، والذي أوضح أن قرارات رفع الفائدة السابقة للفيدرالي الأمريكي قد بدأت آثارها بالظهور بشكل كبير على اقتصاد البلاد.

وعززت تلك البيانات والتوقعات المتشائمة للاقتصاد الأمريكي التوقعات بأن البنك المركزي للولايات المتحدة قد يتجه إلى إبطاء وتيرة التشديد النقدي، والاكتفاء برفع أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس باجتماعه القادم.

وبناءا على هذا، فقد تسبب توقعات إبطاء وتيرة التشديد النقدي، بجانب مخاوف الركود إلى تعرض الدولار لعمليات بيع واسعة النطاق، دفعته للتراجع أمس إلى أدنى مستوياته منذ يونيو الماضي، ورغم التعافي الطفيف الذي شهدته العملة الأمريكية أمس، إلا أن الدولار استمر اليوم أيضا بالتداول قرب هذا المستوى.

تصريحات أعضاء الفيدرالي تضغط على الدولار

بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة وأسعار المنتجين، أدلى بعض أعضاء الفيدرالي الأمريكي بعدة تعليقات حول توقعاتهم بشأن الاقتصاد الأمريكي، وكذلك حجم خطوة الفيدرالي الأمريكي المقبلة، وهو ما كان له تأثيرا أيضا على تداولات الدولار اليوم.

واتجهت توقعات أغلب الأعضاء المعلقين إلى أن البنك المركزي قد يتجه لإبطاء وتيرة التشديد النقدي، وتوقعت عضو البنك بولاية دالاس أن الفيدرالي قد يتجه لاتخاذ خطوات أبطأ ورفع الفائدة النهائية لمستوى أعلى، وكان للتصريحات بشأن إبطاء وتيرة رفع الفائدة تأثيرا سلبيا على الدولار.

على الجانب الآخر، دعا عضو الفيدرالي بولارد إلى رفع الفائدة بواقع 50 نقطة أساس وسرعة الوصول للمعدل النهائي، وهو ما قدم بعض الدعم إلى الدولار ، وإن كان دعما بسيطا، هذا فضلا عن الدعم الذي تلقاه الدولار جراء الدعوات للوصول إلى معدل نهائي أعلى لأسعار الفائدة.

عوائد سندات الخزانة تقدم بعض الدعم إلى الدولار

شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعض التعافي بتعاملات اليوم، مع إقبال بعض المستثمرين عليها كملاذ آمن، للتحوط ضد الركود الاقتصادي المحتمل، وهو ما قدم بعض الدعم إلى الدولار ، وحد من تراجعه بشكل حاد.

الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى

فضلا عن تلك الضغوط، تعرض الدولار أيضا لبعض الضغوط الهبوطية مقابل العملات الرئيسية الأخرى، حيث شهد خسائرا مقابل اليورو، تزامنا مع تصريحات محافظ المركزي الأوروبي كريستين لاجارد.

وأفادت لاجارد بأن اقتصاد منطقة اليورو قد يشهد انكماشا طفيفا فقط، وبأن البيانات الاقتصادية قد أصبحت أكثر إيجابية، في الوقت الذي تتوقع فيه الأسواق استمرار البنك برفع الفائدة بوتيرة كبيرة لاحتواء التضخم.

أما عن تداولاته مقابل الين الياباني، فقد تعرض زوج الدولار ين لعمليات بيعية كثيفة بعد المراكز المرتفعة التي وصل إليها أمس، وهو ما زاد من خسائر الدولار اليوم.

وأمام الجنيه الاسترليني، شهد الدولار أيضا بعض الخسائر اليوم، مع اتجاه العملة البريطانية لتوسيع أرباحها مع التوقعات بأن بنك إنجلترا قد يرفع الفائدة بوتيرة قوية باجتماعه المقبل، بعد التراجع الطفيف الذي شهده معدل التضخم خلال ديسمبر.

الدولار الآن

على صعيد التداولات، تراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – بنحو 0.20% ليسجل 102.208 نقطة.

أما عن تحركاته أمام العملات، ارتفع اليورو مقابل الدولار بنحو 0.24% مسجلا 1.0820 دولارا، بعدما ارتفع أمس لأعلى مستوياته أمام العملة الأمريكية منذ أبريل الماضي.

وفي نفس الوقت، استقر الجنيه الاسترليني مقابل الدولار عند مستوى 1.2349 دولارا، بعدما صعد أمس لأعلى مستوياته منذ منتصف ديسمبر، قبل موجة خسائره الأخيرة.

وأمام الين الياباني، تراجع الدولار بنسبة 0.28% إلى مستوى 128.54 ين، ليمحو بذلك الين خسائر الجلسة السابقة مقابل الدولار ، والتي تكبدها عقب صدور قرار الفائدة لبنك اليابان.

توقعات المحللين لتحركات الدولار

يتوقع بنك MUFG الاستثماري الياباني أن البيانات الاقتصادية تدعم بشدة اقتراب الاحتياطي الفيدرالي من نهاية دورة التشديد النقدي، وبالتالي فإنه يدعم التوقعات بهبوط أكثر في الدولار خلال الفترة المقبلة، ولكن البنك قد أوضح أيضا بأنه لا يتوقع أن ينخفض الدولار كثيرا، نظرا لأنه يعد أصلا آمنا في أوقات التقلبات الاقتصادية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image