بيانات سوق العمل الأمريكي المهمة للغاية تحكم تحركات الدولار

سوق العملات يترقب صدور بيانات سوق العمل الأمريكي خلال سبتمبر الماضي، والتي سيكون لها تأثير قوي جدا بتحركات الدولار الأمريكي وبخاصة مع المخاوف من تأثير رفع الفائدة على أداء الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة الماضية، وفيما يلي نظرة على قطاع التوظيف داخل الولايات المتحدة:

أولا: نظرة على سوق العمل الأمريكي خلال أغسطس الماضي:

لقد جاءت بيانات سوق العمل الأمريكي إيجابية وأفضل من توقعات الأسواق خلال أغسطس، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي نحو 315 ألف وظيفة، بينما كان من المتوقع إضافة نحو 295 ألف وظيفة فقط، وذلك بعدما كان قد أضاف الاقتصاد نحو 526 ألف وظيفة خلال يوليو الماضي.

وعلى الجانب الاَخر، ارتفعت البطالة إلى 3.7% في نفس الفترة، بأسوء من توقعات الأسواق والقراءة السابقة باستقرارها عند مستوى 3.5%. كما سجلت الأجور نمو بنسبة 0.3% خلال نفس الفترة، بأقل من توقعات الأسواق بأن تنمو بنسبة 0.4% خلال نفس الفترة. وهذه البيانات كان لها تأثير قوي واضح للدولار أمام العملات الأخرى.

ثانيا: الدلائل على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة غدا:

خلال الفترة السابقة، صدرت بيانات اقتصادية عديدة والتي قد تعطي مؤشرا حول أداء بيانات سوق العمل الأمريكي خلال سبتمبر الماضي، وقد جاءت تلك البيانات متباينة نوعا ما، وبالتالي قد يكون لذلك تأثير على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقب صدورها، وفيما يلي أهم تلك المؤشرات:

مؤشر إعانات البطالة الأمريكية: أظهر سلبية كبيرة خلال أغسطس الماضي، حيث كشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة الأمريكية على مدار الأربعة أسابيع الماضية عن استقرار معظم طلبات الإعانة الأمريكية أعلى مستوى 200 ألف طلب، وهو ما يوضح تباطؤ طلبات الإعانة خلال الشهر الماضي مقارنة بالشهر الماضي بما قد يعطي انطباعا إيجابيا على بيانات سوق العمل المرتقبة غدا.

وأيضا، أوضحت بيانات مكتب إحصاء العمالة في الولايات المتحدة حول بيانات التوظيف الأمريكية إيجابية بيانات التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي خلال شهر سبتمبر الجاري، حيث أظهرت البيانات بأن وظائف الاقتصاد الأمريكي بالقطاع غير الزراعي ارتفعت بحوالي 208 ألف وظيفة خلال تلك الفترة، بأعلى  من توقعات الأسواق بإضافة 200 ألف وظيفة فقط. كما أنها أعلى من القراءة السابقة التي سجلت نحو 185 ألف وظيفة فقط خلال أغسطس الماضي.

ثالثا: توقعات الأسواق حول بيانات سوق العمل الأمريكي:

تشير توقعات الأسواق إلى أن تسريع وتيرة رفع الفائدة قد يكون له تأثير واضح على بيانات سوق العمل الأمريكي ، فوفقا للتوقعات، فمن المحتمل أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 265 ألف وظيفة فقط. كما تشير التوقعات إلى نمو الأجور بنسبة 0.3% خلال نفس الفترة، بالإضافة لاستقرار البطالة عند مستوى 3.7% نهاية سبتمبر الماضي.

رابعا: سيناريوهات سوق العمل الأمريكي المحتملة وتأثيرها المحتمل على الدولار:

استقر الدولار الأمريكي عند مستويات مرتفعة نسبيا خلال الفترة الماضية تزامنا مع استمرار الفيدرالي الأمريكي في تشديد السياسة النقدية لمحاولة كبح التضخم المرتفع، واستقر مؤشر الدولار أعلى مستوى 111 نقطة بسبب هذه التطورات، وبالتالي فإن الدولار الأمريكي ينتظر صدور بيانات سوق العمل الأمريكي لاستمرار قوته أمام العملات الأخرى.

والسيناريو الأول حاليا والداعم للدولار الأمريكي وهو الأكثر ترجيحا حاليا يتمثل في أن تأتي بيانات سوق العمل الأمريكي إيجابية وتتجاوز توقعات الأسواق، وهذا السيناريو الإيجابي لبيانات سوق العمل قد يرفع مؤشر الدولار أعلى مستوى 113 نقطة، لأن هذا السيناريو سيجعل الفيدرالي الأمريكي يستمر في وتيرة التشديد النقدي بكل قوة بالتزامن مع ضعف احتمالية ركود الاقتصادي في ظل أداء سوق العمل الأمريكي القوي للغاية.

بينما السيناريو الثاني والذي بدوره سيضعف الدولار يتمثل في سلبية بيانات سوق العمل الأمريكي وأن يضيف الاقتصاد وظائف بأقل من المتوقع وارتفاع البطالة، وعلى هذا النحو، فقد يتراجع الدولار دون مستوى 110 نقطة،  لأن ذلك من شأن تأكيد مخاوف ركود الاقتصاد وأن يتحرك الفيدرالي بشكل حذر خلال الفترة المقبلة فيما يتعلق بوتيرة رفع الفائدة.