تقرير مبيعات التجزئة: العودة إلى المدارس تلقي طوق النجاة لإنفاق المستهلك الأمريكي

تقرير مبيعات التجزئة: العودة إلى المدارس تلقي طوق النجاة لإنفاق المستهلك الأمريكي

ولدت القراءة الأضعف من المتوقع لمبيعات التجزئة الأمريكية قدراً كبيراً من تجنب المخاطرة لدى المستثمرين في سوق العملات حيث تعرض الدولار الأمريكي إلى عمليات بيع مكثف مقابل الين الياباني، بينما تراجعت عملات المخاطرة كاليورو والإسترليني عما كانت قد حققته من مكاسب في إطار تعاملات فترة التداول الأسيوية. وتشير حركة السعر في سوق العملات في الوقت الحالي إلى أن شهية المخاطرة وما تتعرض من من هبوط أو صعود هي المحرك الأساسي للدولار على عكس ما اعتدنا عليه من تحرك الدولار الأمريكي وفقاً لما تقتضيه البيانات الاقتصادية الأساسية. وبالرجوع إلى البيانات الأساسية نجد أن إنفاق النمستهلك تعرض في وقت سابق إلى هبوط بنسبة 0.1% في يوليو الماضي في أعقاب التحسن لشهرين متتاليين. وباستثناء مبيعات السيارات الأكثر تذبذباّ، انخفض معدل الإنفاق بنسبة 0.6% وهو ما يشير إلى أدنى المستويات منذ مارس الماضي. ويشير تراجع القراءة الاخيرة لمبيعات التجزئة إلى تراجع المستهلكين إلى حدٍ بعيد عن الإنفاق، على الرغم من ذلك، رسمت القراءة الكثير من علامات التعجب لدى الاسواق وهو ما يتنافى مع الواقع العملي حيث كان من المفترض أن نتعجب من انخفاض مبيعات التجزئة في أعقاب تحسن قراءة مبيعات التجزئة للمتاجر متعددة الأفرع (ريدبوك)، ولكن مع الرجوع إلى الواقع نجد أن هذه المبيعات تراجعت بما يزيد على 0.5%.


علاوة على ما سبق، تضمن تقرير مبيعات التجزئة الصادر اليوم مجموعة من التفاصيل التي أشارت إلى أن المستهلكين بدأوا رحلة البيات الشتوي مبكراً جداً حيث تراجعت مبيعات الأثاث، الأجهزة الإلكترونية، مواد البناء، السلع الرياضية، والسلع بوجه عام إلى حدٍ يثير القلق. كما هبطت أسعار الوقود بشكل ملموس في يوليو وهو ما يدل عليه انخفاض الشحنات المستلمة من محطات الوقود بواقع 2.1% الشهر الماضي. وسط هذه البيانات السلبية، لا زالت لدينا بارقة أمل حيث ارتفعت مبيعات السيارات بسبب برنامج تخريد السايارت بغرض التجديد الذي بدأ منذ ما يقرب من شهر.


وعلى الرغم من هذا التقرير القاتم، من المتوقع أن يتعافى الإنفاق في أغطس وسبتمبر.جدير بالذكر أن الأمر لن يقتصر على مجرد الإنطلاق من تحسن قطاعي الإسكان والعمالة بالولايات المتحدة والذي أحدث الكثير من استقرار الأوضاع في إطار سوق المال إلى توقع تحسن الإنفاق حيث تتوافر لدينا عوامل أخرى من شأنها دفع عجلة إنفاق المستهلك الأمريكي إلى الامام يأتي في مقدمتها موسم العودة إلى المدارس وما ينتج عنه من ارتفاع في مبيعات الوقود وهو ما يتزامن مع الأموال التي من المتوقع إنفاقها في إطار برنامج تخريد السيارات بغرض التجديد وهو ما يتوقع أن يرفع اسعار الوقود أيضاً.

 

في نفس الوقت، من المحتمل أن تؤثر القراءة الحالية لمبيعات التجزئة الأمريكية سلباً على درجة التفاؤل في الأسواق والتي أحدثتها الأنباء التي ترددت عن ارتفاع مبيعات وال مارت. وعلى صعيد آخر، نجد أنه على الرغم من ارتفاع إعانات البطالة الأسبوعية بالولايات المتحدة، إلا أن إجمالي إعانات البطالة لا زال مستمر في الانخفاض. كما انخفضت أسعار الواردات الأمريكية بنسبة 0.7% مما يشير إلى استمرار غياب الضغوط التضخمية.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image