الليرة تسقط 1570% في عهد أردوغان.. صنع مجدها وقادها للانهيار ما القادم؟

الليرة تسقط 1570% في عهد أردوغان.. صنع مجدها وقادها للانهيار ما القادم؟

ارتفعت الليرة التركية في عهد الرئيس التركي إلى عنان السماء حتى باتت في فترة من الفترات وتقترب من سعر التكافؤ مع العملة الأمريكية وظلت هكذا لسنوات ليست بالقليلة حينما كانت تحوم قرب مستويات الـ 1.1 ليرة دولار.

ومنذ مطلع عام 2007 وحتى أكتوبر 2008 قفزت الليرة التركية قريبا من سعر التعادل مع الدولار الأمريكي وتجاوزت حينذاك معدلات نمو الاقتصاد التركي تلك التي تسجلها الصين والهند وباتت تركيا مطلع حكم الرئيس التركية واحدة من النمور الصاعدة.

ظلت أحوال الليرة التركية هكذا خلال الأعوام الأولى من فترة حكم أردوغان حتى بدأت التنازل عن تلك المكاسب مع بدا ظهور الأزمات التي بلغت ذروتها خلال الأيام الجاري لتنخفض الليرة التركية من مستويات 1.1 ليرة دولار إلى المستويات الحالية بتراجع بلغت نسبته 1570%.

فقد الصبر

بعد محاولات عديدة على مدار شهر حاولت خلالها الليرة التركية أن تتماسك دون مستويات الـ 18 ليرة دولار والتي يراها أغلب محللي السوق مستويات دعم مهمة دون انفراط عقد الليرة.

جاء التراجع المفاجئ لليرة التركية بعد قرار مفاجئ من المركزي التركي ليصدم الأسواق بخفض غير متوقع لأسعار الفائدة بعد 7 مرات متتالية من التثبيت ليفقد المركزي صبره رغم معدلات التضخم القياسية.

يأتي قرار المركزي التركي اليوم وسط تأكيد مستمر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن تركيا ماضية في طريق خفض الفائدة، رغم ارتفاع الفائدة بجميع أنحاء العالم، بما فيها الولايات المتحدة.

وكان المركزي التركي خفض الفائدة في 4 اجتماعات متتالية منذ سبتمبر وحتى ديسمبر 2021 بواقع 500 نقطة أساس قبل أن يتجه لتثبيتها 7 مرات متتالية كان آخرها الشهر الماضي.

يتحدى التضخم

وتتجه الليرة التركية إلى أدنى مستوى على الإطلاق قرب مستويات 18.36 ليرة دولار والتي تم تسجيلها يوم 20 ديسمبر حينما تم الإعلان عن معدلات تضخم حينذاك بلغت 36% والتي كانت الأعلى في 20 عام.

وفي المقابل ووفقًا لبيانات المركزي التركي الأخيرة ارتفع التضخم إلى أعلى مستوياته في 24 عام مقترباً من 80%، ومنذ بداية العام انخفضت الليرة التركية من مستويات 13.3161 بنهاية تعاملات العام الماضي 2021 بنسبة تقترب من 38%.

رفع البنك المركزي التركي توقعاته لمعدلات التضخم في البلاد في عام 2022، بينما ارتفعت أسعار التضخم في اسطنبول إلى حوالي 100%، صدرت منذ لحظات بيانات التضخم التركي خلال يوليو.

وقال محافظ المركزي التركي إن تضخم المستهلكين يتباطأ إلى 19.2% في نهاية العام المقبل قبل أن يصل إلى 8.8% في عام 2024. والهدف الرسمي للبنك هو 5%.

المحطة المقبلة

وكشف استطلاع حديث للهيئة التنظيمية للإحصاء في تركيا توقع خلاله المشاركون وصول الليرة التركية لمستوى قياسي جديد هذا العام لتسجل 19.65 ليرة للدولار

وأجرت الهيئة التنظيمية للإحصاء في تركيا استبيانًا بين الممولين، حيث نشرت على أساس استبيانًا توقعات المشاركين في السوق.

وتوقع المشاركون في الاستبيان أن التضخم في تركيا بنهاية العام قد يصل إلى 70.6% بنهاية العام، بينما يتوقع البنك المركزي التركي وصول التضخم لـ 60.4%.

محطات هامة

  • 1994 .. اعلان برنامج تقشف بعد الانتخابات المحلية في مارس 1994، وانخفضت الليرة بنسبة 76% من نهاية 1993 لتبلغ 41,000 ليرة للدولار الأمريكي الواحد.

  • 2001..  تم تعويم الليرة التركية، ليرتفع سعر الدولار بالنسبة لليرة التركية من 682666.7 إلى 1159452.2 بنسبة 69.8% في أول يوم للتداول الحر وواصلت الليرة الهبوط حتى بلغت 1383049.3 في 18 أبريل 2005.

  • 2002 .. صعد  الرئيس التركي إلى السلطة عام 2002، أي بعد عام واحد فقط من تشكيل حزب العدالة والتنمية 2001 إثر حظر السلطات حزب الفضيلة بزعامة نجم الدين أربكان

  • 2002.. ورث أردوغان اقتصاداً بعد عام من تعويم الليرة، وقد بدأ في التعافي من الركود نتيجة الإصلاحات التي قام بها كمال درويش بإرشاد من صندوق النقد الدولي.

  • 2003.. ساند أردوغان وزير المالية على باباجان في تقوية سياسات الاقتصاد الكلي حاول أردوغان اجتذاب المزيد من المستثمرين الأجانب إلى تركيا وأزال العديد من الضوابط الحكومية.

  • 2004.. قررت تركيا حذف ستة أصفار من عملتها ليصبح اسمها الليرة التركية الجديدة والتي تساوي 1,000,000 ليرة تركية.

  • 2005/2009.. أطلقت تركيا الخصخصة في تركيا-مبادرة الخصخصة التي باعت فيها، حسب تقرير الأمم المتحدة، الأصول التالية، وغيرها، مقابل 30 مليار دولار

  • 2008/2007.. أعلن رئيس الوزراء أردوغان، تغيير اسم الليرة التركية الجديدة إلى الليرة التركية، تارة أخرى، وبلغت حينذاك الليرة التركية ذروة ارتفاعاتها مقابل الدولار

  • 2008.. مع انتصاف العام بدأت الليرة التركية تفقد نحو 47% من قيمتها في ثلاثة أشهر من 27 أغسطس 2008 (1.18) إلى 25 أكتوبر 2008 (1.733).

  • أغسطس 2013.. الليرة التركية تتجاوز للمرة الأولى مستويات الـ2 ليرة للدولار بعد تداولات دون تلك المستويات لأكثر من 5 سنوات.

  • سبتمبر 2015.. الليرة التركية تصل محطة جديدة بعد تجاوز مستويات الـ3 ليرة مقابل الدولار للمرة الأولى بعد تداولات في حدود عامين دون تلك المستويات.

  • مارس 2018.. وبداية أزمة الديون حيث تجاوز الليرة التركية مستويات الـ4 ليرة للدولار للمرة الأولى في تاريخ الليرة.

  • أغسطس 2018.. تفاقم أزمة الدون التركية لتتجاوز الليرة مستويات الـ5 ليرة للدولار مطلع الشهر، وفي منتصف الشهر تخطت الليرة مستويات الـ6 و 7 ليرة  مقابل الدولار، قبل أن تنهى شهر أغسطس دون مستويات الـ 7 ليرة للدولار

  • ديسمبر 2018.. نجحت الليرة التركية في تقليص خسائرها قبل نهاية 2018 لتنهي العام قرب مستويات 5.3 ليرة دولار.

  • مايو 2019.. تجاوزت الليرة مستويات الـ6 ليرة دولار مرة أخرى وسط مزيج من الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعالت حدتها في بلاد الأناضول

  • ديسمبر 2019.. نجحت الليرة  في تسجيل إغلاق دون مستويات الـ6 ليرة للدولار

  • فبراير 2020.. الليرة التركية تتجاوز مستويات الـ6 ليرة للدولار وسط انتشار أنباء بتفشي فيروس كورونا.

  • أبريل 2020.. تجاوزت الليرة التركية مستويات الـ7 ليرة للدولار حيث تم إعلان كورونا جائحة عالمية في الشهر السابق.

  • أكتوبر 2020.. الليرة تتجاوز مستويات الـ8 ليرة دولار للمرة الأولى في تاريخ العملة التركية وسط تصاعد موجة الإغلاقات بفعل تفشي جائحة كورونا.

  • ديسمبر 2020.. الليرة تنجح في استيعاب نسبي لتداعيات جائحة كورونا وتنهي العام قرب مستويات 7.3 ليرة دولار.

  • مارس 2021.. الليرة التركية تتجاوز مستويات الـ8 ليرة دولار مرة جديدة.

  • سبتمبر 2021.. بداية سيناريو خفض الفائدة حيث وصلت الليرة أدنى مستوى على الإطلاق لتقترب من 9 ليرة للدولار

  • أكتوبر 2021.. المركزي التركي يخفض الفائدة للمرة الثانية على التوالي واللير تصل إلى مستويات قرب الـ 10 ليرة للدولار.

  • نوفمبر 2021.. المركزي التركي يخفض الفائدة للمرة الثالثة على التوالي تزامنا مع ارتفاع التضخم لذروة 20 عام والليرة تصل أدنى مستوى على الإطلاق قرب الـ 14 ليرة للدولار.

  • ديسمبر 2021.. المركزي التركي يخفض الفائدة للمرة الرابعة على التوالي بينما ارتفع التضخم لمستويات قرب الـ20% لتندفع الليرة صوب أدنى مستوى قياسي على الإطلاق 18.36 ليرة دولار.

تطور سعر الليرة

  • انخفضت الليرة التركية من ذروة ارتفاعها في عهد الرئيس التركي أردوغان عام 2008 من مستويات 1.1 ليرة دولار إلى أدنى مستوى على الإطلاق في حدود 1570%

  • تراجعت الليرة التركية منذ إعلان السلطات التركية تبني نموذج الاقتصاد الجديد الذي يتبناه الرئيس التركي ويعتمد على أسعار فائدة منخفضة من مستويات 8.3 ليرة للدولار  مطلع سبتمبر إلى المستويات الحالية بنسبة 118%.

  • تنخفض الليرة التركية خلال 2022 بنسبة 38% حيث هبطت من مستويات 13.1 ليرة للدولار إلى المستويات الحالية قرب 18.1 ليرة دولار لتصبح واحدة من أسوأ عملات الأسواق الناشئة أداءًا مقابل الدولار.

  • علامة فارقة

  • في 2018 ضربت تركيا أزمة جدية عقب سنوات من النمو عرت بأزمة الديون وقدر جيه بي مورجان حجم الدين الخارجي التركي في أبريل 2018 والذي يحل أجل استحقاقها في سنة حتى يوليو 2019 بنحو 179 مليار دولار.

أي ما يعادل نحو ربع الناتج الاقتصادي للبلاد، وهو ما يشير إلى مخاطر حدوث انكماش حاد في الاقتصاد الذي يعاني من أزمة طاحنة.

وقال البنك الأمريكي حينذاك إن الحكومة بحاجة إلى سداد 4.3 مليار دولار فقط أو تمديد المبلغ بينما يشكل الباقي مستحقات على كيانات تابعة للقطاع العام.

وبرز الموضوع إلى دائرة الضوء مع هبوط الليرة 40 % في هذه العام وسط مخاوف من التدخلات السياسية في السياسة النقدية وخلاف مع الولايات المتحدة بشأن احتجاز تركيا للقس الأمريكي أندرو برانسون.

وأثار انهيار العملة مخاوف من أن الشركات قد تواجه صعوبات في سداد ديونها بالعملة الصعبة وضغط أيضا على أسهم البنوك الأوروبية المنكشفة على تركيا.

وقال جيه بي مورجان إن الدين الخارجي المستحق على تركيا كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي اقترب العام الماضي من مستويات قياسية مرتفعة لم يصل إليها سوى قبل الأزمة المالية في عامي 2001 و2002.

تطور التضخم

في ذروة الأزمة المالية الأولى التي اجتاحت تركيا ارتفعت معدلات التضخم في البلاد إلى مستويات قياسية عند 120% قبل أن تأخذ في التراجع لتصل إلى مستويات 73 % مع بداية تولي أردوغان لحكم البلاد.

خلال عامين فقط نجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خفض معدلات التضخم إلى مستويات تظل تحو دون الـ 10 % لأكثر من 12 عام في الفترة من 2004 وحتى مطلع 2017.

تزامنا مع انهيار الليرة التركية في 2018 ارتفعت معدلات التضخم مرة أخرى إلى مستويات قرب الـ 25 % قبل أن تنخفض لفترة وجيزة نهاية 2018 و مطلع 2018 قرب مستويات الـ 10%.

مع بداية 2020 وتفشي جائحة كورونا عادت معدلات التضخم للارتفاع لتبدأ في تسجيل قفزات جنونية لتصل إلى المستويات الحالية حيث تجاوزت الـ 78% والتي تعد الأعلى في 24 عام.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image