تقرير العملات الرابحة: الدولار الأمريكي على رأس القائمة!

سجل الدولار الأمريكي ارتفاعا قويا خلال تعاملات سوق العملات اليوم وكان الأكثر ربحا بنسبة تصل إلى 3.21% مستفيدا ببعض التطورات الإيجابية وعلى رأسها التفاؤل حيال تشديد السياسة النقدية الأمريكية وتعزز توقعات رفع الفائدة خلال اجتماع سبتمبر الجاري.

ولقد استفاد الدولار من تشديد صانع السياسة ببنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بولاية ريتشموند على أهمية رفع الفيدرالي الأمريكي  لأسعار الفائدة إلى مستوى يقيد النشاط الاقتصادي، ثم يبقي البنك على تلك المستويات المتشددة لفترة أطول حتى يرى الفيدرالي الأمريكي دلالات على تراجع التضخم المرتفع، وهذه التصريحات كان له تأثير إيجابي بتحركات الدولار.

وفي المرتبة الثانية بقائمة العملات الرابحة اليوم يأتي الفرنك السويسري بنسبة أرباح تصل إلى 2.80% وذلك رغم غياب البيانات الاقتصادية المهمة المؤثرة بتداولاته، ولكن قد يكون تزايد الإقبال على العملة السويسرية بسبب التفاؤل حيال تخلي الوطني السويسري عن السياسة التسهيلية في محاولة من جانبه للسيطرة على التضخم. كما أن التوترات حيال الأزمة الروسية الغربية لا تزال تلقي بظلالها على العملة السويسرية وتدعمها بكل قوة.

وفي المرتبة الثالثة بقائمة العملات الرابحة اليوم يأتي اليورو أو العملة الأوروبية الموحدة بأرباح تقدر بحوالي 2.52% رغم المخاوف حيال الاقتصادات الأوروبية وتضررها بفعل أزمة الطاقة التي تعيشها أوروبا حاليا بعد قطع إمدادات الغاز الروسية عنها.

ولكن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء بأن روسيا على أتم استعداد لفتح تدفقات الغاز إلى ألمانيا عبر خط الغاز الأحدث – والذي لم يتم تشغيله منذ بناءه وحتى الآن – نورد ستريم 2 إذا لزم الأمر قد يكون المحرك الأقوى لقوة العملة الأوروبية اليوم أمام العملات الأخرى.

وفي الوقت ذاته، فإن الأسواق تترقب قرارات المركزي الأوروبي غدا حيال السياسة النقدية وسط توقعات بأن يرفع المركزي الأوروبي الفائدة بنحو 75 نقطة أساس، وهذا بدوره يعطي انطباعا قويا بأن البنك قد يتخلي سريعا عن السياسات التسهيلية ويتجه للتشديد بشكل سريع لكبح التضخم، وهذا عزز قوة اليورو بأسواق العملات.

بعد ذلك، يأتي كل من الدولار الكندي والدولار الاسترالي في المرتبة الرابعة والخامسة بنسبة طفيفة تصل إلى 1.87% و 0.31% على التوالي، في ظل استفادة الدولار الكندي من قوة أسعار النفط بشكل واضح وترقب صدور قرارات بنك كندا حول الفائدة. بينما الدولار الاسترالي استفاد بصدور بيانات النمو الاقتصادي والتي أظهرت نمو الاقتصاد الاسترالي بنسبة 0.9% خلال الربع الثاني من العام الجاري، وهذا بدوره كان أكبر داعم للعملة الاسترالية بأسواق العملات.

وأخيرا، جاء الدولار النيوزلندي بأرباح طفيفة تصل إلى 0.09% فقط وذلك مع غياب التطورات المهمة المؤثرة بتداولاته أمام العملات الأخرى، وربما يكون النيوزلندي مستفيدا من التفاؤل حيال الإبقاء على السياسات التشديدية لفترة من الوقت داخل نيوزلندا من أجل السيطرة على التضخم المرتفع.