شهية المخاطرة تعصف بالين الياباني والدولار الأمريكي في سوق العملات

شهية المخاطرة تعصف بالين الياباني والدولار الأمريكي في سوق العملات
العملات

شهد افتتاح الجلسة الأمريكية لسوق العملات يوم الأربعاء خسائرا حادا لعملتين فقط من العملات الرئيسية الثمانية؛ وهما الين الياباني والدولار الأمريكي.

وعلى مدار تداولات سوق العملات اليوم، كان هناك ارتفاعا واضحا في شهية المخاطرة بالأسواق العالمية وكذلك سوق العملات ، الأمر الذي دفع الين الياباني والدولار الأمريكي نحو الهبوط بشكل حاد مقابل العملات الأخرى، باعتبارهما أحد عملات الملاذ الآمن.

وكانت الحجم الأكبر في خسائر العملتين مقابل العملات السلعية، وخصوصا الدولار الاسترالي والدولار النيوزلندي، الذان تمكنا من اكتساح الأرباح بسوق العملات اليوم، خاصة بعدما أوضحت البيانات الصادرة صباح اليوم تباطؤا كبيرا في مؤشر أسعار المستهلك - معدل التضخم – في أستراليا خلال شهر أكتوبر السابق.

وبالنسبة للين الياباني، فقد استمر بمواصلة مسيرة خسائره بسوق العملات العالمي للجلسة الثالثة على التوالي مقابل العملات الرئيسية الأخرى، ليتراجع اليوم بنحو 3.29%.

وجاء هذا على خلفية بيانات التضخم اليابانية الأخيرة لشهر أكتوبر الماضي، والتي أوضحت ارتفاع التضخم داخل البلاد لأعلى مستوياته منذ أكثر من 4 عقود، مسجلا 3.6%، وهو ما ساهم في إضعاف أداء العملة اليابانية في سوق العملات، والتي رغم ذلك، كانت خسائرها محدودة بشكل كبير جراء التراجع الحاد الذي شهده الدولار الأمريكي هذا الأسبوع بسوق العملات أيضا.

ويأتي هذا بالتزامن مع إصرار بنك اليابان على الاستمرار بتبني سياسته التيسيرية من أجل دعم الاقتصاد المتضرر من الإغلاقات الوبائية، التي لم يتعافى من تداعياتها حتى الآن، وهو ما أضعف موقف الين مقابل نظائره من العملات الرئيسية الأخرى.

وشهد الدولار الأمريكي تراجعا حادا للجلسة الثالثة على التوالي منذ بداية هذا الأسبوع، الأمر الذي وضعه– جنبا إلى جنب مع خسائره السابقة – على الطريق نحو تكبد أكبر خسائره الأسبوعية في أكثر من عقد بسوق العملات العالمي، وبلغت خسائره اليوم 2.62% بمستهل تداولات الجلسة الأمريكية لسوق العملات .

واظهرت البيانات الصادرة اليوم في الولايات المتحدة، هبوطا حادا بعدد الوظائف الجديدة التي أضافها الاقتصاد الأمريكي خلال شهر نوفمبر الحالي، مما يعكس تداعيات السياسة النقدية المتشددة للغاية التي انتهجها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال الفترة السابقة.

وعلى الجانب الآخر، فقد أظهرت القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي ارتفاعا في معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، مما يوضح أن النشاط الاقتصادي للولايات المتحدة لا يزال لم يتأثر بالشكل الكافي من معدلات الفائدة المرتفعة للغاية على الأموال الفيدرالية.

وعلى الرغم من كونه أحد الملاذات الىمنة أيضا، إلا أن الفرنك السويسري تمكن من تفادي الخسائر خلال تداولات سوق العملات اليوم، مستفيدا من التراجع الحاد الذي شهده كلا من الين الياباني والدولار الأمريكي، لسيتقر على ارتفاع طفيف للغاية بنحو 0.02%.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image