تراجع العزوف عن المخاطرة معلّقاً بآمال الأوروبيين

يشهد الدولار الأميركي تراجعًا طفيفًا اليوم حيث هبطت حالة العزوف عن المخاطرة وسط الآمال في قيام مسئولي البنك المركزي الأوروبي بوضع خُطّة لانتشال المنطقة من أزمة الديون. يأتي هذا في الوقت الذي تعافت فيه الأسهم الآسيوية بصورة كبيرة عقب ارتداد مؤشر داو جونز خلال فترة التداول الليلية. هذا، ومن المتوقّع أن يناقش قادة منطقة اليورو بشكل جاد مسألة زيادة حجم تمويل مرفق الاستقرار المالي الأوروبي, من خلال الاقتراض من البنك المركزي الأوروبي والإستفادة من فارق الفائدة, وذلك على الرغم من أنه لم ترد أي تفاصيل في هذا الصدد.، في حين أنه من الممكن أن يُعلن البنك المركزي الأوروبي عن إعادة تفعيل برنامج شراء السندات المغطاة الأسبوع القادم. و بالتالي, فربما تؤدّي مثل هذه التنبؤات إلى زيادة الطلب لدعم الأسواق المالية التي تشهد تشبع بيعي على المدى القريب، و لكن تبقى شهية المخاطرة مُعرّضة لمزيد من الأخبار السلبية خارج أوروبا.

ومن المُلاحظ أيضاً أن تحسن شهية المخاطرة يعود إلى المؤشرات الفنية أكثر من الأساسية, خاصةً فيما يتعلّق بالمعادن النفيسة. فعلى سبيل المثال, نجد أن الذهب تلقى دعمًا قويًا عند 1577, بينما ارتدت الفضة أيضاً بقوة من مستوى الدعم 23.3. كما أن بدء عمليات جني الأرباح في ظل صفقات البيع عقب موجة التراجع الهائل يعتبر أمر طبيعي بالنسبة للمتداوليين، وذلك عقب تلقي كل من الذهب و الفضة دعمًا عند المستويات المذكورة آنفًا. إلّا أن الارتداد الحالي لا يضمن حدوث أي تغيّر في الاتجاه الهابط للسوق على الإطلاق. و كما ذُكِر في التقرير الأسبوعي, لا تزال هناك العديد من مؤشرات الأسهم الرئيسة مرابطة فوق مستوى انخفاض شهر أغسطس. و لا يمكن أن نعتبر ذلك بادرة تشير إلى التعافي, بل مؤشِّر على عدم انتهاء الاتجاه الهابط حيث لا تزال الأسهم في موجة عرضيّة. كما يُتوقّع أن تزيد حالة العزوف عن المخاطرة في مرحلة لاحقة.

و على صعيدٍ آخر, يأتي مزاد السندات الأسباني ليكون محور الأحداث اليوم، حيث تعتزم إسبانيا بيع سندات لأجل ثلاثة أشهر و ستة أشهر بقيمة 2.5 مليار يورو و 3.5 مليار يورو طبقًا لترتيبتها اليوم. في الوقت ذاته, تعتزم إيطاليا بيع الديون الحكومية بما يقدّر ماليًا بحوالي 14.5 مليار يورو في وقتٍ لاحق من هذا الأسبوع. و على صعيد المؤشرات, هبط مؤشّر أسعار خدمات الشركات الياباني بنحو -0.4% في شهر أغسطس. كما هبط المؤشّر السويسري UBS للاستهلاك إلى 0.79 في شهر أغسطس. فيما ظل مؤشّر GKF الألماني لثقة المستهلك مرابطًا عند مستوى 5.2 في شهر أكتوبر.

وعلى صعيد التحليلات الفنيّة, واجه مؤشر الدولار بعض المقاومة عند ارتداد فيبوناتشي نسبته 38.2% عند 88.70 , ثم إلى 72.69, و بعده مستوى 78.80, ليتراجع المؤشّر بعد ذلك. و يتوقع أن تكون هناك بعض الموجات العرضيّة التي من الممكن ملاحظتها دون المستوى 78.86، لتصبح القمّة مؤقتة على المدى المتوسط. كما لم يعد هناك أي تغيير في مشهد الهبوط, حيث كان الهبوط من مستوى 88.70 و انتهى بالفعل عند مستوى .72.69 يأتي هذا في الوقت الذي يُتوقَّع فيه استمرارية مسيرة ارتداد المؤشّر من المستوى 72.69 و ذلك خلال مستوى الحاجز النفسي 80، ليصل إلى المستوى 82.58 (بارتداد فيبوناتشي نسبته 61.8%) أو أعلى على المدى المتوسّط.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image