اليورو يتصدر قائمة العملات الأكثر ارتفاعا، فما السبب؟

سجل اليورو أو العملة الأوروبية الموحدة ارتفاعا قويا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء وكان أكثر العملات الرئيسية صعودا وبنسبة تصل إلى 6.12% مستفيدا بحالة التفاؤل حيال تشديد السياسة النقدية في أوروبا.

وفي هذا الإطار، صرح عضو المركزي الأوروبي، فرانسوا فيلروي، بأن البنك المركزي الأوروبي مستمر في رفع الفائدة بالوتيرة التي تقتضيها الضرورة، مضيفا بأن رفع الفائدة مطلوبا للعمل على خفض معدل التضخم، وأنه يجب التوصل إلى المستويات الحيادية للفائدة بنهاية العام الجاري، وهذه التصريحات عززت قوة اليورو أمام العملات الأخرى.

وفي المرتبة الثانية بقائمة العملات الرابحة اليوم يأتي الفرنك السويسري بنسبة أرباح تصل إلى 3.09% مستفيدا من تعزز الطلب عليه باعتباره من العملات الاَمنة، وفي ظل ضعف شهية المخاطرة بأسواق العملات اليوم نتيجة تعزز مخاوف الركود الاقتصادي العالمي، فإن الطلب على الفرنك السويسري ارتفع بشكل ملحوظ، حيث حذرت وكالة تابعة للأمم المتحدة من مخاطر الركود العالمي الناجم عن السياسة النقدية والذي سيكون له عواقب وخيمة بشكل خاص على البلدان النامية ، ودعت إلى استراتيجية جديدة.

ولقد قال مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، أونكتاد،  في بيان صدر إلى جانب تقريره السنوي بأن التشديد النقدي المفرط قد يؤدي إلى فترة من الركود وعدم الاستقرار الاقتصادي لبعض الدول، وأن أي اعتقاد بأن البنوك المركزية ستكون قادرة على خفض الأسعار بالاعتماد على أسعار فائدة أعلى دون إحداث ركود هو مقامرة غير حكيمة، وهذا التقرير عزز المخاوف العالمية حيال الركود وعزز الطلب على العملات الاَمنة وعلى رأسهم الفرنك.

بينما في المرتبة الثالثة بقائمة العملات الأكثر ربحا يأتي الجنيه الاسترليني بنسبة أرباح تقدر بحوالي 1.72%، حيث ارتفع الجنيه الاسترليني لليوم الثاني على التوالي ليتمكن من محو بعض خسائره والصعود بوضوح بفعل إعلان الحكومة البريطانية حول الضرائب، حيث صرح وزير الخزانة البريطاني كواسي كوارتنج بأن الحكومة ستتراجع عن اقتراحها بخفض الضريبة على الدخل البالغة 45% بالنسبة للأشخاص الذين يتجاوز صافي دخلهم السنوي 150 ألف جنيه استرليني.

وفي المرتبة الأخيرة بقائمة العملات الرابحة اليوم يأتي الدولار الأمريكي بنسبة أرباح طفيفة تقدر بحوالي 0.33% فقط، حيث لا يزال التفاؤل حيال استمرار السياسات التشديدية للفيدرالي الأمريكي تلعب دورا مهما في دعم الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى، وبخاصة مع تصريحات عدد من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي بأن التضخم لا يزال مرتفعا ولا بد من استجابة قوية للسيطرة على التضخم المرتفع، وهذا بدوره كان له أثر إيجابي محدود على تحركات الدولار في سوق العملات.