الذهب لم يعد ملاذًا آمنًا

شهدت أسعار الذهب في الأشهر الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا حيث وصل سعر الأوقية 2000 دولارًا أمريكيًا على غرار ما توقع المستثمرون على المدى البعيد حيث توقعوا ارتفاعًا على مدار عقد في قيمة المعدن الأصفر. ووسط كل هذه الديون التي تعانيها أوروبا والولايات المتحدة والتي ينبغي أن تمثل إضافة إلى الضغوط التضخمية، والتي تقضي بما يسمى بمخازن القيمةكالذهب قيمة جذابة للغاية أو كما كانت تقتضي الحكمة التقليدية.

على الرغم من ذلك،وعلى مدار الأسبوعين الماضيين،  تراجعت الثقة لدى الأسواق، شهدت أسعار الذهب والفضة وغيرها من المعادن الثمينة انخفاضًا هائلا، وسط شائعات عن تحول إلى البيع من قبل صناديق التمويل مما عزز من وتيرة الهبوط.

شهد الذهب، والذي أنهى الأسبوع الماضي على تراجع هو الأكبر على مستوى يومين منذ  عام 1983، المزيد من الانخفاض اليوم، حيث هبط بحوالي 7.5 %، أو ما يقرب من 124 دولار أمريكي للأوقية، مسجلاً انخفاضًا عند مستوى 1532.72 دولار أمريكي في تداولات العقود الفورية.

وتأتي التغيرات الكبيرة في أسعار شراء الذهب والفضة قليلة على نحو ما تم إثباته في البيانات الاقتصادية الأساسية والتي سبق وقادت أسعار المعادن لتسجيل المستويات. حيث وصل الذهب، على سبيل المثال، إلى أعلى مستوى له عند 1921.15 دولار أمريكي في السادس من شهر سبتمبر نظرًا لتوقعات الأسواق بتفاقم أزمة الديون وخطر التخلف عن سداد الديون السيادية لم تترك غير القليل من الملاذات الآمنة للاستثمار.

ولم تكن الفضة أحسن حالاً من الذهب بل على العكس، حيث انخفضت 18 %، أو 5.61 دولار ، ليهبط إلى 26.07 دولار . وأضاف الهبوط الحادالذي شهدته الفضة اليوم إلى هبوط الـ 18 %يوم الجمعة، ثم أكبر هبوط شهده المعدن في يوم واحد منذ عام 1979طبقًا لإحصائيات بلومبرج.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image