الاسترليني يتراجع و الدولار و الين يرتفعان ( تقرير الفترة الأمريكية)

الاسترليني يتراجع في ظل انخفاض مؤشر أسعار المنازل بالمملكة المتحدة و الدولار و الين يقوما بجنى الأرباح في ظل توقعات النمو المتدهورة


نقاط الحوار :

• الين الياباني : يجد دعماً في ظل موجة الإحجام عن المخاطرة و قراءة الناتج المحلي الإجمالي الياباني الإيجابية غير المؤثرة.
• الاسترليني : تراجع أسعار المنازل بالمملكة المتحدة إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر .
• اليورو: ميزان التجارة و ارتفاع في معدل الفائض التجاري في ضوء ارتفاع الصادرات
• الدولار الأمريكي : و مؤشر نيويورك التصنيعي على وشك الإصدار.

جاءت كلاً من القراءة المتدهورة لمؤشر أسعار المنازل ، و تفاقم التخوفات حيال النمو العالمي و التوسع في برنامج التسهيل النقدي لتضع مزيداً من الضغوط على كاهل الاسترليني حيث سجل تقرير أسعار المنازل البريطانية تراجع بواقع 2.2% ليسجل المؤشر بذلك أكبر تراجع له في ثمانية أشهر .فالبيانات التي صدرت مبكراً لهذا اليوم تضيف المزيد من الاوضاع القاتمة للبلاد و التي بدأت عندما أعلن البنك المركزي الإنجليزي عن قيامه بتزويد برنامج شراء الأصول بنحو 50 مليار استرليني . هذا و قد قام الزوج ( استرليني /دولار) بكسر منطقة الدعم دون المستوى 1.6458 وهو المتوسط الحسابي البسيط للزوج في 50 يوم ، منذ مارس الماضي . و من ثم، فقد يشهد الزوج اختبار للمستوى 1.6000 حيث من سيجد الزوج مستوى دعم فيبوناتشي عند المستوى 1.6034 أى بامتداد نسبته 38.2% لموجة من 1.4395 إلى 1.7044.

أما عن اليورو فقد شهد المزيد من الخسائر منذ يوم الجمعة الماضي و ذلك على الرغم من القراءة المشجعة الصادرة عن تقرير ميزان التجارة لمنطقة اليورو . حيث سجل فائضاً تجارياً بواقع 4.6 مليار يورو مقابل 1.9 مليار يورو في ظل معدل الصادرات و الذي ارتفع بواقع 7.5 مليار يورو . و على الرغم من ذلك ، إلا أن القراءة الموسمية المراجعة جاءت لتخالف التوقعات لتسجل 1.0 مليار يورو مقابل التوقعات التي سجلت 1.3مليار، مما يخفض بدوره من توقعات النمو المستقبلية .هذا و لا تزال العملة الموحدة ( اليورو ) تشهد خسائر بسبب تراجع شهية المخاطرة في ظل أسواق الأسهم العالمية التي تشهد ضغوطاً كبيراً و بالتالي فقد يواصل اليورو نزيفه لهذا اليوم . و عن ارتفاع معدل الصادرات فنجد أنه يؤكد على أن اقتصاد المنطقة يمضي قدما في الخروج الفعلي من مستنقع الركود الاقتصادي كما شهدنا في قراءات الربع الثاني من السنة المالية و معدلات النمو المرتفعة التي شهدتها اثنين من أكبر اقتصاديات منطقة اليورو و هما فرنسا و ألمانيا . و مع ذلك فإن هناك بعض الاقتصاديات مثل إسبانيا و بعض الدول الصغيرة النامية قد تحد من مسيرة النمو على وجه العموم بالنسبة للمنطقة .هذا و قد قام الزوج ( يورو /دولار) بكسر مستوى الدعم الأساسي عند النقطة 1.4088 و بالتالي فإن هذا قد يسمح للزوج باختبار المستوى 1.4000.

كما هبطت أسواق الأسهم الأسيوية في بداية اليوم بنحو 3% على الرغم من ظهور البيانات اليابانية والتي أوضحت أن الاقتصاد الياباني قد أشرف على وضع نهاية للكساد الاقتصادي. حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الياباني لأول مرة في غضون خمسة أرباع، ولكنه أخفق التوقعات بـ 1% ليسجل 0.9%، حيث هبط الطلب المحلي بنحو 0.7%. ويرجع السبب الرئيسي وراء هذا النمو هو الانفاق الحكومي، وعلى الرغم من ذلك، تنتاب الأسواق مخاوف من عدم حيث تنتاب الأسواق مخاوف من عدم استدامة الانتعاش الاقتصادي طالما لم يخرج سوق العمالة من دائرة التدهور، ولم ينتعش الطلب الاستهلاكي.

هذا و قد واصل الدولار الأمريكي مسيرة ارتفاعه خلال ليلة الأمس في ظل تفاقم التخوفات حيال نمو الصين مما أضاف المزيد من حالة التشاؤم التي اعترت الأسواق و خصوصاً في أعقاب صدور قراءة مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي المخيبة للأمال. و بالتالي فمن المرجح ألا يعود الاقتصاد إلى مستوياته السابقة للركود و أن تصبح فرصة الانتعاش الاقتصادي محدودة في ظل استمرار الوتيرة الحالية لاثنين من أهم محركات النمو العالمي وهما الصين و الولايات المتحدة الأمريكية .حيث بدءنا بالفعل في مواجهة تراجع شهية المخاطرة و التي لا تزال تواصل دورها الداعم للدولار الأمريكي . أما عن أسواق الأسهم الأسيوية و الأوروبية فقد شهد تراجعاً ملموساً ، هذا و لا تزال العقود الأجلة للداو جونز تشهد تراجعاً يتعدى الـ 150 نقطة . و يضيف إلى هذه التخوفات إغلاق العديد من المؤسسات الأمريكية المقدمة للقروض حيث بدأنا نرى للتو هبوط سوق العقارات التجارية و تراجع مستحقات بطاقات الائتمان و التي كانت لها أثر ملحوظ على الوضع الاقتصادي للبلاد . أما عن مؤشر نيويورك التصنيعي و الذي على وشك الإصدار لهذا اليوم فقد يأتي لتحمل قراءتها في طياتها بعض الإيجابية حيث من المتوقع أن يسجل 2.20 مقابل -0.55 ليسجل المؤشر بذلك أول قراءة إيجابية له منذ إبريل للعام 2008 . إلا أن موجة التشاؤم السائدة سوف تستمر طوال اليوم الاقتصادي بل من المرجح أن تواصل مسيرتها حتى نهاية هذا الإسبوع .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image