تثبيت الفائدة يمحو مكاسب الإسترليني بنهاية الأسبوع..لكنه سيرتفع مجددا

تثبيت الفائدة يمحو مكاسب الإسترليني بنهاية الأسبوع..لكنه سيرتفع مجددا

ظل الجنيه الإسترليني متماسكا خلال تداولات الإثنين والثلاثاء والأربعاء، وسجل مؤشر الجنيه الإسترليني الذي يقيس أدائه أمام العملات الرئيسية 136 نقطة حتى الثالث من نوفمبر لكنه تراجع بشكل فورى وفقد 1% عقب قرار وبيان بنك إنجلترا حول السياسة النقدية، ليسجل حاليا نحو 135 نقطة، فى انخفاض يقترب من 1.9% خلال الأسبوع فى أسوأ تراجع خلال 4 أشهر.

وأعلن بنك إنجلترا الخميس الماضي الإبقاء على معدل الفائدة عند 0.10% دون تغيير، وهو ما توافق مع توقعات المحللين لكنه كان مخالفا بصورة كبيرة لتوقعات الأسواق إذ سعر المتداولون للمشتقات باعتبار وجود رفع 0.15% للفائدة، كما ثبت بنك إنجلترا خطة شراء السندات.

لكن نتوقع أن تكون تلك التراجعات قصيرة الأجل، مع ترحيل آمال رفع الفائدة للإجتماع المقبل فى ديسمبر، وهو ما يدعم الجنيه الإسترليني مجددا، خاصة إذا جاءت البيانات إيجابية وداعمة لذلك.

ورفع السوق توقعاته لأسعار الفائدة بعد وصول التضخم لأعلى مستوياته على الإطلاق خلال أغسطس عند 3.2% قبل أن يتراجع إلى 3.1% فى سبتمبر، وبعد أن كان السوق يتوقع ارتفاع فى سعر الفائدة خلال مارس، بات ينتظره فى نوفمبر، كما باتت التوقعات أن يصل إلى 1.25% بنهاية 2022، قبل أن تشهد الفترة بين  2023 و2025 خفضا فى حدود 40 نقطة أساس.

وكان أحد أسباب رفع توقعات الفائدة هو تصريحات أندرو بايلي، محافظ بنك إنجلترا، التى ألمح فيها أن السياسات النقدية ستتحرك لاحتواء التضخم، لكنه عاد وتراجع فى تصريحات اليوم عن ذلك، وقال إنه لم يقل صراحة قبل ذلك إن الفائدة سيتم رفعها،  مؤكدا أن إنجلترا مازالت فى مرحلة التعافى من الوباء كحال الاقتصاد العالمي، وذكر أن تحركات الأسواق أمس الخميس بعد قرار الإبقاء على الفائدة دون تغيير كانت عبارة عن إعادة تقييم للأوضاع الاقتصادية.

لكن على الجانب الإيجابي رفعت لجنة السياسات النقدية لدى بنك إنجلترا توقعات التضخم إلى 5% على المدى الطويل، وقالت إن ذلك يفتح مجال لرفع الفائدة فى وقت ما لكن بشكل طفيف.

ولم تقدم الانقسامات بين أعضاء السياسات النقدية يد العون للإسترليني المحبط، بل زادت من حيرة المستثمرين، وصرحت عضو لجنة السياسات النقدية، في بنك إنجلترا، سيلفانا تينريوم يوم الجمعة، بأن بنك إنجلترا يجب أن يكون حذر عند رفع أسعار الفائدة،فحجم الاقتصاد  مازال أقل مما كان عليه قبل جائحة كورونا، ويصعب تأكيد تعافى سوق العمل.

أوضحت تينريو - التي صوّتت للإبقاء على سعر الفائدة  عند 0.1% فى اجتماع الخميس، إن البنوك المركزية عليها أن تفاضل بين دعم الانتعاش الاقتصادي وتوظيف فرص العمل وبين ضغوط التضخم التي قد تستمر لفترة أطول.

فى الوقت نفسه، قال نائب محافظ بنك إنجلترا (BoE)، ديف رامسدن، فى تصريحات صحفية اليوم الجمعة، إنه  قام بالتصويت لصالح  رفع أسعار الفائدة لأنه يري أن سوق العمل يشهد تحسنا  بحسب ما نقلته رويترز.

وأضاف رامسدن:" توقعات التضخم ارتفعت بكثير عن متوسطاتها التاريخية، ولدي قلق بشأن لذلك، وأؤمن أن التحرك الآن يضمن أن تظل توقعات التضخم ضمن النطاق المستهدف".

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image