التساؤلات الأقوى حول البيانات الأمريكية في حاجة إلى تحفيزات اقتصادية أقوى

مع قرب الإعلان عن السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، يتداول الدولار الأمريكي على ارتفاع مقابل العملات الرئيسة. وربما تتضارب التداولات على الدولار الأمريكي بالنسبة لبعض المتداولين في انتظار قرار لجنة السوق المفتوحة بالاحتياطي الفيدرالي FOMC ولكن مع وفرة الوقت لعدم حساب الخطوة التي يتخذها البنك المركزي،يتساءل بعض المستثمرين حول ما إذا كان المسؤولون بالفيدرالي يعدون أنفسهم للفشل. وفي مراجعة اجتماع لجنة FOMC الذي أصدرناه أمس، ناقشنا الخيارات المتاحة لدى البنك المركزي باستفاضة بالإضافة إلى ردةفعل الأسواق المحتملة. وعقب قراءة مبيعات المنازل الكائنة بالولايات المتحدة والتي جاءت أقوى من التوقعات، تساءل بعض المستثمرين حول ما إذا كان الفيدرالي سيتراجع عن فكرة منح المزيد من التسهيلات النقدية. ويجب ألا نخطيء في ذلك، حيث لا يوجد سؤال يشير إلى أن الفيدرالي سوف يعلن عن تغيرات في السياسة النقدية اليوم ولكن بيانات مبيعات المنازل الكائنة يمكن أن تجعل الفيدرالي يعيد النظر في إجراء مزيد من التسهيلات النقدية. فهناك العديد من التبديلات المتنوعة حول ما يمكن أن يعلنه الفيدرالي في وقت لاحق اليوم، في الوقت الذي سيراقب فيه الكثير من المتشائمين مدى تحركات الدولار إثر ذلك.

وفي سياق البيانات الاقتصادية الصادرة اليوم بالولايات المتحدة، قفز مؤشر مبيعات المنازل الكائنة بنسبة 7.7% إلى 5.03 مليون وحدة خلال شهر أغسطس عقب تراجعه بنسبة 3.5% خلال الشهر السابق. كانت هذه البيانات أقوى كثيرًا مما توقعات الأسواق ليلتقط سوق الإسكان أنفاسه جرّاء تلك البيانات. وفيما يتلعق بتداولات ما قبل قرار الفيدرالي، ربما أثارت بيانات سوق الإسكان القوية تناقصًا في عمليات البيع على الدولار.

على الرغم من ذلك، لا زال السؤال الأكبر اليوم هو ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيكون تحت أو فوق مستوى التكهنات. ففي ظل آمال البعض بأن يطلق برنانك العنان لجولة جديدة من التسهيلات النقدية، فإن مخاطر خيبة الأمل أكبر من مخاطر المفاجأة في ظل تحذيرات البنك المركزي من أن قدرتهم على تحفيز الاقتصاد محدودة. ومع ركود سوق الوظائف الأمريكي المقترب من الصفر ونمو مبيعات التجزئة خلال شهر أغسطس، فإن الأوقات العصيبة تتطلب إجراءات يائسة. ويعد الاحتياطي الفيدرالي الأسواق لمزيد من التحفيزات الاقتصادية بنفس الصيغة أو بأخرى منذ الاجتماع السابق للجنة السوق المفتوحة بالفيدرالي FOMC، وبفعل ذلك، منحوا المستثمرين فرصة سانحة لصرف الخطوة من حساباتهم، مما يعني أنهم إذا أرادوا ردة فعل قوية وإيجابية من الأسواق، فإنهم في حاجة لأن يكونوا فوق مستوى التوقعات وليس العكس. هذا وقد تناقلت الأسواق عملية تويست باستفاضة بالغة حيث يفضل الفيدرالي المضي قدمًا في تحفيز الاقتصاد ولكن تكمن المعضلة في أن تلك الخطوة قد توقعتها الأسزاق بالفعل وربما لا تسفر عن شيء أكثر من ردة فعل ضعيفة. ويحتمل ألآ تسود عملية تويست انتباء الأسواق أو حتى تثير عمليات شراء أو بيع اليوم. وإذا ما أراد الفيدرالي مفاجأة الأسواق والتسبب في تداولات حادة وقوية بأسواق الأسهم والعملات، فإنهم في حاجة لأن يكونوا أكثر حسمًا بمعنى الجمع بين خيارات متنوعة وربما اتخاذ خطوة أكثر جرأة بربط معدلات الفائدة ببعض البيانات الاقتصادية مثل معدلات البطالة، وهي فكرة اقترحها رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق، إيفانز. أو يمكن أن يعلن الفيدرالي عن عملية تويست ويترك الباب مفتوحًا لإجراءات تسهيل نقدي. فإن اتخاذ أي من تلك الخيارات سوف ينهي على نحو محتمل خيبة الأمل الكبرى للأسواق وسلبية المخاطر المحيطة بها.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image