الدولار يواصل ارتفاعه إثر استمرار تراجع المعادن والأسهم

واصل الدولار الارتفاع الذي حققه مؤخرًا، ليرتفع بشكل كبير في بداية الأسبوع إثر حالة العزوف عن المخاطرة التي لا تزال تسيطر على الأسواق. هذا ولم تجد ثقة المستثمرين أية دعم في نتائج الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي عُقد خلال الأسبوع نظرًا لاختلاف صانعي السياسات إزاء كيفية التعامل مع الأزمة الراهنة. الجدير بالذكر أن تعليق تشو، محافظ بنك الصين الشعبي الذي ذكره في نهاية الأسبوع يعكس أن الصين لا تزال تعاني من قلق شديد بشأن التضخم، الأمر الذي أدى إلى تراجع أسهمها إلى أدنى مستوى منذ شهر يوليو 2010. وفي سياق منفصل، تلقى كل من الدولار الأسترالي والنيوزلندي ضربة موجعة اليوم جراء الانهيار الذي ساد أسواق المعادن الثمينة علاوة على العجز التجاري في نيوزلندا الذي خالف التوقعات بشكل كبير.


من ناحية أخرى، دعا صندوق النقد الدولي في الاجتماع الذي عُقد خلال فترة نهاية الأسبوع، صانعي السياسة في العالم إلى 'للتعاون واتخاذ إجراءات في الوقت الحالي' لاستئناف تعافي الاقتصاد العالمي. أضاف صندوق النقد الدولي قائلًا أن 'الاقتصاد العالمي يواجه مرحلة خطيرة، داعيًا إلى يقظة استثنائي والتنسيق والاستعداد لاتخاذ قرارات جريئة من قبل صندوق النقد الدولي والدول جميع أعضاءه على حدٍ سواء'. وفي سياق متصل، صرح رئيس البنك الدولي روبرت زوليك أن 'العالم يقع في منطقة محفوفة بالمخاطر'، في حين لدى مستشار المملكة المتحدة جورج أوسبورن والقادة الأوروبيين ستة أسابيع لإنهاء هذه الأزمة، حيث يستلزم تقديم حلول واقعية في قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها في كان في الرابع من نوفمبر. هذا ونقلت تقارير إخبارية أن القادة الألمان والفرنسيين توصلوا إلى بعض الخطط لحل أزمة الديون السيادية في دول منطقة اليورو. تشمل هذه الإجراءات رسملة البنوك الأوروبية وتوسيع رأس مال صندوق الاستقرار المالي الأوروبي ليصل إلى 2 مليار يورو وجعل تعثر اليونان في سداد ديونها جزئيًا، ومع ذلك لم يتم التأكيد على هذه الإجراءات.


هذا وقد ذكر محافظ بنك الصين الشعبي تشو شياو تشوان أن "ارتفاع معدل التضخم ما زال الشغل الشاغل في الصين" و لا توجد طريقة "فورية" للسيطرة عليه. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الصين تحديات من "الارتفاع السريع نسبيًا في أسعار المستهلك والتدفقات الكبيرة في رأس المال على المدى القصير". أضاف تشو إنه "لا داعي لتغيير جذري في السياسات النقدية أو المالية"، كما أشار إلى أن الصين سوف تستمر في كبح جماح التضخم. وفيما يخص أزمة الديون الأوروبية، وصرح تشو أنه سينظر لمعرفة " ما إذا كانت دول منطقة اليورو ستستطيع تنفيذ قرارهم المتخذ يوم 21 يوليو." قبل تحديد كيفية تقديم الصين المزيد من المساعدات.


الجدير بالذكر أن الانهيار الذي يسود أسواق السلع منذ الأسبوع الماضي يزيد من الضغط على عملات السلع لاسيما الدولار الاسترالي. فضلًا عن ذلك، تراجع الذهب مرة أخرى بنسبة -5%، ويجري التداول عليه حاليًا بالقرب من المستوى 1550 مبتعدًا عن الارتفاع البالغ الذي وصل له للمرة الأولى خلال الأسابيع الماضية فوق المستوى 1900. وفي سياق متصل، تشهد الفضة تراجعًا، حيث خسرت أكثر من -11% اليوم حتى الآن. في سياق آخر، ليس هناك طريقة لمساعدة الدولار النيوزلندي بعد قراءة العجز التجاري التي جاءت خلاف التوقعات بشكل كبير بواقع -642 مليون خلال شهر أغسطس. هذا ومن المتوقع أن يتمسك البنك الاحتياطي النيوزلندي بالسياسات التيسيرية على الأمد القريب في الوقت الذي توجد فيه بعض التوقعات بخفض البنك الاحتياطي الاسترالي لمعدلات الفائدة خلال الستة أشهر المقبلة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image