هل ستسهم خُطة ألمانيا السرية في استقرار اليورو؟

 

حركة السعر

(الدولار/ ين) يصعد إلى مستوى 76.50  

(الأسترالي/  دولار) يصل إلى مستوى 0.9900, و لكنّه لم يستقر على هذا المستوى

(الإسترليني/ دولار) يحوم حول 1.5550  

(اليورو/ دولار) يرتفع إلى مستوى 1.3600 لكنه يستقر.

أدّى ارتفاع شهية المخاطرة إلى تعويض بعض خسائر الجلسة الآسيوية في بداية الفترة الأوروبية, وسط آمال معقودة على اتخاذ قرار حيال أزمة الديون السيادية لليونان, ولكن سرعان ما توقفت هذه المسيرة, حيث استقر الزوج (يورو/ دولار) عند مستوى 1.3600 , بينما لم يتمكن الجنيه الاسترالي من الحفاظ على مستوى 0.9900. يأتي هذا في الوقت الذي ارتفعت فيه شهية المتداولين عقب تقرير نشرته صحيفة لاتريبون الاقتصادية  الفرنسيّة, حيث يرى التقرير انه من الجائز أن يكون لدى ألمانيا خُطّة سرية لإنقاذ اليونان, حيث ستشمل هذه الخُطّة وضع معظم الأصول العامة للدولة في كيان واحد, ثم يتم بعد ذلك خصخصته.

وقد أوردت الصحيفة أيضاً دعوة هذه الخُطّة لشراء هذه الأصول بنحو 125 مليار يورو, حيث سيتم استغلال هذا المبلغ الضخم في استعادة سندات اليونان من البنك المركزي الأوروبي  و صندوق الاستقرار المالي الأوروبي, و بالتالي ينخفض العجز في معدّل الناتج المحلّي الإجمالي من المستوى الحالي و الذي يبلغ 145%, ليصل إلى 88%. و عليه, سيؤدّي تقليل عبء الدين لإتاحة الفرصة لليونان بالدخول مرة أخرى إلى أسواق الائتمان. و بالإضافة إلى ذلك, من الممكن أن تفكّر في استغلال 50 مليار يورو في استثمارات البنية التحتيّة, مما يؤدي إلى دفع عجلة نمو الاقتصاد اليوناني الهش, و في نفس الوقت, ينخفض عبء الديون اليونانية بصورة كبيرة.

و في السياق ذاته, تعتمد الخطّة ]التّي أعلنت عنها الصحيفة مسبقًا[ على النموذج الألماني], و الذي قام بإعادة تمويل ألمانيا الشرقيّة عقب سقوط حائط برلين, و من ثم اعتلى الصدارة, على الرغم من إشارة العديد من المحللين إلى أنه من الممكن أن تكون محاولة كافة الدول الأوروبية خصخصة أصول اليونان في غاية التعقيد.  و مهما حدث, فإن الجدول الزمني المحدد لهذه الخطّة المقترحة ممتد حتى .2025

و إذا ما نجحت هذه الفكرة, فمن الممكن أن تؤدّي إلى دفع زيادة عمليات تغطية البيع للديون الهامشيّة, حيث ستنكسر شوكة المضاربين الذين راهنوا على عدم وفاء الدول الأوروبية المتعسرة بديونها. أمّا في الوقت الحالي, فنجد أن الأسواق لا تأخذ هذا الطرح ] السابق ذكره[ بعين الثقة, إذ تقوم أسواق العملات بالتركيز على العوائق, من بينها التصويت المُنتظر لفنلندا على توسعة صندوق الاستقرار المالي الأوروبي. إلّا أنه على الرغم من ذلك, فقد أدّى هذا الاقتراح إلى توقف الزخم البيعي لليورو في الوقت الحالي, حيث ينتظر المتداولون مزيدًا من تدخلات مسئولي السياسة المالية بمنطقة اليورو. و عليه, فقد تلاشت مخاطر عدم سداد اليونان ديونها, و لكنّها لم تنتهي بعد, كما انه من غير المحتمل أن يحقق الزوج (يورو/دولار) اي تقدم ملحوظ ما لم يتم حسم القضية بشكل قاطع.

و على صعيد الأخبار الاقتصادية, ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين لولاية ساكسوني الألمانية بخطى أكثر من المتوقعة له, مسجّلًا أعلى مستوى سنوي بنسبة 0.3% في مقابل-0.1%  المتوقعة, مما يُشير إلى بقاء ضغوط الأسعار في أكبر اقتصاد داخل القارة مرتفعًا.  

و كما لاحظنا مسبقًا, فقد سجّل تقرير مؤشر أسعار المستهلك لولاية ساكسوني الألمانية أعلى قراءة سنوية  منذ عام 2008, و بالتالي ربما يوقف هذا التقرير أي خفض محتمل في معدّل الفائدة من البنك المركزي الأوروبي قبل انقضاء العام الحالي. و قد توقّع بعض المحللين احتمال أن  يغيّر البنك المركزي الأوروبي مساره عندما يتولّى ماريو دراجي زمام المسئولية الشهر القادم. إلّا أنه و على الرغم من ذلك, فجميعنا يؤمن بقيام السيد دراجي بالتأكيد على استمرار سياسة البنك, كما لن تتجه بيانات التضخّم اليوم إلى إحداث أي تغيّرات مفاجئة عند بداية فترته [في رئاسة البنك]

يُذكر أن اليورو واصل مسيرة التداول في النطاق الواسع 1.3400-1.3700 , إذ يتابع المتداولون الأنباء الواردة بشأن الديون السيادية ]في أوروبا[, دون وجود أية بيانات اقتصادية أخري في المفكّرة الاقتصادية, حيث ستؤدي شهية المخاطرة و التقديرات الأولية فيما يتعلّق بموافقة فنلندا على توسيع حجم صندوق الاستقرار المالي الأوروبي إلى تحديد مسار التداول اليوم.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image