الولايات المتحدة الأمريكية و كندا : و حكاية اثنين من موازين التجارة

سيصدر اليوم قرار لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي و بالتالي فستكون هناك حالة من الترقب لقرار الفائدة الخاصة بالبنك. هذا و قد و يتطرق إلى الأذهان الآن 3 تساؤلات هامة حيث تريد الأسواق الإجابة عنهم :

التساؤل الأول : هل سيكون هناك تمديداً لبرنامج شراء الأصول ؟
• التساؤل الثاني : هل تم التحسن الاقتصادي بالقدر الكافي ليتطلب بيان من شأنه تبرير ذلك ؟
• التساؤل الثالث : هل حان الوقت للحديث عن استراتيجية للخروج من دائرة التسهيل النقدي ؟

فنحن نتوقع من البنك الفيدرالي أن يجيب على إحدى تلك التساؤلات . فالبنظر إلى التحسن الذي شهدته بيانات التوظيف الأمريكية و قطاع التصنيع نجد أنه ليس لدى البنك خيار سوى التحول أكثر إلى التفاؤل .

و نحن بصدد العد التنازلي لصدور إعلان لجنة الاحتياط الفيدرالي ، فقد انعكست نتائج البيانات الاقتصادية الأخيرة عن ميزان التجارة الأمريكي و الكندي على أسواق العملات حيث جاءت قراءة ميزان التجارة الأمريكي أفضل من التوقعات حيث لا يزال العجز مرتفع بواقع 4% في يونيو . فمنذ أن تقلص العجز إلى أدنى مستوى له في 10 سنوات خلال الشهر السابق .و بالتالي فإن تلك الزيادة الطفيفة لا تزال منطقية . فخلاصة التقرير جاءت مشجعة كثيرة في ظل ارتفاع معدل كلاً من الصادرات و الواردات بما يتجاوز 2% ، مما يُعد دليلاً جديداً على أن هناك انتعاشاً في معدل الطلب المحلي و العالمي . هذا و قد شهد الدولار الأمريكي ارتفاعا مقابل الين كردة فعل لبيانات ميزان التجارة الأمريكي التي صدرت مؤخراً .

و على صعيد الدولار الكندي نجد أنه قد شهد ارتفاعاً أيضاً في أعقاب النتائج الإيجابية لميزان التجارة الكندي . حيث تقلص العجز التجاري للبلاد مسجلاً أدنى مستوى له منذ مارس الماضي ، و يعود ذلك إلى ارتفاع أسعار معدل الصادرات من الطاقة و الإنتاج الصناعي . إلا أن معدل الواردات قد تراجع للشهر الرابع على التوالي . كما تراجع مؤشر أسعار المنازل للشهر التاسع على التوالي .

أما عن السياسة المستقبلية للبنك الفيدرالي فمن المرجح أن ترتكز على رفع توقعات الفائدة في الربع الأول من العام المقبل . و كنتيجة لذلك نحن نعلم أن المستثمرين يتطلعون إلى بعض علامات التفاؤل من قبل بنك الاحتياط الفيدرالي . و بالتالي فيمكن أن يتحقق ذلك في شكل رفع مستوى التقييم الاقتصادي ،أو كذلك الحديث عن الخروج من دائرة التسهيل النقدي أو أى بيان أخر عن أن معدلات الفائدة سوف تظل منخفضة لفترة أطول. فمن وجهة نظرنا ، نجد أنه من المحتمل أن يواصل البنك الفيدرالي في بيانه الذي سيصدر اليوم النبرة نفسها التي جاءت بها تصريحات البيان السابق . حيث سيقتصر الإعلان على التنويه عن سلسلة التحسنات الاقتصادية المتوالية كما سيتلاشى الحديث عن استراتيجية الخروج من دائرة التسهيل النقدي .و على الرغم من ذلك نجد أن البنك المركزي الإنجليزي قد فاجئ الجميع بتصريحاته المحايدة في الوقت الذي جاءت فيه تصريحات بنوك مركزية مثل كندا و استراليا مبالغ فيها للغاية ، و نحن لا نستبعد أن يعقب التصريحات الصادرة عن البنك الفيدرالي بعض التحركات من قبل الأسواق. ففي حالة أن قام البنك الفيدرالي بتغيير او إلغاء بعضاً من سياساته النقدية " فإن وتيرة الاقتصاد سوف تشهد تراجعاً " كما أن " النشاط الاقتصادي من المرجح أن يظل متدهوراً لبعض من الوقت " ، حيث من المتوقع أن يشهد الزوج ( دولار أمريكي /ين) ارتفاعاً في أعقاب صدور البيان . و في حالة أن دارت الأحاديث حول سياسات الخروج من دائرة التسهيل النقدي و عائدات السندات التي بدأت في الارتفاع، و من ثم فقد نشهد المزيد من الارتفاع بالنسبة للدولار الأمريكي . أما في حالة أن جاء بيان الفيدرالي مخيباً للأمال بسبب تراجع التحسن في بيانات الاقتصاد الأمريكي ، فإننا قد نشهد عكس اتجاه سلبي في مسيرة الدولار الأمريكي . حيث أن زوج العملات ( دولار أمريكي /ين ) سيكون له ردة فعل كبيرة في أعقاب صدور بيان لجنة الاحتياطي الفيدرالي . و على الرغم من أننا نعتقد أن الدولار قد يشهد ارتفاعاً مقابل اليورو إثر البيانات الاقتصادية الإيجابية ، إلا أنه لا يزال سابق لأوانه التصريح بما إذا كان التداول على الدولار سيتم بناءاُ على البيانات الأساسية أم شهية المخاطرة . و لذا فإن أفضل زوج يمكن التداول عليه من قبل المستثمرين هو الزوج ( دولار /ين) .

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image