رئيس الوزراء اليوناني يلتقي الرئيس الفرنسي و رئيس الإتحاد الأوروبي

 

يُجري رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو مزيدًا من المباحثات مع قادة أوروبا، حيث يتم استئناف المفاوضات في أثينا بشأن دفعة الجديدة من قروض الإنقاذ.

ومن المنتظر أن يُجري رئيس الوزراء اليوناني مباحثاته مع هيرمان فان رومبي، رئيس الإتحاد الأوروبي، في العاصمة البولنديّة وارسو، قبل سفره إلى باريس للاجتماع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

و في السياق ذاته، يتواجد المفتّشون الدوليّون في أثينا للوقوف على ما إذا كانت ستتسلّم اليونان مبلغ الإنقاذ المالي الذي تبلغ قيمته 8 مليار يورو (أي ما يعادل 6.9 مليار جنيه إسترليني).

وقد أدت تلك المباحثات إلى اندلاع المظاهرات الغاضبة في شوارع العاصمة اليونانية.

ومن جانبه, تحدّث كريس موريس، مراسل الBBC  في أثينا، عن "يستخدم رئيس الوزراء اليوناني باباندريو سياسة الجذب ليحاول إقناع الدول الأعضاء الأخر بمنطقة اليورو من إمكانية تلبية اليونان للمطالب المفروضة عليها من خلال الالتزام ببرنامج التقشف الحاد".

وعليه، تأتي هذه الإصلاحات التي لا تلقى تأييد الشعب اليوناني لضمان الحصول على القروض الدوليّة التي تهدف إلى حماية اليونان كدولة مثقلة بالديون من الإفلاس. 

و من جانبه، صرّح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه سيكشف النقاب عن الخُطة الفرنسية الألمانية التي تم الاتفاق عليها عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء اليوناني باباندريو، دون أن يفصح عن أية تفاصيل.

وجدير بالذكر، أن كلاً من ألمانيا و فرنسا يمثّلان حوالي نصف الإنتاج الاقتصادي لدول منطقة اليورو السبعة عشر.

كما قد صرّح ساركوزي في حديث له أثناء زيارته للمغرب "أن إمكانية تأثير التحالف الفرنسي الألماني حول التطبيق الفعليّ للقرارات التي تم اتخاذها في نهاية شهر يوليو (حول حزمة أموال الإنقاذ الثانية لليونان) تعتبر مسألة في غاية الأهمية".

كما أطْرد ساركوزي في حديثه قائلًا "إن الفرصة أصبحت سانحة لكشف النقاب عن خطتنا لدعم دول مثل اليونان، وذلك عقب اجتماعي مع رئيس الوزراء اليوناني". 

ومنذ أن وافقت قادة دول منطقة اليورو على الدفعة الثانية  من أموال الإنقاذ لليونان، لم تنجح اليونان في المضي قدمًا في أهداف تخفيض الدين، مما يبعث مخاوف من تعثر اليونان في سداد ديونها.

وفي نفس السياق، رحبت اليونان بتصويت البرلمان الألماني يوم الخميس على زيادة قوة صندوق الإنقاذ الأوروبي.

و قال متحدث باسم مكتب الرئيس الفرنسي ساركوزي أنه قام أيضاً بتهنئة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هاتفيّا يوم الخميس, معتبرًا هذا التصويت خطوة رئيسة في دعم استقرار منطقة اليورو.

من جهة أخرى, قام سائقوا سيارات الأجرة اليونانيين بإضراب على مدار يومين اعتراضًا على إصلاحات حكومة باباندريو. 

أمّا من جهته, فقد عقد باباندريو مباحثات مع المستشارة الألمانية ميركل في العاصمة الألمانية يوم الخميس.

بالرغم من ذلك, أفاد مراسلنا أن هناك مِن المحللين مَن يرى ضرورة إدخال اليونان إصلاحات عاجلة على سياساتها الاقتصادية مع احتمال تسليم الدفعة الثانية من أموال الإنقاذ.

كما أضاف المراسل أن ضرورة هذه الإصلاحات تأتي بعد أن أصبح خطر انتقال عدوى الديون اليونانية للدول الأخرى داخل منطقة اليورو يشكّل واقعًا خطيرًا أكثر منه تهديد.

و عليه، فقد قام سائقوا سيارات الأجرة داخل اليونان باحتجاجات غاضبة بالقرب من البرلمان اليوناني يوم الخميس، في يومهم الثاني للإضراب الذي يستمر لمدة يومين.

حيث قد أبدى السائقون اعتراضًا على إصلاحات الحكومة اليونانية بفتح المهنة لكل من يريد الالتحاق بها.

يأتي هذا في الوقت الذي تستمر فيه المحادثات بين الحكومة اليونانية و المفتشين المبعوثين من قِبَل المجموعة الثلاثية "الترويكا" التي تضم المفوضية الأوروبية، و البنك المركزي الأوروبي، و صندوق النقد الدولي.

ويرى الكثير من اليونانيين أن إجراءات التقشف داخل اليونان ستدفع اقتصاد البلاد الهش إلى الوقوع في براثن الفتور الاقتصادي، مما سيؤدي بدوره إلى إجهاض أي محاولة لخلق فرصة لنمو البلاد.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image