الدولار يتعافى بتعاملات اليوم، فما السبب؟

شهد الدولار الأمريكي بعض التعافي من خسائره أمس خلال آخر جلسات الأسبوع يوم الجمعة ، بعدما تراجع بالتعاملات المبكرة إلى أدنى مستوياته منذ يونيو الماضي إثر الخسائر التي تكبدتها بالجلسة الماضية جراء صدور بيانات التضخم الأمريكية، ولكن تلك الأرباح لن تكون كافية، على الأرجح، لمحو الخسائر التي تكبدها الدولار هذا الأسبوع.
وكان الدولار قد شهد خسائرا كبيرة منذ بدء تداولات الأسبوع، نتيجة لعدة عوامل كان أبرزها صدور بيانات التضخم الأمريكية والارتفاع الحاد للين الياباني والتعافي الذي شهده اليورو هذا الأسبوع، ونتيجة لذلك، تراجع الدولار بقوة متكبدا خسائر بنسبة 1.7% تقريبا منذ بدء أولى جلسات الأسبوع وحتى الآن.
الدولار بعد بيانات التضخم الأمريكية
كانت بيانات التضخم الأمريكية، الصادرة أمس عن شهر ديسمبر الماضي، قد أظهرت تباطؤ مؤشر أسعار المستهلك بالولايات المتحدة عن قراءته السابقة، حيث سجل نموا بنحو 6.5%، انخفاضا من 7.1% التي سجلها بشهر نوفمبر.
وأكدت تلك البيانات، التي أظهرت تراجعا للشهر الثالث على التوالي، أن قرارات رفع الفائدة التي اتخذتها اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قد أثرت بشكل فعال على التضخم بالبلاد، ووضعته على المسار الصحيح للتراجع نحو أهداف الفيدرالي الأمريكي البالغة 2%.
وعززت البيانات توقعات المستثمرين بأن البنك المركزي قد يتجه لخفض وتيرة تشديده للسياسة النقدية باجتماعه المقبل في بداية فبراير، وأنه قد لا يصل بأسعار الفائدة النهائية إلى مستوى 5% الذي كانت تتوقعه الأسواق.
وكنتيجة لذلك، شهد الدولار الأمريكي عمليات بيع واسعة النطاق، دفعته للتراجع بقوة خلال تعاملات أمس، وافتتح تعاملات اليوم مستقرا بالتعاملات المبكرة، ولكنه لم يلبث إلا أن استكمل تعميق خسائره على مدار التعاملات.
تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على الدولار
غذت تصريحات عدد من أعضاء الفيدرالي الأمريكي الأقل تشددا مساء أمس ، والتي جاءت تعليقا على البيانات، هذه التوقعات، حيث دعى بعضهم إلى الاكتفاء برفع الفائدة خلال الاجتماع المقبل بواقع 25 نقطة أساس فقط، وهو ما تسبب بضغوط هبوطية على الدولار.
ومن ناحية أخرى، فقد دعى الأعضاء الأكثر تشددا، وعلى رأسهم جيمس بولارد إلى رفع الفائدة بما يتجاوز 5%، للتأكد من أن التضخم سينخفض بشكل نهائي، كما دعا أيضا إلى الوصول لمعدل الفائدة النهائي بوتيرة سريعة، وأدت تصريحات بولارد إلى تقديم بعض الدعم إلى الدولار ، خاصة بالنسبة لثيران الدولار.
عضو الفيدرالي الأمريكي: ليس هناك داع لرفع الفائدة بقوة هذا العام
عضو الفيدرالي الأمريكي: يجب أن يعتمد قرارنا القادم على تحركات الأجور
الدولار وسندات الخزانة الأمريكية
شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية تعافيا واضحا خلال تعاملات اليوم، بعد الخسائر التي تكبدتها على مدار الجلسات السابقة، مما قدم دعما كبيرا للدولار ، دفعه للصمود أمام الضغوطات الهبوطية.
الدولار الأمريكي والين الياباني
أثارت التقارير الإخبارية الصادرة أمس عن اعتزام بنك اليابان عرض ومناقشة التداعيات السلبية لسياسته النقدية التيسيرية باجتماعه الأسبوع القادم عمليات بيع كبيرة لزوج الدولار ين، مع زيادة إقبال المستثمرين على زيادة حيازاتهم من الين.
وخلال تعاملات اليوم، وصل زوج اليورو دولار إلى أدنى مستوياته منذ أوائل يونيو من العام الماضي، ليتراجع هذا الأسبوع فقط بنحو 2.64%، حتى الآن، مما وضع حدا لأرباح الدولار.
الدولار الأمريكي واليورو
ارتفع زوج اليورو دولار إلى أعلى مستوياته في تسعة أشهر خلال تعاملات جلسة أمس عقب صدور بيانات التضخم، منذ أبريل الماضي، بعدما استفادت العملة الموحدة للاتحاد الأوروبي من تزايد التوقعات بأن اقتصاد منطقة اليورو قد يتجنب الركود هذا العام، ولكن اليورو تخلى عن بعض تلك الأرباح مقابل الدولار ، وسط عمليات جني الأرباح من المراكز المرتفعة التي حققها أمس.
الدولار الآن
ارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – بنسبة 0.20% ليسجل 102.42 نقطة.
وفي نفس الوقت، تراجع الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 0.43% ليسجل 128.69 ين، في حين تراجع اليورو أمام الدولار بنحو 0.36% إلى 1.0814 دولارا، وكذلك تراجع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار بنسبة 0.21% إلى 1.2184 دولارا.
هذا وقد استقر الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي عند مستوى 1.3373 دولارا كنديا، بينما ارتفع الدولار مقابل الفرنك السويسري بنحو 0.20% إلى 0.9295 فرنك.